يتجاهل الرئيس جو بايدن، النظام السعودي دون الاعتبار لمصالح المملكة ويتفاوض مباشرة مع القوة المركزية في الشرق الأوسط.
واعتبر موقع “آسيا تايمز” سحب وزارة الدفاع الأمريكية صواريخ باتريوت من المملكة، وإنهاء تمركز حاملات الطائرات من المنطقة يظهر أن جو بايدن يعتبر أن إيران هي القوة المركزية في منطقة الشرق الأوسط.
وذكر الموقع أن الخطوة الأمريكية تتزامن مع توقيع إيران اتفاقية استراتيجية واقتصادية طويلة الأمد مع الصين.
وأشار إلى أن الاتفاقية التي تتعلق بتجارة النفط والغاز بين طهران وبكين، تقوض بشكل مباشر العقوبات الأمريكية على إيران.
كما تشير الاتفاقية الصينية الإيرانية إلى أنه الأفضل لحلفاء أمريكا في أوروبا العودة إلى إيران إذا كان يريدون أي جزء من طاقتها وتجارتها.
ولفت الموقع إلى أن إدارة “بايدن” لم تشك من الاتفاقية الموقعة بين بكين وطهران.
وكان التعليق الوحيد الذي صدر منها هو الإشارة إلى أن كلا من الصين وأمريكا تشتركان في معارضة امتلاك إيران للأسلحة النووية.
إيران شريك المستقبل
ووفق الموقع، فإن العديد من الخبراء في السياسة الخارجية يحاولون التفكير بعمق في أسباب اختيار “بايدن” نبذ السعودية
وتقويض علاقة استراتيجية واقتصادية وعسكرية طويلة الأمد مع المملكة ودول الخليج الأخرى الموالية لأمريكا.
وأوضح أن إحدى التفسيرات تشير إلى أن الإدارة الأمريكية تبذل قصارى جهدها لإقناع إيران بأن الولايات المتحدة يمكن أن تكون شريكا جيدا في المستقبل، فإيران من المنظور الاستراتيجي هي القوة الحقيقة الوحيدة في الخليج.
ووفقا لذلك، فإن الخيارات الوحيدة المتاحة إما الدخول في حرب مع إيران أو محاولة عقد صفقات مع نظامها.
وأشار الموقع إلى أن الدول الأخرى في الخليج (السعودية والإمارات وعمان وقطر) تعتبر من موردي النفط، لكنها دول ضعيفة عسكريا.
وعلى النقيض من ذلك فإن إيران ليست فقط قوية عسكرية ولكنها على وشك الاستيلاء على العراق من خلال وكلائها، كما تسيطر بشكل فعال على لبنان عبر حزب الله، كما أنها لاعب رئيسي في سوريا.
وأشار الموقع إلى أن الإدارة الأمريكية لا تملك القدرة على تغيير تلك الحقائق، لذل يبدو أنها تحاول عمل شيئا مختلفا والتحالف مع إيران.
وذكر أن هناك تفسير آخر يرى أن “بايدن” ينظر إلى السعودية بأنها ليست دولة تقدمية ولا يمكنها توفير قيادة بديلة للمنطقة.
فضلا عن انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة بما في ذلك اغتيال الصحفي “جمال خاشقجي.
ولفت إلى أن الأمر المثير للدهشة أن إدارة “بايدن” لم تستشر إسرائيل بشأن هذه التحركات العسكرية الحاسمة في المنطقة
على الرغم من إيران لم تخف رغبتها في تدمير إسرائيل إذا سنحت لها الفرصة.
وعلاوة على ذلك، قامت إيران بتسليح حزب الله والميليشيات الشيعية في العراق بصواريخ دقيقة بعيدة المدى والتي من الممكن أن تستهدف إسرائيل.
كما تعمل قوات من الحرس الثوري الإيراني في سوريا بالقرب من الحدود الإسرائيلية وتحاول وضع نفسها وصواريخها في أقرب مكان ممكن لاستهداف الدولة العبرية
وهو الأمر الذي دفع تل أبيب لشن هجمات متكررة على سوريا.
اتفاقات أبراهام
وبالرغم من ذلك فإن إدارة “بايدن” لم تفعل شيئا سوى تشجيع بعض دول الشرق الأوسط على الابتعاد عن اتفاقيات أبراهام
التي قامت الإمارات والبحرين بموجبها بتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل في خطوة غير مسبوقة.
وفي غضون ذلك، من المرجح أن تواجه السعودية أوقاتا عصيبة ما لم تجد طريقة للحصول على درع صاروخي بديل للباتريوت الأمريكي
ويلوح خيار شراء إس-400 الروسي في الأفق، بحسب “آسيا تايمز”.
غير أن السعودية سبق أن حاولت شراء المنظومة الروسية قبل سنوات ووجدت مقاومة شديدة من واشنطن
وقد تقوم السعودية بشراء أنظمة دفاع جوي من إسرائيل، ومع ذلك فإن بعضها يتطلب الحصول على تراخيص تصدير أمريكية.