يواصل نظام آل سعود الحكم بالابتزاز والقرصنة عبر ابتزاز العائلات الثرية في المملكة بغرض نهب أموالها.
وأورد تقرير نشرته صحفية فايننشال تايمز بأن نظام آل سعود يتنمر على العائلات الثرية لضخ أموال في الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو.
ويشير التقرير إلى أنه يتم دفع هذه العائلات -بمن فيهم الأمير الوليد بن طلال- ليكونوا حجر الزاوية في الاستثمار في هذه الشركة النفطية، وذلك في إطار خطة لتحقيق التقييم الذي يريده ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وبحسب التقرير فإن الخطوة تهدف إلى الإسهام في بناء الثقة في صفقة أرامكو السعودية، التي هزتها الهجمات المدمرة التي استهدفت البنية التحتية النفطية في البلاد الأسبوع الماضي.
ويضيف التقرير أن الأمير الوليد اقترح استخدام أمواله المجمدة لشراء أسهم في الاكتتاب العام لشركة أرامكو، كما تم الاتصال بالعشرات من أغنى الأسر السعودية، وأن الضغط لم يكن علنيا.
ويذكر التقرير أسماء شركات مثل جاي مورغان وغولدمان ساش ومورغان ستانلي، بوصفها من بين عشرات المؤسسات المالية الغربية التي من المقرر أن تروّج للاكتتاب العام الأولي للمستثمرين في الأسابيع المقبلة.
وليس من الواضح إذا كانت هذه المؤسسات الغربية على دراية بالضغوط التي تمارس على العائلات الثرية في السعودية.
وتعد شركة أرامكو من بين الشركات الأكبر في إنتاج الخام في العالم، وأكثر الشركات ربحية، لكن المستثمرين يخشون أن الاستثمار فيها قد ينطوي على مخاطر سياسية كبيرة.
ويرى مصرفيون أن الأسر الغنية -بما في ذلك العديد من أفراد العائلة المالكة ورجال الأعمال- يُعدون عنصرا أساسيا في ضمان نجاح عرض أرامكو.
ويضيف التقرير أن من المتوقع الاتصال بالمستثمرين الكبار في المنطقة، بما في ذلك أبو ظبي والكويت، والعديد من المؤسسات الآسيوية الكبرى، فضلا عن الأسر الغنية في مصر ولبنان، التي لها علاقات مع العائلة المالكة السعودية.
ودشنت شركة أرامكو -عملاق النفط السعودي- باكورة إنتاجها من النفط بكميات تجارية عام 1938، لتتحول في ما بعد إلى أكبر شركة نفط في العالم، لكن الهجمات الأخيرة على بعض منشآتها خفض إنتاجها بأكثر من النصف، لتنتقل السعودية من أكبر مصدر للخام في العالم إلى مستورد له.
وتعد شركة أرامكو أكبر شركة منتجة للنفط في العالم، وبلغ إنتاج الشركة عشرة ملايين برميل يوميا في النصف الأول من العام الحالي، قبل أن ينخفض بأكثر من النصف عقب الهجمات التي استهدفت منشآت نفطية السبت الماضي.
ووصل إنتاج الشركة من المواد الهيدروكربونية مستوى 13.2 مليون برميل نفط في اليوم، وفق تقديرات سابقة. لكن المملكة باتت في الوقت الحالي ثالث أكبر منتج في العالم خلف الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.
وبلغ معدل صادرات النفط الخام السعودي نحو سبعة ملايين برميل يوميا بتقديرات العام 2017، لكن هذا المستوى بات بعيد المنال عقب الهجمات التي ستدفع السعودية إلى السحب من احتياطاتها الإستراتيجية.
وقالت شركة إنيرجي أسبكتس للاستشارات في مذكرة قبل أيام إن المملكة تتجه لأن تصبح مشتريا كبيرا للمنتجات المكررة بعد هجمات الحوثيين التي أجبرتها على وقف أكثر من نصف إنتاجها من الخام وبعض إنتاج الغاز.
ومن المرجح -حسب إنيرجي أسبكتس- أن تشتري شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية كميات كبيرة من البنزين والديزل، وربما زيت الوقود، في حين تخفض صادراتها من غاز البترول المسال.
وكان الهجوم الذي استهدف منشأتي بقيق وخريص بالمنطقة الشرقية ثالث هجوم خلال 2019 يستهدف منشآت نفطية، إذ استهدف الهجوم الأول ناقلتي نفط سعوديتين قبالة سواحل الإمارات في مايو/أيار الماضي.
وبعدها بأيام قليلة، استهدفت طائرات مسيرة تتبع جماعة الحوثي محطتين لضخ النفط بمحافظتي عفيف والدوادمي بمنطقة الرياض (وسط)، لكن الإمدادات لم تتوقف.
وحسب شركة إنيرجي، أدت هجمات السبت الماضي على منشآت أرامكو إلى: – توقف إنتاج نحو 5.7 ملايين برميل يوميا من الخام السعودي.
– عطلت الهجمات 18% من إنتاج الغاز الطبيعي.
– عطلت 50% من إنتاج الإيثان وسوائل الغاز.
– تأثرت جودة الخام العربي الخفيف والخام العربي الخفيف جدا بكثرة كبريتيد الهيدروجين، مما قلل من شهية المصافي.