لم يتوقع الطالب عبد العزيز سعيد عبد الله القادم من دولته قطر للإقامة في الجارة الكبيرة السعودية من أجل الدراسة، “جحيما لحياته”.
وقدم الطالب عبد العزيز من دولته إلى المملكة للدراسة في جامعة أم القرى بمدينة مكة المكرمة عام 2014م.
واستطاع القطري أن يحفظ القرآن الكريم بالقراءات السبعة وتمثيل دولته قطر في المسابقات والمحافل الدولية.
ولكن في 5 يونيو/ حزيران 2017 قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
وأغلقت كافة المنافذ الجوية والبحرية والبرية معها، في أسوأ أزمة منذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عام 1981.
وفرضت تلك الدول على قطر “إجراءات عقابية” وأمرت مواطنيها من الانسحاب من قطر وكذلك أمرت برحيل القطريين.
وبعد هذه الأحداث، صادرت القوات السعودية مركبة الطالب عبد العزيز ما دفعه إلى مراجعة وزارة الداخلية في محافظة تبوك من أجل الإفراج عن مركبته التي تحمل لوحة قطرية.
في 6 يوليو 2018 ، داهم عناصر من قوات أمن الدولة، بملابس مدنية ورسمية، شقة عبد العزيز عبد الله في حي العوالي بالعزيزية، في مدينة مكة.
صادروا جواز سفره وشهادة ميلاده ووثائق تسجيله. ثم قبضوا عليه واقتادوه إلى مكتب نيابة أمن الدولة السعودي. وكانت تلك آخر مرة شوهد فيها من قبل شهود لا يرغبون في الكشف عن هويتهم خوفا من الانتقام.
في الفترة بين سبتمبر ونوفمبر 2018، التمس أفراد أسرة عبد الله مساعدة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان القطرية، ووزارة الخارجية القطرية، ووزارة التعليم القطرية، ووزارة الشؤون الإسلامية. لكن وحتى هذا التاريخ، باءت كل جهودهم للعثور على عبد الله بالفشل.
في 1 يناير 2019 ، ردت السلطات السعودية على فريق الأمم المتحدة العامل المعني بحالات الاختفاء القسري، وقالت إن عبد الله محتجز في سجن المديرية العامة للتحقيقات في الرياض.
في أبريل من ذات العام، تدخل المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في التعليم وفريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي بإرسال رسالة إلى السلطات السعودية لطلب توضيحات بشأن القضية.
حُرم عبد الله من حقه في تلقي زيارات عائلية ولم يتم إبلاغه رسميًا بالتهم الموجهة إليه.
في 2 مارس 2020 تم نقله إلى سجن أبها حيث وضع في الحبس الانفرادي. منذ ذلك الحين سُمح له بالاتصال بعائلته كل أسبوع لمدة 10 دقائق. في 24 أغسطس 2020 ، اتصل عبد الله بعائلته للمرة الأخيرة من سجن أبها. منذ ذلك الحين، لم تسمع عائلته عنه.
تعرض حافظ القرآن الكريم لأصناف من التعذيب وتنقل بين عدة سجون منها أبها والحائر وهو ما أدى إلى تدهور حالته الصحية.
وسبق أن قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، إنها تلقت معلومات من مصادر موثوقة تفيد بأن صحة الطالب القطري عبد العزيز سعيد عبد الله، المعتقل تعسفيا في السعودية قد تدهورت جراء الظروف القاسية للاحتجاز التعسفي والإهمال المتعمد.
وبحسب المصدر الذي نقلت عنه اللجنة القطرية يوجد الطالب في سجن انفرادي منذ تاريخ اعتقاله ويتعرض للتعذيب لنزع اعترافات لم يرتكبها.
وأبدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر قلقها العميق إزاء المعلومات والتقارير التي تفيد بتدهور صحته في الفترة الأخيرة دون عرضه على الطبيب لتلقي الرعاية الصحية والعلاج اللازم.
وفي يناير 2021 وقعت الدوحة والرياض في العلا السعودية، اتفاقا تم بموجبه التأسيس لطي الخلافات بين البلدين التي دامت أكثر منذ ثلاثة أعوام.
لكن هذا الاتفاق، لم يفلح بإفراج النظام السعودي عن المعتقل عبد العزيز عبدالله وعشرات المعتقلين السعوديين الذين اعتقلهم على خلفية النصح والدعوة للتصالح مع قطر، وأبرزهم الداعية د. سلمان العودة.