كشفت مصادر في الديوان الملكي السعودي ل”ويليكس السعودية” أن المصالحة الخليجية سيتم إعلانها في الخامس من كانون ثاني/يناير المقبل بالتزامن مع انعقاد قمة لمجلس التعاون الخليجي في العاصمة الرياض.
وقالت المصادر إن المصالحة الخليجية المنشودة ستشكل مدخلا جديا لحل الأزمة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام وتتضمن خطوات لتخفيف حدة إجراءات حصار قطر.
وتحدثت المصادر عن “تفاؤل بقرب الانفراجة في الأزمة الخليجية”، مبرزة وجود مساعي حثيثة من نظام آل سعود لوضع أرضية للمصالحة قبيل تسلم الرئيس الأمريكي جو بايدن مهامه رسميا في البيت الأبيض.
ورجحت المصادر أن تشهد القمة الخليجية المقبلة توقيعا بالحروف الأولى على وثيقة مبادئ لإرساء أسس جديدة لمصالحة قطرية مع دول المقاطعة الأربع، أو مع السعودية بمفردها كخطوة أولى.
وفي 4 ديسمبر/كانون أول الجاري، أعلن وزير الخارجية الكويتي التوصل إلى اتفاق نهائي لحل النزاع الخليجي، بما يضمن وحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من دون أي تفاصيل عن اتفاق بين قطر والسعودية.
وشهد الخلاف، الذي دفع السعودية وحلفاءها إلى قطع العلاقات الدبلوماسية وروابط التجارة والسفر مع قطر في منتصف عام 2017، تحركا مع إعلان الرياض في وقت سابق من الشهر أن التوصل إلى حل نهائي بات في المتناول.
وكانت الدول الأخرى من أطراف الخلاف أكثر تحفظا في ترحيبها بالتقدم في جهود الوساطة التي تبذلها الكويت والولايات المتحدة، التي ترغب في اتحاد دول الخليج العربية في مواجهة إيران.
من جهتها أوردت وكالة رويترز للأنباء عن توقعات بصدور إعلان بشأن المصالحة الخليجية على أن يتم الانتهاء منه في اجتماع وزاري قبل القمة التي ستجمع قادة الحكومات، قد يفضي إلى مجموعة من المبادئ من أجل التفاوض أو عن تحرك أكثر واقعية يشمل إعادة فتح المجال الجوي أمام قطر كبادرة حسن نية.
وقال مصدر آخر قريب من الأمر إنه عندما أعلنت الكويت عن إحراز تقدم كانت هناك وعود بمشاركة جميع القادة في القمة، لكن المحادثات بشأن إعادة فتح المجال الجوي، وهي خطوة تدفع واشنطن من أجلها، تعثرت.
وقال دبلوماسي أجنبي في المنطقة، توقع أيضا مشاركة كاملة في القمة، إن اتفاقا أوليا قد يعقبه جمود جديد.
وأضاف أن السعوديين أكثر تحمسا على ما يبدو من حلفائهم وأن الدوحة مستعدة للانتظار من أجل التوصل إلى اتفاق شامل، خاصة في ظل تعهد بايدن باتخاذ موقف أكثر حزما تجاه الرياض.
وقال الدبلوماسي “السعوديون يحرصون على أن يظهروا لبايدن أنهم صناع سلام ومنفتحون على الحوار”.
وقال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع عند حديثه عن الخلاف إنه إذا كانت هناك دول لا تزال تدعم الإرهاب والتطرف في المنطقة فإن هذا سيمثل مشكلة.
وتقول قطر إن أي حل يجب أن يستند إلى الاحترام المتبادل بما يشمل السياسة الخارجية.
وقال دبلوماسي عماني كبير إن بعض المسائل، مثل تلك المتعلقة بتركيا، تتطلب مزيدا من الوقت لكن هناك تغيرات كبيرة تحدث، وذلك بعد اتصال هاتفي نادر بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشهر الماضي.
وأضاف الدبلوماسي “أرى ضوءا في نهاية النفق”.