سيتم عرض الفيلم الوثائقي المنشق الذي يروي تفاصيل اغتيال الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي نهاية هذا العام بشكل علني بعد محاولات مكثفة من نظام آل سعود لمنع الخطوة.
وحقق فيلم المنشق للمخرج بريان فوغل، ردود فعل إيجابية عند عرضه لأول مرة في مهرجان “صندانس” السينمائي الذي أقيم يناير/كانون الثاني 2020، بحضور هيلاري كلينتون إلى جانب خطيبة الصحفي خاشقجي، خديجة جنكيز.
رغم ذلك، ترددت العديد من الشركات الإعلامية العالمية عن طرحه، خوفاً من غضب الرياض، إلا أن شركة “Briarcliff Entertainment” قررت توزيع الفيلم وإتاحته للعرض بعد أكثر من 8 أشهر على إنتاجه، وفقاً لما نشره موقع ABC NEWS الأمريكي.
وقالت الشركة إنها استحوذت على حقوق نشر الفيلم، وسيطرح أواخر هذا العام، بالتزامن مع ذكرى جريمة قتل خاشقجي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول التركية مطلع أكتوبر 2018.
فيما قال فوغل، في بيان له عن الفيلم: “آمل أن يكرس هذا الفيلم ذكراه وأن يضمن تحقيق العدالة، وألا يغض مجتمعنا الطرف عن الانتهاكات الوحشية لحقوق الإنسان التي يرتكبها النظام السعودي”.
وأضاف فوغل: “يسعدني أن الفيلم سيصدر بعيداً عن مصالح الشركات والمصالح الخاصة”.
يُشار إلى أن فوغل أرّخ الفيلم الوثائقي وشارك أيضاً في كتابته إلى جانب الأمريكي مارك مونوري، وكلاهما يعمل في مجال الكتابة والإنتاج، ويعرف أكثر بفيلم “إيكاروس” الذي فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي في 2018.
وكشف فيلم “المنشق” حقائق جديدة ساعدت الأمم المتحدة في الحصول على معلومات بشأن الاختراق السعودي المزعوم لهاتف مؤسس شركة أمازون جيف بيزوس.
وقتل خاشقجي بعدما تم استدراجه لها، حيث تم خنقه وتقطيع جثته، وفقاً لمسؤولين أتراك وأمريكيين. وعقب 18 يوماً على الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت المملكة مقتل خاشقجي، لكنها قالت إنه مات إثر “شجار مع سعوديين”، وتم توقيف 18 مواطناً في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.
فرضت إدارة ترامب عقوبات على السعوديين المتهمين بالتورط، لكنها قالت إن الجريمة لن تعرّض العلاقات بين البلدين للخطر، في الوقت الذي أشاد فيه ترامب بالمملكة لشرائها أسلحة أمريكية ومشاركتها الولايات المتحدة العداء لإيران.
بعد ذلك برَّأت المملكة أبرز المتهمين في قضية قتل خاشقجي، وهم المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، وأحمد العسيري، نائب رئيس المخابرات السابق، والقنصل السعودي في إسطنبول محمد العتيبي، وبرَّرت السعودية تبرئتهم بالقول: “لعدم كفاية الأدلة ضدهم”.