500 يوم على اعتقال الناشطة لجين الهذلول
مضى 500 يوما على اعتقال سلطات آل سعود بشكل تعسفي الناشطة في سبيل حقوق الإنسان والحريات في المملكة لجين الهذلول من دون أي سبب قانوني.
وق حث خبراء حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة سلطات آل سعود على الإفراج عن الهذلول التي شكل سجنها بدايةَ حملة “شرسة” شنتها تلك السلطات على المدافعات عن حقوق النساء.
وقال الخبراء إن التهم الموجهة للهذلول بالسعي لتقويض أمن الدولة كيدية، مبرزين جهود الهذلول التي أسهمت في تمكين المرأة من الحق في سياقة السيارات.
ووصف الخبراء استمرار اعتقال الهذلول بـ”الفضيحة” لأنها طالبت بتغيير بعض القوانين التي لجأت سلطات آل سعود نفسُها لتغييرها.
وأضاف الخبراء أن المكاسب الحقوقية التي تحققت للمرأة في المملكة يجب ألا تحول بين المجتمع الدولي ومتابعتِه المشكلات الحقوقية القائمة في المملكة.
ووجه الخبراء نداء عاجلا للإفراج عن الهذلول وكل معتقلي الرأي في المملكة، وفتح تحقيق لمعرفة ما إذا كانت الهذلول تعرضت للتعذيب خلال اعتقالها.
وكانت أسرة الهذلول قالت في أغسطس/آب الماضي إن ابنتها رفضت عرضا بالإفراج عنها مقابل بيان مصور بالفيديو تنفي فيه تقارير عن تعرضها للتعذيب أثناء احتجازها.
وقال وليد الهذلول شقيق لجين (30 عاما) على صفحته على تويتر إنها وافقت في البداية على توقيع وثيقة تنفي فيها تعرضها للتعذيب والتحرش. والتزمت أسرتها الصمت في الآونة الأخيرة على أمل حل القضية في سرية.
لكن وليد أضاف أن أمن الدولة طلب منها في مقابلة أخيرا تسجيل النفي بفيديو في إطار اتفاق الإفراج عنها، وقال وليد في تغريدة إن الظهور في فيديو بأن لجين لم تتعرض لأي تعذيب مطلب غير واقعي، وقالت أسرة لجين إنها رفضت هذا العرض.
ومثلت بعض الناشطات أمام المحكمة هذا العام باتهامات متعلقة بالعمل في الدفاع عن حقوق الإنسان والاتصال بصحفيين ودبلوماسيين أجانب، لكن الجلسات لم تعقد منذ أشهر.
وأثارت القضية انتقادات دولية وغضبا في العواصم الأوروبية والكونغرس الأميركي خاصة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي على يد سعوديين داخل قنصلية المملكة في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقبل أيام كشفت “لينا الهذلول”، شقيقة الناشطة المعتقلة “لجين”، أن شقيقتها تعيش في ظروف نفسية صعبة، وتعاني حرمانها من حريتها، أو التحدث مع أسرتها بشكل حر.
وأضافت: “لا يمكننا التأكد أبدا من الظروف التي تعيشها لأنهم لا يسمحون لها بالتحدث بحرية، إنها مسجونة بشكل استبدادي، لا حرية في أي من تصرفاتها، حتى في محادثاتها مع عائلتها. لكنها تتمكن من الحفاظ على قوتها”.
وانتقدت عدم الحصول على معلومات من سلطات آل سعود، حول محاكمة شقيقتها أو موعد إطلاق سراحها.
وعلقت على ذلك بالقول، إن “التعامل مع قضية شقيقتها كان بمثابة صراع نفسي للجين ولعائلتها”، معتبرة أن الانتظار مرهق للغاية عندما لا تعلم طبيعة الإجراءات.
وتابعت “لينا” التي تعيش حاليا في بروكسل، في حديثها مع صحيفة “الإندبندنت” البريطانية: “ما حصل كان مرهقا نفسيا بشكل كبير لها ولعائلتها، لدينا أمل رغم أننا لا نملك أي معلومات لكن الأمر يتطلب طاقة كبيرة للحصول على هذا الأمل”.
ومنعت كل من “لينا” وشقيقها “أسامة” من التحدث إلى “لجين” منذ بدء محاكمتها، لكن يسمح لعائلتها بالتواصل معها هاتفيا لعشر دقائق مرة في كل أسبوع، وزيارة شهرية.
وكانت “لينا” ألقت كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الاثنين، في جنيف مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن شقيقتها.