دشن نشطاء حقوق إنسان حملة احتجاجات واسعة في العاصمة البريطانية ضد الزيارة المقررة لولي العهد محمد بن سلمان إلى لندن من أجل تقديم العزاء في الملكة إليزابيث الثانية.
وأعرب النشطاء في ملصقات نشروها في أهم المناطق الحيوية في قلب لندن مثل مطار هيثرو، منطقة مول هارودز، عن استيائهم من الاستقبال البريطاني المقرر لمحمد بن سلمان بدعوى تقديم العزاء بالملكة الراحلة.
ووضع المحتجون ملصقات كبيرة تنص على أن محمد بن سلمان غير مرحب به في جنازة الملكة الراحلة ولا يجب استقباله.
ووصف النشطاء ولي العهد بأنه مجرم متورط بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والعديد من النشطاء خلال احتجازهم في السجون فضلا عن انتهاكاته ضد معتقلي الرأي والمدونين داخل المملكة.
كما أبرز النشطاء ارتكاب محمد بن سلمان جرائم حرب مروعة بحق المدنيين اليمنيين في حرب التحالف العربي بقيادة السعودية ضد اليمن منذ أكثر من سبعة أعوام.
وتضمنت الاحتجاجات محاولة النشطاء اقتحام السفارة السعودية في لندن ووضع ملصقات قبالة مقرها تدين محمد بن سلمان وجرائمه وتطالب بحاكمته وليس استقباله في مراسم رسمية.
وحث النشطاء في حملتهم العائلة البريطانية المالكة وكبار المسئولين في لندن على عدم استقبال محمد بن سلمان ومنحه أي شرعية في محاولته استغلال وفاة الملكة إليزابيث لكسر عزلته الدولية.
ومن المقرر أن يزور محمد بن سلمان لندن الأحد، لتعزية الملك تشارلز الثالث بوفاة الملكة إليزابيث الثانية، فيما من المتوقع أن لا يحضر مراسم دفن الملكة الراحلة والمقرر إقامتها الاثنين خشية من الاحتجاجات ضده.
وقد أبرزت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير مطول لها، انتقاد نشطاء حقوق الإنسان لاستقبال محمد بن سلمان في لندن.
ونقلت صحيفة الغارديان عن خديجة جنكيز خطيبة الصحفي الراحل خاشقجي ومدافعين عن حقوق الإنسان قولهم إن “محمد بن سلمان يحاول استخدام الحداد لكسب الشرعية”.
وقالت جنكيز، إنها كانت تتمنى أن يتم القبض على محمد بن سلمان بتهمة القتل عندما يهبط في لندن، لكنها عبرت عن خشيتها من أن تغض سلطات المملكة المتحدة الطرف، عن “التهم الجادة وذات المصداقية” الموجهة إليه في قضية مقتل خطيبها.
ووجد تقرير استخباراتي أميركي رفعت عنه السرية صدر في عام 2021 أن عملية قتل أو اختطاف خاشقجي تمت بموافقة الأمير محمد بن سلمان.
وقال تقرير المخابرات إن تقييمه استند إلى “سيطرة ولي العهد على صنع القرار” في المملكة، و “المشاركة المباشرة لمستشار رئيسي وأعضاء من عناصر حمايته في القتل، و”دعمه لاستخدام الإجراءات العنيفة” لإسكات المعارضين مثل خاشقجي.
وقالت جنكيز “إن وفاة الملكة مناسبة حزينة حقا لكن لا ينبغي السماح لولي العهد بتلطيخ ذكراها واستغلال هذا الوقت في الحداد للبحث عن الشرعية والتطبيع”.
كما قوبلت الأنباء عن قيام ولي العهد برحلته الأولى إلى لندن منذ عام 2018 باستياء السعوديين في المنفى، بمن فيهم عبد الله العودة، المعارض السعودي البارز المقيم في واشنطن.
وقال العودة، وهو ابن الداعية السعودي المعتقل، سلمان العودة، الذي يواجه حكما بالإعدام، إن رحلة الأمير محمد بن سلمان، جاءت في الوقت الذي باتت السعودية تتخذ إجراءات صارمة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان، بما في ذلك، طالبة الدكتوراه في جامعة ليدز، سلمى الشهاب (34 عاما)، والتي تم اعتقالها أثناء إجازتها في المملكة وحكم عليها بالسجن لمدة 34 عامًا.
واتُهمت الشهاب بمساعدة معارضين يسعون لزعزعة استقرار المملكة بسبب إعادتها تغريدات على موقع تويتر.
وقال العوده متحدثا عن ولي العهد “لقد أصبح أكثر جرأة على السفر حول العالم بعد قضية خاشقجي نتيجة لعملية إعادة تأهيل من قادة غربيين”.
وقال ناشط آخر، وهو سيد أحمد الوداعي، مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية المقيم في المملكة المتحدة: “يجب على الطغاة المستبدين ألا يستغلوا وفاة الملكة كفرصة لمحاولة إعادة تأهيل صورتهم أثناء تصعيدهم للحملات القمعية في بلادهم”.
من جانبها، قالت أنييس كالامارد، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، التي حققت سابقًا في مقتل خاشقجي، إن خطة الأمير محمد لإبداء احترامه للملكة، أعادت إلى ذهنها مقتل الصحفي السعودي، وكيف حرمت عائلته من تخصيص جنازة محترمة له.