أبرزت صحيفة الغارديان البريطانية جهود إعادة المجرم سعود القحطاني إلى واجهة المشهد في السعودية، متسائلة إن كان غادر أصلا رغم ثبوت تورطه بقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي وتعذيب معتقلي الرأي.
وتناولت الصحيفة الجهود الكبيرة التي تبذل خلف الكواليس لإعادة القحطاني المستشار السابق لولي العهد محمد بن سلمان إلى الواجهة مجددا وتقديمه كشخصية وطنية متفانية في خدمة المملكة.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة ينظر إليها على أنها إيذان بعودة القحطاني بشكل تدريجي في ظل ما يتمتع به الرجل من علاقة ثقة من محمد بن سلمان وتعزيز مكانته في الديوان الملكي.
وأشارت الصحيفة إلى أن القحطاني متهم بالإشراف على عملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية الرياض في إسطنبول عام 2018. كما أنه ممنوع من دخول الولايات المتحدة لضلوعه الرئيس في جريمة الاغتيال.
ووفق “الغارديان” فإنه “بعد ثلاث سنوات من اغتيال خاشقجي، يعيد المؤثرون الموالون للحكومة على وسائل التواصل تقديم القحطاني كشخصية وطنية خدمت السعودية بشكل جيد”.
وأكدت أن الخطوة ينظر إليها على أنها إيذان بعودته التدريجية إلى السلطة، مشيرة إلى أن المنشورات الداعمة للقحطاني بدأت في الظهور منذ عدة أشهر وتضاعفت مؤخرا عبر مدح القحطاني باعتباره رجلا “وطنيا” و”بطلا”.
ونبهت “الغارديان” إلى أن هذه المنشورات لها سمة الحملة المنسقة لذلك لن تكون ممكنة بدون موافقة كبار القادة في بيئة إعلامية سعودية خاضعة لرقابة مشددة، وفق تأكيدها.
الأكثر أهمية ما نقلته الصحيفة عن مسؤول خليجي وصفته ب”الكبير” قوله “لا شك في أن القحطاني عاد”. السؤال هو هل غادر حقا؟.
وكان القحطاني اختفى الأنظار في أعقاب عملية الاغتيال في إسطنبول، والتي اتهم بالتخطيط لها والإشراف على كافة مراحلها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول شاهد القحطاني أنه يبدو متوترا جدا ومذعورا. ولفت المسؤول إلى “أن المتهم بإدارة اغتيال خاشقجي لايزال يحاول الابتعاد عن الأضواء”.
وبحسب تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي نشر بداية 2021 فإن ولي العهد السعودي الأمير “أجاز” عملية اختطافه أو قتل خاشقجي.
وقتلت وحدة كوماندوز أرسلها ابن سلمان خصيصا إلى تركيا خاشقجي داخل قنصلية السعودية في تركيا بينما كان يرغب المغدور في استخراج وثائق ثبوتية حيث دخل مبنى القنصلية ولم يخرج منه أبدا.
وتعرض خاشقجي للتعذيب قبل أن يُقتل وتقطّع جثّته التي لم يعرف مصيرها إلى الآن. واضطر النظام السعودي إعلان محاكمة صورية لبعض المشاركين في جريمة الاغتيال من دون محاسبة المسئولين الفعليين.