انتقدت صحيفة إندبندنت البريطانية المواقف الغربية إزاء الصمت الحاصل على حرب اليمن، مؤكدة أن نظام آل سعود يشتري حالة الصمت الحاصلة بعقود صفقات السلاح للاستمرار في ارتكاب جرائم حرب.
ويقول الكاتب بورزو دراغاهي إن القوى الغربية يمكنها المساعدة بسرعة في إنهاء الحرب التي تعصف باليمن، ولكنها تحرص على إبقائها مستعرة حفاظا على مكاسبها الاقتصادية، وذلك بالرغم من إسهامها في زيادة بؤس ومعاناة 25 مليون يمني فقير بالفعل.
ويضيف في مقال نشرته له صحيفة ذي إندبندنت البريطانية، أن الصراع في اليمن من أكثر الصراعات في العالم قابلية للحل السريع، لو أخلصت القوى الدولية والغربية النوايا بدلا من تجاهل الأمر.
ويرى الكاتب أن القوى الغربية -وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا- تحرص على استمرار الحرب لأنها تبيع المزيد من السلاح للسعودية، وهو ما يوفر غطاء دبلوماسيا لاستمرار الصراع في اليمن.
ويقول دراغاهي إن من بين الأحداث العديدة المروعة التي وقعت في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، كانت القصة التي لم يلاحظها أحد وهي أن جنديا في القوات الحكومية اليمنية اكتشف أنه لن يتلقى راتبه، فسحب سلاحه على الفور وأطلق النار على نفسه داخل مقر “اللواء الأول مشاة” في عدن.
ويضيف أن وفاة هذا الجندي الشاب مذعورا على ما يبدو بسبب عجزه عن إطعام أسرته، تعد بمثابة تذكير للبؤس الذي يلف الحرب اليمنية دون توقف، وهي واحدة من العديد من الصراعات الطاحنة التي حولت مساحات شاسعة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مشاهد من الرعب والحرمان.
ويقول إن اليمن -خلافا لسوريا- ليس فيه الكثير مما يثير اهتمام أي من القوى العظمى في العالم، وإنه -على عكس العراق وليبيا- ليس لديه الكثير من النفط.
ويرى أن اليمن بلد مجاور لمضيق غير مهم يمر عبره جزء ضئيل من الشحن البحري في العالم.
ويضيف أن جميع الأطراف المتحاربة في اليمن -على عكس حركة طالبان في أفغانستان، واللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا- أظهرت أنها تستطيع تقاسم السلطة.
ويشير الكاتب إلى أن الحرب في اليمن مثل بقية الحروب، أنتجت الاستغلاليين الذين يرون مصلحة لهم في استمرار الصراع.
لكن اليمن لا يزال من أفقر البلدان على وجه الأرض، وليس هناك الكثير لاستغلاله، والأهم من ذلك أنه لا جدوى إستراتيجية تذكر في استمرار هذه الحرب.
ويقول الكاتب: “تخيلوا لو أن السعودية بدلا من تمويل الحرب في اليمن على مدى السنوات الخمس الماضية، استثمرت نصف ذلك المبلغ في مشاريع تعليمية وزراعية فيه”.
ويشير إلى أن محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة التي بدأت أواخر العام الماضي تراوح مكانها، وأن ثمة مؤشرات على أن الهدنة الهشة بشأن مدينة الحديدة الساحلية آخذة بالانهيار.
ويرى الكاتب أن السعودية والإمارات وشريكتهما مصر تشتري الكثير من الأسلحة في ظل استمرار هذا الصراع، وأنها بذلك توفر فرص العمل وتجلب الفوائد المالية للقوى الغربية.
غير أنه يختتم بالقول إن الحرب في اليمن أصبحت أكثر تعقيدا وخطورة، وإن الاقتصادات الغربية إذا كانت واهية إلى حد أنها تعتمد على زيادة بؤس ومعاناة 25 مليون يمني فقير بالفعل، فإن هذه الاقتصادات لا تستحق التعافي.