جدة من الهدد إلى الغرق.. تعرية المشاريع الوهمية لمحمد بن سلمان
عرت سيول جدة التي أدت إلى غرق كبير في المدينة المشاريع الوهمية لولي العهد محمد بن سلمان بعد أن لقي شخصين مصرعهما نتيجة السيول الجارفة وتكبد السكان خسائر هائلة.
إذ سجلت جدة أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة بسبب سيول مدمرة أدت إلى غرق أحياء عديدة في جدة وسط اندفاع كبير لمياه الأمطار في الشوارع.
وشهدت المدينة سيولا عارمة تجرف في طريقها عدد كبير من السيارات والاشجار وتم خلالها تعليق الدراسة والرحلات الجوية وإغلاق عددا من الطرق والانفاق.
وكشفت هذه العاصفة عن استمرار ضعف البنية التحتية لتصريف مياه الأمطار والسيول في المدينة وأظهرت حقيقة المشاريع التي تصرح بها الحكومة، بأنها عبارة عن أرقام وهمية وفي الواقع النتائج كارثية.
وأكد نشطاء سعوديون أن الفساد المالي وسوء الإدارة وفشل التخطيط أسباب رئيسية لما جرى في جدة وسط شكاوى من ضعف عمل بلدية المدينة وتقصير الحكومة في إيجاد حلول لتفادي الأزمات فيها.
وشددوا على أن ما جرى في جدة من سيول وانهيار للبني التحتية يكرس الفشل الحكومي ويعري مشاريع محمد بن سلمان الفاشلة والأهم أنه يستوجب محاسبة شاملة للمسئولين وإسقاطهم على طريق إعلاء خدمة المواطن وليس الولاء للأمير الحاكم.
والمستهجن بحسب النشطاء السعوديين، أن لا يخرج أي مسئول سعودي للاعتذار للشعب عما جرى في جدة فضلا عن غياب أي محاسبة أو إقالات لمن قصروا في توفير ما يلزم من أجل تفادي ذلك.
وهذه ليست المرة الأولى التي يستيقظ فيها أهالي مدينة جدة على فاجعة اجتياح مياه الفيضانات لبيوتهم وسيارتهم بل وأنها في بعض الأحيان تسبب في مقتل أبنائهم وسط عجز حكومي.
ومدينة جدة إحدى مدن المملكة التاريخية التي يطمح أميرها في بناء مدينة “نيوم” الخيالية والتي أهدر فيها مليارات السعودية الغنية التي باتت لا تملك أن تحمي شعبها من خلال بنية تحتية قوية ونظام صرف للمياه يحميهم من الغرق.
وفي تلك الأثناء اجتاحت المياه مدينة جدة مع عدد من مدن المملكة الأخرى في ظل عجز حكومي عن التعامل مع تلك الكارثة فتسببت المياه التي ضربت المدينة المعروفة بعروس البحر الأحمر في مقتل اثنين سعوديين وخسائر تقدر بالمليارات في السيارات والأراضي في جدة.
ولعل تلك المياه والتي تعتبر كارثة طبيعية لا دخل للإنسان فيها إلى أنها تعتبر بمثابة إهمال حكومي وفساد سياسي تراكمي على مدار سنوات تسبب فيها آل سعود منذ عقد من الزمان.
من جهتها أبرزت صحيفة وول ستريت جورنال أن مقتل شخصين في فيضانات في ثاني أكبر مدينة في السعودية؛ يثير غضباً عاماً نادراً، ويُلقي باللوم على عقود البلدية الفاسدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما كانت جدة تغرق بسبب الفيضانات المدمرة؛ كانت الحكومة السعودية تعلن عن مشروع جديد على جزيرتين شرقي المملكة، كجزء من خطط ابن سلمان التي يسميها “مشاريع ضخمة”، والتي تشمل المنتجعات الساحلية الفاخرة ومراسي اليخوت، ومجمعات للرياضة والترفيه.
ونبهت إلى أنه في 2017 أطلق محمد بن سلمان حملة لمكافحة الفساد، تم فيها اعتقال أشخاص من بلدية جدة، بسبب سوء تخصيص الأموال، وألقى باللوم عليهم في فشل نظام الصرف الصحي للمدينة، لكن السكان يقولون إنهم لم يشهدوا أي تحسن في خدمات البلدية.
وذكرت الصحيفة أنه خلال عام 2022 خصصت بلدية جدة 106 مليون دولار؛ لتحديث أنظمة الصرف الصحي للمدينة، لكن الفيضانات الأخيرة؛ أعادت إلى الأذهان فيضانات عام 2009 التي خلفت أكثر من 120 قتيلاً، وفيضانات عام 2011 عندما توفي 10 أشخاص.
من جهته قال موقع Middle East Eye البريطاني إن “فيضان جدة حوّل شوارعها إلى ساحات للخردة، حيث لايزال السكان يحصون الخسائر”.
وذكر الموقع أن سيول جدة المدمرة تسببت بمقتل شخصين، وإلحاق أضرار واسعة بالممتلكات العامة والمركبات، وهي من المآسي المتكررة لسكان المدينة في كل عام تقريباً، حيث يشجب السكان منذ فترة طويلة ضعف البنية التحتية.
وأكد أنه بينما يتعافى سكان جدة ببطء من الفيضانات الكارثية؛ يواجه الكثير منهم صعوبة في العثور على سياراتهم، أو تشغيلها مرة أخرى، في مدينة لا يوجد بها نظام نقل عام فعال.
ونبه الموقع إلى أن القضية التي تدور في أذهان العديد من سكان جدة الآن؛ هي التعويضات والتأمين على السيارات، لكن معظم السكان الذين لديهم سيارات مستعملة ليس لديهم أمل في أن يتم تغطية إصلاحات سياراتهم بالتأمين، حيث تميل سياسات التأمين إلى تفضيل مالكي السيارات الجديدة.