رصدت منصة حقوقية حصاد ثلاث سنوات من حكم ولى العهد محمد بن سلمان بحق الناشطات السعوديات المعتقلات في سجون المملكة.
وتفاعلت منصة “سعوديات معتقلات” عبر صفحتها على “تويتر” تزامنا مع الذكرى الثالثة لحملة الاعتقالات الشهيرة سبتمبر 2017م.
وقالت المنصة: حصاد ٣سنوات على حملة سبتمبر: تكميم أفواه، إساءة لفظية، إهانة وحط للكرامة، سوء معاملة، ضرب، تعذيب، تحرش، تهديد بالقتل، اغتيال.
حصاد #٣سنوات_على_حملة_سبتمبر:
– تكميم أفواه
– إساءة لفظية
– إهانة وحط للكرامة
– سوء معاملة
– ضرب
– تعذيب
– تحرش
– تهديد بالقتل
– اغتيال..
إنّ استمرار الاعتقال التعسّفي في السجون السعودية يعني الموت على حافة زمن يمر بغاية البطء. pic.twitter.com/rPH2vCNQsy— سعوديات معتقلات (@hw_saudiwomen) September 9, 2020
وأشارت إلى أن من معتقلات حملة سبتمبر 2017، الحقوقية الممرضة فاطمة آل نصيف المحتجزة لمجرد تضميدها محتجين خرجوا للمطالبة بحقوقهم بطريقة سلمية.
من معتقلات حملة سبتمبر 2017، الحقوقية الممرضة #فاطمة_آل_نصيف المحتجزة لمجرد تضميدها محتجين خرجوا للمطالبة بحقوقهم بطريقة سلمية.
دافعوا معنا عن حريتها وشاركوا في المطالبة بإخلاء سبيلها.#٣سنوات_على_حملة_سبتمبر pic.twitter.com/hzYAFImH57
— سعوديات معتقلات (@hw_saudiwomen) September 9, 2020
حصاد #٣سنوات_على_حملة_سبتمبر:
”حين اعتقالوا أمي ضربوا وجهها بالسيارة، وما زلت أحفظ شكل الكدمة التي صارت في وجهها“.⁰⁰شهد ابنة #فاطمة_آل_نصيف pic.twitter.com/P3wZX1pmAO
— سعوديات معتقلات (@hw_saudiwomen) September 9, 2020
وذكرت أن من بين معتقلات حملة سبتمبر 2017، الناشطة في مجال الإغاثة دلال الخليل المعتقلة لمجرد تقديمها المساعدات للفقراء ومطالبتها بالحرية لمعتقلي ومعتقلات الرأي.
من معتقلات حملة سبتمبر 2017، الناشطة في مجال الإغاثة #دلال_الخليل المحتجزة لمجرد تقديمها المساعدات للفقراء ومطالبتها بالحرية لمعتقلي ومعتقلات الرأي.
دافعوا معنا عن حريتها وشاركوا في المطالبة بإخلاء سبيلها.#٣سنوات_على_حملة_سبتمبر pic.twitter.com/VSm1mXRWZ5
— سعوديات معتقلات (@hw_saudiwomen) September 9, 2020
ولا يعترف نظام آل سعود بالعديد من المواثيق الدولية الرئيسية، منها العهد الدولي الخاص بالحقوق السياسية والمدنية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما لم تصادق المملكة على الاتفاقية الدولية المتعلقة بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري, وأيضا الاعتقال التعسفي.
ومنذ تولى سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الحكم في المملكة وولي عهده نجله محمد، بدأت الأجهزة الأمنية التابعة بشكل مباشر لمكتب الأخير، وعلى رأسها جهاز أمن الدولة الذي أسس حديثا، بشنّ حملات اعتقال ضد الناشطين السياسيين والاجتماعيين والحقوقيين من مختلف التيارات.
ووثقت المنظمة الأوربية السعودية لحقوق الإنسان اعتقال السلطات الأمنية 87 امرأة منذ ولاية سلمان وابنه حكم المملكة (2015-2020).
وذكرت المنظمة الأوربية السعودية أن هناك 50 معتقلة حاليا في سجن “ذهبان” بمدينة جدة، فيما أفرجت السلطات عن ٨ لكن محاكمتهن لا زالت قائمة، و8 نساء أفرج عنهن نهائيا.
وقالت إن مصير واحدة من المعتقلات ما زال مجهولا.
وتوفيت المعتقلة حنان الذبياني داخل سجن “ذهبان” في 10 أكتوبر 2016م، الأمر الذى قوبل بتنديد حقوقي دولي واسع ومطالبات بالإفراج عن معتقلات الرأي.
واعتقل أمن آل سعود في 15 مايو/ أيار 2018م، عددا من الناشطات البارزات في مجال حقوق الإنسان، وذلك في حملة هي الأكثر قسوة والأوسع نطاقا، حيث كانت هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها السلطات الناشطات استهدافا جماعيا.
وتعتقل سلطات آل سعود 13 ناشطةً في مجال حقوق المرأة يحاكمن على نشاطهن الحقوقي. ومن بين هؤلاء، لا يزال خمسة منهن رهن الاحتجاز وهن: لجين الهذلول، سمر بدوي، نسيمة السادة، نوف عبد العزيز، مياء الزهراني.
وعرض فيلم وثائقي لقناة “الجزيرة” الفضائية، مؤخرا، التعذيب الوحشي الذي تعرضت لهن المعتقلات في سجن “ذهبان”، مفندا كما جاء على لسان ناشطات وناشطين الاتهامات الموجهة إليهن من قبل حكومة آل سعود، وشرح أساليب التعذيب المستخدمة ضدهن.
ونقل الوثائقي شهادة “يُمنى ديساي” المعتقلة السابقة والتي كانت شاهد عيان على ما جرى في سجن “ذهبان” الذي تحتجز فيه معتقلات الرأي، وقد التقت العديد منهن وتحدثت إليهن، كما قدمت تفاصيل السجن بالرسم، فضلا عن الحياة اليومية والقصص المتبادلة والزنازين التي احتجزت فيها المعتقلات.
وقالت “يُمنى” إنها كانت تعمل في التدريس إلى أن تلقت اتصالا من إدارة جامعة حائل، وتم إخبارها بوجود مشكلة في جواز سفرها تستدعي الذهاب إلى مكتب الجوازات، وبمجرد مغادرتها مبنى الكلية وجدت قوات الأمن السري في انتظارها، وتم أخذها إلى منزلها وتفتيشه ثم تحويلها إلى مكتب الأمن الرئيسي بحائل ومن ثم إلى سجن ذهبان.
وأضافت أنه لم يكن مسموحا للأجانب بإجراء مكالمات دولية، ولذلك لم تتواصل مع أهلها طوال ثلاث سنوات من الاعتقال، مشيرة إلى أن السعودية تدعي محاربتها للإرهاب إلا أن ممارستها تنشر الكراهية بين الناس.
وقالت الناشطة “سحر الفيفي” إن إحدى المعتقلات تم انتزاع ملابسها وتصويرها عارية وتم وضع صورتها على طاولة التحقيق لإجبارها على الإجابة، كما أنه تم تعريض بعض المعتقلات للتحرش الجنسي وهن مكبلات بالأصفاد (السلاسل الحديدية).
وتعرضت عدد من الناشطات للتحرش الجنسي باللمس في أماكن حساسة، وبالتعرية، وبالتصوير وهن عرايا، وتعرضت واحدة منهن على الأقل للتعذيب النفسي، وفق منظمات حقوقية.
وأشار المحامي الدولي المعنيّ بحقوق الإنسان “رودني ديكسون” إلى أن القوانين المستخدمة لمحاكمة المعتقلات في المملكة مبهمة وغامضة وغير محددة، ولذلك يسهل استغلالها لتبرير أي فعل وفرض العقوبة التي ترغب بها السلطات السعودية.
أما الناشطة الحقوقية “حصة الماضي” فقالت إنها استطاعت عند لجوئها للسويد أن تكتب قصة ملاحقتها والانتهاكات الجارية في المملكة، كما تعاونت مع المنظمات الدولية رغم التهديدات التي تلقتها عبر أسماء مستعارة بالإعادة الجبرية للسعودية أو بالقتل.
ونددت منظمة العفو الدولية بحدة التعذيب وسوء المعاملة لمعتقلات الرأي في سجون نظام آل سعود بما في ذلك التحرش الجنسي.
وقالت مديرة الحملات في برنامج الشرق الأوسط في المنظمة سماح حديد إن الناشطات السعوديات اللواتي طالبن بحقوق المرأة واجهن في السجن أشد أنواع القسوة في التعامل والقمع، ومن ذلك التحرش الجنسي بهن، والتعذيب بالصعق بالكهرباء وحتى الإيهام بالغرق.