بدأ نظام آل سعود منذ 2011 بتنفيذ خطط لتطوير مطاراتها وبنية النقل الجوي وإنشاء مطار جديد، وأنفقت في سبيل ذلك نحو 440 مليار ريال (117.1 مليار دولار)، بحسب تصريحات مسؤولين وتقارير دولية.
تنفق الرياض مليارات من الدولارات على مدار السنوات الماضية من أجل تطوير قطاع النقل الجوي, عبر عشرات المشاريع الاستثمارية التي استهدفت بناء مطارات جديدة وتطوير أخرى قديمة.
لكن يبدو أن هذه الأموال الضخمة أهدرت دون فائدة, فالمطارات بالمملكة لم تحظَ بأي تصنيف مميز من حيث الجودة، بل إن بعض مطاراتها صُنفت ضمن الأسوأ عالمياً خلال السنوات الخمس الماضية.
بداية خطط تطوير قطاع الطيران كانت في 2011, عندما أطلقت الرياض أعمال بناء مطار جدة الجديد بتكلفة 27 مليار ريال (7.20 مليارات دولار)، والذي أعلن عن تشغيله بشكل تجريبي في العام 2018.
وتبع هذه الخطوة إطلاق الرياض، في 2012، أضخم خطة لتطوير صناعة النقل الجوي بالمملكة، خلال الفترة ما بين 2012-2016، بتكلفة تبلغ 300 مليار ريال (80 مليار دولار)، بهدف تحقيق نقلة نوعية في نمو وحركة قطاع الطيران السعودي.
وقال ناصر بن عقيل، مؤسس مجموعة الطيار للسفر السعودية، عام 2013، في تصريحات صحفية له: إن “حكومة آل سعود تنفق 300 مليار ريال من أجل تطوير المطارات وقطاع الطيران”.
وقدر تقرير لشركة “المزايا القابضة” (مقرها بالكويت)، نشر في العام 2012، أن المملكة ستكون من أكبر المنفقين على مشاريع تطوير المطارات وبقية البنية التحتية اللازمة لخدمة وتنشيط قطاع السفر.
وتوجهت المملكة في 2012 لشراء 80 طائرة نقل مدني من نوع (إيرباص إيه-320 نيو)، بقيمة 32.26 مليار ريال (8.6 مليارات دولار)، وسبق ذلك بالعام ذاته شراء الخطوط الجوية 50 طائرة (إيرباص) للرحلات الداخلية بقيمة 30 مليار ريال (8 مليارات دولار).
وفي إطار إنفاقها على تطوير قطاع الطيران كشف عبد الحكيم التميمي، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، في أكتوبر 2018، عن 12 مشروعاً جديداً لتطوير مطارات المملكة، بتكلفة تقديرية بلغت أكثر من 50 مليار ريال (13.33 مليار دولار).
ووفق بيانات مركز “المحيط الهادئ للطيران” (كابا)، المنشورة عام 2018، فإن القيمة الإجمالية لما مجموعه 152 مشروعاً نشطاً في مجال الطيران في الشرق الأوسط تبلغ 57.7 مليار دولار أمريكي.
وأفادت البيانات أن الرياض استحوذت على أكبر حصة من قيمة المشاريع، تليها دولة الإمارات، وثم الكويت.
وسيتم -وفقاً لمركز “المحيط الهادئ”- إنفاق ما يصل إلى 1.1 تريليون دولار أمريكي على تشييد المطارات في كافة أرجاء العالم، حيث يتوزع هذا المبلغ على 255 مليار دولار أمريكي يتم استثمارها في مشاريع تشييد مطارات جديدة بالكامل حول العالم.
كما سيتم إنفاق 845 مليار دولار أمريكي يتم استثمارها بمشاريع تحديث مطارات قائمة؛ ومن ضمن ذلك تشييد مدارج ومباني مسافرين جديدة، وتوسعة المدارج ومباني المسافرين القائمة.
ويذكر في هذا السياق أن المملكة أنفقت على مشاريع البنى التحتية التي تشمل المطارات، خلال الفترة ما بين 1968 وحتى 2017، نحو تريليونين و156 ملياراً و418 مليوناً و911 ألف دولار، بحسب بيانات البنك الدولي وموازنات الأعوام 2015 و2016 و2017 المنشورة على موقع وزارة المالية.
وتشرف الهيئة العامة للطيران المدني على 28 مطاراً في كافة أنحاء المملكة، بينها 7 مطارات دولية، و7 مطارات إقليمية، إضافة إلى 14 مطاراً داخلياً.
وخدمت مطارات المملكة نحو 92 مليون مسافر في العام 2017، إضافة إلى قرابة 950 ألف طن من الشحن.
ولكن يبدو أن كل تلك المليارات من الدولارات التي أنفقتها الرياض على تطوير مطاراتها وبنية النقل الجوي ذهبت أدراج الرياح؛ فمطارات المملكة لم تدرج ضمن قوائم أفضل المطارات العالمية، وحصلت على مراتب متدنية في بعض الأحيان، وفي الأعوام الخمسة الأخيرة صُنف بعض هذه المطارات بأنه “الأسوأ” عالمياً.
ووضع استطلاع أجراه موقع “The Guide to Sleeping in Airports” أو “دليل النوم في المطارات” الشهير، عام 2014 مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بالمملكة ضمن قائمة المطارات “الأسوأ عالمياً”.
وصنف الموقع ذاته في العام 2015 مطار جدة بأنه ثاني أسوأ مطار في العالم بعد مطار “بورت هارمورت” الدولي في نيجيريا، واستمر تصنيفه بالانحدار ليحتل في 2016 صفة “أسوأ مطار في العام”، وقد تغلب عليه بالمرتبة الثانية مطار جوبا في جنوب السودان.
وفي 2017 عاد مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة للمرتبة الثانية من حيث أسوأ المطارات الدولية بالعالم، بحسب استطلاع للرأي أجراه موقع “دليل النوم بالمطارات”.
مجلة “الإيكونوميست” البريطانية نشرت أيضاً، في العام 2018، قائمة لأسوأ المطارات الدولية بالعالم، وكان مطار جدة بالترتيب الثاني ضمن هذه القائمة.
وبعيداً عن مطار جدة سيئ السمعة، فإنه رغم الإمكانيات التي يملكها مطار الرياض الدولي فإنه لا يصنف ضمن أفضل 20 مطاراً بالعالم، بحسب تصنيف شركة “سكاي تراكس” العالمية المتخصصة بتصنيف المطارات.
وفي العام 2018، حل مطار المدينة المنورة في المرتبة الـ96 ضمن قائمة أفضل المطارات بالعالم من أصل 100 مطار دخل التصنيف الذي أعدته شركة “سكاي تراكس”، في حين حصل مطار “حمد” بالدوحة على المركز الأول.
ووفق تقييم مجلس المطارات الدولي (ACI) للعام 2018، فإن مطار الرياض حصل على الترتيب الـ93 في تصنيف أفضل المطارات الدولية، في حين لم يحدث أن حصل أي من المطارات السعودية على درجة متقدمة في تصنيفات أفضل المطارات الدولية بالعالم.