كشفت مصادر يمنية النقاب عن إفراج سلطات آل سعود، مؤخرا، عن مئات المعتقلين اليمنيين في سجونها؛ بشرط العمل في ترويج الحبوب والمخدرات في مناطق سيطرة الحوثيين وغيرها.
وأفادت المصادر المتطابقة بوجود نشاط هائل لمجموعات وعصابات يمنية تنشط في ترويج الحبوب والمخدرات القادمة عبر السعودية إلى داخل المحافظات اليمنية.
وقالت إن عملية دخول المخدرات والحبوب تتم بطرق رسمية وبإشراف عناصر أمنية رفيعة المستوى من أجل إحداث الخراب في صفوف الشباب اليمني.
وأشارت إلى أن المخدرات والحبوب أمر جديد على الشباب اليمني الذي اعتاد على “القات” وهو أمر يدلل أن دخولها يتم بطرق ممنهجة ورسمية من قبل الجيش السعودي الذي يسيطر على الحدود والمداخل الرسمية.
ولفتت المصادر إلى أن القوات السعودية المتواجدة داخل اليمن تشترط على الأسرى المعتقلين لديها العمل في مجال التخابر على الحوثيين والاتجار في المخدرات.
في المقابل، دعت جماعة الحوثي التحالف السعودي الإماراتي إلى استيعاب ما سمتها “مبادرة مأرب” ونقاطها التسع، في حين دعت الحكومة اليمنية المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى تسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
وجاءت هذه الدعوة على لسان رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين مهدي المشاط، في إشارة إلى عرض قدمه الحوثيون لوقف توغلهم العسكري في محافظة مأرب النفطية شرقي اليمن.
واعتبر المشاط أن النقاط التسع مطالب محقة واستحقاقات عادلة للشعب اليمني، دون أن يكشف تفاصيلها.
من جانبه، دعا المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث الجميع إلى العمل معا من أجل إحلال السلام في اليمن.
وبمناسبة اليوم العالمي للسلام، حيا غريفيث مناصري السلام اليمنيين في كل مكان وحثّ الأطراف على أخذ خطوة في اتجاه تحقيق السلام الشامل في هذا البلد.
وقال غريفيث “أقول لليمنيين خاصة الناشطين في المجتمع المدني، ومجموعات النساء والشباب، أحييكم جميعا على شجاعتكم وإصراركم، وأرجو أن تستمروا في تحقيق مستقبل لبلادكم تسوده المواطنة المتساوية وحكم القانون والحكم الخاضع للمساءلة، مستقبل من السلام المستدام”.
وأضاف “أقول للأطراف المتحاربة في هذا اليوم أتمنى أن تفكروا وتجدوا الشجاعة اللازمة وتأخذوا الخطوة الأولى نحو منح اليمنيين السلام الذين يحتاجونه ويستحقونه، لنعمل معا بشكل عاجل لإنهاء هذا النزاع بشكل كامل”.
وتستمر الحرب اليمنية، وسط آمال بإنهائها، وجهود دبلوماسية أممية ودولية للتوصل إلى حل سياسي، فيما يبدو أن الجانب الميداني- العسكري أصبح أكثر تعقيدا.
وحتى اليوم، لا يوجد منتصر ولا مهزوم، فكلا الطرفين تعرضا لإنهاك شديد واستنزاف هائل للمقاتلين.
ويدفع المواطن اليمني البسيط ضريبة الحرب في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، حيث بات الملايين على حافة المجاعة، إذا يعتمد 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، على المساعدات الإنسانية للبقاء أحياء.
وتقدر الأمم المتحدة مقتل 112 ألف شخص، منهم 12 ألف مدني، لكن الواقع يشير إلى أن الضحايا المدنيين أكثر من ذلك بكثير.
وتستمر الجهود الأممية لإقناع الأطراف اليمنية بحل سياسي، لكن لا يوجد مؤشر حقيقي على اقتناعهم بذلك، في ظل تباين كبير في وجهات النظر وانعدام للثقة، ما يجعل من الصعب إنهاء هذه الحرب قريبا.