قوبل اتفاق الرياض الذي رعاه نظام آل سعود بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من دولة الإمارات برفض واسع في اليمن.
وأطلق مغردون وسم #يمنيون_ضد_اتفاق_الرياض للتعبير عن رفضهم للاتفاق لما يحمله من مخاطر تكريس احتلال نظام آل سعود لليمن وفرض الوصاية عليه، وهو موقف عبر عنه مكونات سياسية في البلاد.
فقد وصف مجلس الإنقاذ الوطني الجنوبي في اليمن اتفاق الرياض بأنه أعطى شرعية للاحتلال السعودي وحق إدارة الأمور المحلية.
وقال المجلس الجنوبي في بيان رسمي إنه يرفض “اتفاق الرياض ويتمسك برفض الاحتلال وأزلامه”، مؤكداً في الوقت عينه أنه يرفض “أي اتفاق لا ينص على خروج القوات الأجنبية ويحفظ استقلالنا”.
وشدد مجلس الإنقاذ على “أننا نرفض أي اتفاقيات لا تستمد شرعيتها من الشعب عبر الوسائل الديمقراطية”، موضحاً أن “اتفاق الرياض تمت صياغته ليعطي شرعية للاحتلال السعودي وحق إدارة الأمور المحلية”.
ووقّعت حكومة الرئيس اليمني عبد ربّه منصور هادي، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، على “اتفاق الرياض” يوم الثلاثاء الماضي والذي أعطى بموجبه الرياض حق التحكم بإدارة اليمن.
ولفت المجلس إلى أن “الاتفاق يعطي شرعية للمليشيات المناطقية التابعة للخارج”، مبيناً أن “اتفاق الرياض يجعل الوصول إلى السلطة مكافأة لمن يعتمد على قوة السلاح والغلبة”.
ودعا “القوى الوطنية كافة إلى رص الصفوف والاستعداد لمواجهة الاحتلال وأزلامه وإسقاط مشاريعه، كما ندعو القوى الوطنية إلى الاتحاد لخلق شراكة وطنية حقيقية تهيئ الظروف لإعادة السلطة للشعب”.
ويشعر اليمنيون بسخط كبير من اتفاق جاء بين طرفين كانوا جزءاً من جسد الشرعية التي تقاتل الحوثيين، وتحولوا إلى طرفين متقاتلين، في ظل استمرار سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومدن أخرى، ووسط أزمة كبيرة تعصف بالبلاد منذ سبتمبر 2014.
ويقول الصحفي والمحلل السياسي اليمني عبد الله السامعي، إن ما يحدث اليوم من اتفاقيات يصفها بـ”الهزلية”، جاءت تتويجاً لما يقوم به التحالف منذ أكثر من عامين، عندما جمّد المعارك على الأرض ضد الحوثيين.
وأوضح السامعي أن الشرعية لم تتمكن منذ عامين من تحقيق أي تقدمات عسكرية عبر قواتها، “بما يمكن اعتبارها انتصارات كبيرة على الحوثيين، وكلما حدث تقدم بسيط تتعرض قوات الجيش الوطني للقصف من مقاتلات التحالف”.
واعتبر أن التحالف، بقيادة نظام آل سعود، “حرف مسار المعركة وافتعل معارك جانبية عبر أدواته مع الشرعية التي يدعي أنه جاء لدعمها ونصرتها”.
ومجلس الإنقاذ الجنوبي يسعى لوقف الحرب بالبلاد، ورفع الحصار المفروض من قبل التحالف بقيادة آل سعود، وإنقاذ اليمن من حالة الانقسام والتشظي.
واختار المجلس، الذي أعلن عنه في الـ19 من شهر أكتوبر الماضي، هيئة رئاسية تمثله تنتمي لعدة محافظات جنوبية، حيث اختير اللواء أحمد قحطان، عضو مجلس الشورى اليمني ومدير أمن المهرة سابقاً، رئيساً للمجلس.
ويشهد اليمن أزمة مستمرة منذ مارس 2015، بعدما تدخلت السعودية والإمارات في تحالف من عدة دول لقتال الحوثيين الذين انقلبوا على الشرعية اليمنية في سبتمبر 2014، لتتسبب الحرب في أزمة عسكرية وإنسانية، تمثلت في استمرار عمليات القصف التي تحصد أرواح المدنيين، وظهور أوبئة وأمراض، وفقر زاد من معاناة اليمنيين، قبل أن تزيد الإمارات من تلك الأزمة بعد دعمها لانقلاب عبر “المجلس الانتقالي الجنوبي” في عدن في أغسطس 2019.