الفشل يسيطر على سياسات بن سلمان داخليا وخارجيا
سيطر الفشل على سياسات ولي العهد محمد بن سلمان خلال العام 2019، في ظل عجزه عن تحقيق أي تقدم إيجابي أو أي انجاز يحسب له إذ زادت المملكة سوءً من خلال حربها في اليمن وفي سجلها الحقوقي الأسود.
وفشل بن سلمان في جذب المستثمرين الدوليين البارزين الذين كان يأمل أن يندفعوا لشراء أسهم شركة النفط الحكومية، أرامكو، وزيادة تقييمها.
ورغم ذلك، كان هذا الاكتتاب الهزيل لأرامكو هو الخبر الوحيد الجيد لولي العهد الشاب المتهور، الذي لم يحسب تداعيات تورطه في اغتيال الصحفي السعودي البارز “جمال خاشقجي” قبل 14 شهرا.
وقد فشلت سياساته العدوانية في منطقة الخليج أو تجمدت في كل جبهة تقريبا وأوضحت الأحداث الأخيرة أن أفضل خيار له الآن هو إيجاد طرق لإنقاذ ماء وجهه من الأزمة طويلة الأمد التي خلقها بنفسه، وهي الحرب الجوية التي دمرت اليمن.
ومرت 5 أعوام على دخول المملكة والإمارات الحرب الأهلية بين الفصائل اليمنية، وألقى السعوديون بسلاحهم الجوي المجهز من الولايات المتحدة في حملة قصف لا هوادة فيها وأسفر الصراع المتصاعد عن مقتل الآلاف، وانتشار المجاعة في أفقر بلد في العالم العربي.
لكن بن سلمان وكبار مسؤوليه قالوا إنه ليس لديهم خيار سوى الاستمرار، وقالوا إن الرياض لا يمكن أن تسمح بظهور حكومة موالية لإيران على حدودها الجنوبية. ومع ذلك، لا يزال المتمردون الحوثيون يسيطرون على العاصمة صنعاء، وما زالوا قادرين على إطلاق الصواريخ عبر الحدود.
وأسفرت جهود صنع السلام المتعددة التي بذلتها الأمم المتحدة عن اتفاقات اسمية لم تحقق سوى القليل من النتائج الفعلية.
ولاحقا في أغسطس/آب من العام الحالي، أعلنت الإمارات أنها ستنسحب من النزاع، تاركةً السعوديين وحدهم تقريبا.
وقال الإماراتيون إنهم يحتاجون إلى قواتهم في الداخل لتفادي أي هجمات محتملة من إيران، لكن العديد من محللي الشؤون الإقليمية قالوا إن حكام الإمارات كانوا يقولون كفى للحرب.
ومهما كان الدافع وراءه، فقد قوض قرار الإمارات حملة بن سلمان لإقناع أو إكراه أكبر عدد ممكن من الدول العربية على الانضمام إلى سياسة المملكة في مواجهة إيران ونفوذها في كل ساحة ممكنة، وبأي وسيلة ضرورية. وترك الانسحاب الإماراتي ولي العهد وحاكم الأمر الواقع في المملكة كمحرك رئيسي وحيد لهذا الصراع الكارثي.
ثم في شهر سبتمبر/أيلول، أُصيبت اثنتان من المنشآت النفطية السعودية الرئيسية بالشلل بسبب هجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ من المحتمل أنها جاءت من إيران، ما أدى إلى خفض إنتاج النفط مؤقتا إلى النصف.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستنشر وحدات للدفاع الجوي لمساعدة السعوديين على حماية أنفسهم، لكن عندما فشلت إدارة “ترامب” في اتخاذ أي إجراء مباشر ضد إيران، رأى السعوديون حاجة إلى تغيير موقع الأصول العسكرية المرابطة في اليمن.
ويستمر بن سلمان في حملاته القمعية ضد المواطنين والمعارضين لسياساته داخل المملكة.
ويرتكب بن سلمان جريمة كبرى من خلال انتهاكه لحقوق الانسان في المملكة إذ يعتقل وينكل ويعذب المعتقلين ويحرمهم من أبسط حقوقهم التي كفلها القانون المحلي والدولي.
وتتلقى الرياض انتقادات كبيرة بشأن ما يخص ملف حقوق الإنسان والمعتقلين لدى سلطات آل سعود من منظمات حقوقية دولية.
وأبرزت عدة تقارير حقوقية قيام سلطات آل سعود بتعذيب الكثير من معتقلي الرأي جسديا ونفسيا من خلال استخدام أساليب بشعة ووضعهم في زنازين انفرادية.