تقابل المشاريع غير المنطقية التي يواصل ولي العهد محمد بن سلمان طرحها في السعودية والترويج الدعائي لها بموجات سخرية واسعة حول العالم.
أحدث ذلك السخرية الواسعة من مشروع بن سلمان، من قبل متزلجي الثلوج في تويتر على فيديو لمشروع مدينة نيوم الترويجي حول منتجع التزلج الجبلي Trojena.
وتساءل معلقون على الفيديو ” كيف يمكن التزلج على الجبال صعوداً؟!”.
سخرية واسعة من مشروع ابن سلمان، من قبل متزلجي الثلوج في تويتر على فيديو NEOM الترويجي حول منتجع التزلج الجبلي Trojena.
? كيف يمكن التزلج على الجبال صعوداً؟! pic.twitter.com/HFYd1aLj8t— مفتاح (@keymiftah79) March 6, 2022
في السياق ذاته سخر الحساب الخبير بالهندسة المعمارية Paul Rudolph من تصاميم مشروع مدينة نيوم في ظل درجة الحرارة العالية التي تتسم بها.
وعلق الحساب “مع كل هذا الزجاج والمرايا المسلطة بزوايا متقابلة، ستكون هناك أشعة شمسية مميتة ترتد ذهاباً وإياباً، وستجعل حرارة الشارع كالفرن، وعبور الجسر سيكون أشبه بلعبة Squid Game”.
وينظر على نطاق واسع أن تصاعد مشاريع ولي العهد محمد بن سلمان الوهمية تنحصر فقط في تحسين السمعة الشخصية الملطخة وجذب الأنظار إليه للتغطية على سجله من الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان.
ويبدو أن لمحمد بن سلمان، فائضاً كبيراً من الأفكار حول كيف ينفق أموال المملكة. فبعد مبادرته “السعودية 2030” التي تشمل إقامة مدينة المستقبل “نيوم” بتكلفة تبلغ 500 مليار دولار، خرج بمبادرة جديدة باسم “الشرق الأوسط الأخضر”، التي تقتضي أن يستثمر فيها مبلغ 700 مليار دولار.
مثل مشروع بناء مدينة المستقبل، حصلت “الشرق الأوسط الأخضر” أيضاً على موقع في الإنترنت الذي تم فيه تفصيل الأهداف وطريقة تنفيذها.
ضمن أمور أخرى، يخطط بن سلمان إلى تقليص انبعاث غازات الانحباس الحراري حتى العام 2060، وغرس 10 مليارات شجرة، تم غرس 10 ملايين شجرة منها، ووقف تمدد الصحراء عن طريق توسيع المناطق الخضراء بمساحة 541 كم مربع، وإقامة محطات كهرباء تعمل على الطاقة البديلة، التي ستوفر كهرباء خضراء لحوالي 600 ألف عائلة وشق 9900 كم من خطوط سكة الحديد لتقليص الازدحام في الشوارع وتوسيع المحميات الطبيعية بآلاف الكيلومترات المربعة وتشغيل حوالي 10 آلاف عامل في الهيئة الخاصة للحفاظ على البيئة.
إن ضخامة المشاريع مؤثرة، وإذا لم تحدث انعطافة دراماتيكية فسيكون الأمير (36 سنة) عند انتهاء هذه المشاريع ملكاً في عمر 75 سنة. وهو شاب نسبياً مقارنة مع والده والملوك الذين سبقوه.
السؤال الأكثر أهمية هو: هل ستكون المملكة قادرة حتى ذلك الحين على دفع المبالغ الضخمة، 1.5 تريليون دولار، من أجل استكمال هذه الاحتلام؟ لأنه المطلوب منها في هذه الأثناء مواجهة صعوبات مالية، بما في ذلك دين وطني يبلغ 230 مليار دولار، وعجز في الميزانية يبلغ 5 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي الخام. هذه ليست ديوناً أو عجزاً دراماتيكياً، لا سيما بعد أن ارتفعت أسعار النفط في الربع الأخير من هذه السنة، ما ساعد المملكة في تقليص عجزها بـ 38 في المئة.
لكن ثمة فرق بين إنشاء مدينة المستقبل التي تستهدف تجنيد المستثمرين واستيراد شركات أجنبية للدولة، وبين استثمارات ضخمة في المحميات الطبيعية وإقامة مراكز تعليم وتدريب للحفاظ على البيئة وغرس مليارات الأشجار، التي لا تسهم مباشرة في الاقتصاد.
ما الذي وجده ولي العهد كي يعلن الآن عن عقد مؤتمر قمة في المملكة، يشارك فيه رؤساء دول ومديرو شركات دولية وممثلون عن مؤسسات تمويل وخبراء من أرجاء العالم؟ الدافع العلني هو التوجه الدولي لوقف الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية وتقليص انبعاث غازات الاحتباس الحراري وتطوير مصادر بديلة للطاقة.
ولكن هذا ليس توجهاً جديداً؛ فقد حصل على حقنة تشجيع من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي حول الحفاظ على الكرة الأرضية إلى الفصل المهم في الإرث الذي يريد أن يخلفه.
ربما يحلم بن سلمان بسعودية خضراء ومزدهرة، وربما يقوم بنظم قصيدة بالعربية الكلاسيكية عن الهواء النقي الخالي من الملوثات، لكن يبدو أن المهم له أكثر هو إصلاح علاقته مع الرئيس الأمريكي، الذي ما زال يرفض التحدث معه بسبب قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي.
هكذا، إذا كانت جودة البيئة ومعالجة تلوث الهواء وانبعاث الغازات السامة هي هواية الرئيس الأمريكي، فيجب على بن سلمان أن يلعب في الملعب نفسه، ويتميز فيه.