نشر موقع وكالة بلومبيرغ الدولية المتخصصة بالشأن الاقتصادي تقريرا للخبير الإستراتيجي في صناعة النفط جوليان لي, قال فيه إن الرياض ليست على استعداد للقيام بما يلزم لدعم أسعار النفط.
وجاء هذا التقرير استناداً إلى تصريحات مسؤول حكومي اعتبر فيها أن المملكة لن تكون متسامحة في ظل استمرار انخفاض أسعار النفط.
يأتي هذا في وقت قالت فيه وزارة الطاقة الروسية إن “من المهم للغاية التصرف بشكل مسؤول ومنح السوق ما تحتاجه من النفط”.
ويشير إلى أن ذلك يعكس عدم التزام موسكو بكميات محددة من الإنتاج الذي اتفقت عليه مع منظمة أوبك في ديسمبر/كانون الأول الماضي، خلافا لما يعتقد.
وفي هذا الصدد، أوضح أن روسيا ضخت 11.32 مليون برميل يوميا في النصف الأول من أغسطس/آب، مما يعني زيادة تقدّر بحوالي 180 ألف برميل مقارنة بيوليو/تموز، وهو رقم أيضا أعلى من المستوى اليومي الذي تعهدت موسكو بضخه والبالغ 11.19 مليون برميل.
ونبّه إلى أن موسكو ستكون قادرة على تحمل أسعار منخفضة مقارنة بالرياض، حيث استفادت من العقوبات الأميركية على الصادرات من إيران وفنزويلا لزيادة دخلها من النفط بنحو مليار دولار منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويعتبر خام الأورال الروسية بديلا جيدا للخام الإيراني بالنسبة لمصافي التكرير في الدول الأوروبية، خاصة في ظل ارتفاع قيمته مقارنةً بقيمة خام برنت.
وتساءل الخبير عن مصير شركاء الرياض في منظمة أوبك، ومن بينهم العراق، في وقت تشير فيه بيانات تتبع ناقلات النفط التي جمعها موقع بلومبيرغ إلى أن صادراتها من الخام في النصف الأول من أغسطس/آب سجّلت أعلى مستوياتها خلال ثلاثة أشهر، كما كانت التدفقات القادمة من غربي أفريقيا نشطة خلال الشهر الحالي.
وقال إن الرياض بعد أن أوفت بوعدها الذي قطعته في ديسمبر/كانون الأول وخفضت بالفعل كثيرا من إنتاجها من النفط، أشارت إلى عدم رغبتها في تحمل العبء بمفردها.
ولفت إلى أن وزير الطاقة بالمملكة خالد الفالح، قال خلال الاجتماع الأخير الذي عُقد في مقر أوبك في يوليو/تموز الماضي إن السعوديين خفضوا الإنتاج “بما فيه الكفاية”.
ولم تعلن المملكة بشكل رسمي أنها ستقوم بتخفيض الصادرات بمقدار 700 ألف برميل يوميا انطلاقا من الشهر المقبل، وبدلا من ذلك أفاد المسؤولون أنه يمكن نظريا إنتاج 10.3 ملايين برميل يوميا خلال سبتمبر/أيلول من أجل تلبية الطلبات.
ويعني ذلك أن الإنتاج الفعلي للمملكة في الشهر المقبل قد يصل إلى 9.6 ملايين برميل في اليوم، في وقت صرّحت فيه الرياض أنها أنتجت 9.58 ملايين برميل نفط خلال الشهر الماضي، مما يشير إلى أنها لم تقم بتخفيض الإنتاج على الإطلاق.
لكن تقريرا أخر أشار إلى أن صادرات المملكة -أكبر مُصدر للخام في العالم- بلغت 6.721 ملايين برميل يوميا في يونيو/حزيران، انخفاضا من 6.942 ملايين برميل يوميا في مايو/أيار، وفقا لبيانات من مبادرة البيانات المشتركة (جودي).
ونقلت الوكالة عن مسؤول نفطي بالمملكة في وقت سابق من الشهر الجاري قوله إن الرياض تعتزم إبقاء صادراتها النفطية أقل من سبعة ملايين برميل يوميا في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول المقبل، على الرغم من قوة طلب العملاء، لإعادة التوازن إلى السوق.
وقالت مصادر في تقرير إن أوبك ومنتجين للنفط من خارج المنظمة نفذوا تخفيضات للإنتاج في يوليو/تموز بمعدل يفوق المتوقع وفقا لاتفاق خفض الإمدادات، وبلغت نسبة الالتزام 159%.
وفي يوليو/تموز الماضي، اتفقت أوبك وحلفاء بقيادة روسيا على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى مارس/آذار 2020، لدعم أسعار الخام مع ضعف الاقتصاد العالمي وارتفاع الإنتاج الأميركي.