سعوديون يشتكون من ارتفاع أسعار السياحة الداخلية وضعف تأهيل المرافق
اشتكى مواطنون سعوديون من ارتفاع أسعار السياحة الداخلية في المملكة مقارنة مع نظيرتها الخارجية عدا عن سوء البنية التحتية للمواقع السياحية والطرق المؤدية إليها.
ورصد “سعودي ليكس” من ارتفاع “هائل” في أسعار السياحة الداخلية وتذمر المواطنين من الأسعار الباهظة نتيجة فرض النظام السعودي سلسلة ضرائب على التجار والخدمات والسلع.
وينفق السعوديون كثيراً على السياحة الخارجية، خاصة في فصل الصيف الذي يعتبر موسم السياحة والاصطياف في خارج المملكة.
تكون لأوروبا وتركيا حصة كبيرة منه، إلا أنهم اضطروا هذا العام للتوافد أكثر على مناطقهم السياحية الداخلية، ليتفاجؤوا ارتفاع أسعارها وضعف البنية التحتية داخل المملكة.
ومنذ مطلع 2021، أعطت المملكة إشارة الانطلاق السياحة الداخلية لنهضتها السياحية عندما قررت تحويل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى وزارة للسياحة.
وعمدت على تأسيس الهيئة السعودية للسياحة، وكلفت بمهام ترويج السياحة السعودية داخل المملكة (السياحة الداخلية) وفي الأسواق الخارجية.
وتطبّق المملكة خططاً تحاول من خلالها بناء وترقية المهارات السياحية بما يساعد على استيعاب النمو المتوقع في عدد الزوار.
ومنها التنوع الكبير في نوع المنتجات والخدمات السياحية، وإنشاء عدد من الجامعات السعودية الكبرى وكليات متخصصة للسياحة، فضلاً عن إنشاء مشاريع عملاقة مثل: “نيوم” و”البحر الأحمر” و”القدِّية” و”العلا”.
وبحسب مواطنون فإن عروض الرحلات الداخلية في المملكة سجلت أسعاراً مرتفعة بنسب تصل إلى 50%، مقارنة بعروض رحلات السياحة الخارجية.
وأفادوا بأن أغلب العروض للرحلات الداخلية غير شاملة لتذاكر الطيران والتأشيرات السياحية، مشيرين إلى أنها أظهرت ارتفاعات متفاوتة مقارنة بالعروض السياحية المنشورة من قبل الشركات.
وعلى سبيل المثال، فإن رحلة إلى جورجيا شاملة السكن وتذاكر الطيران، والوجبات لمدة 8 أيام بـ3800 ريال (1013 دولاراً)، في وقت أعلنت فيه رحلة إلى أبها بنفس عدد الأيام ووجبة فطور ومن دون تذاكر طيران بـ3900 ريال (1039 دولاراً).
وبحسب إعلان آخر، أظهر آخر رحلة إلى الباحة لمدة 5 أيام من دون تذاكر طيران بـ7900 ريال (2106 دولارات)، في مقابل رحلة إلى أوكرانيا شاملة تذاكر الطيران لمدة 11 يوماً بـ5200 (1386 دولاراً).
وأظهرت إعلانات لمكتب واحد بذات الفترة رحلة إلى دبي 5 أيام بباص شاملة الفطور والجولات السياحية بسعر 1000 ريال (266 دولاراً) ورحلة إلى المدينة المنورة بالباص ولمدة 5 أيام شاملة السكن وفطوراً بـ1500 ريال (400 دولار).
وقال مواطنون إن هناك بعض المناطق بالمملكة لا تتوفر بها فنادق بأقل من 1000 ريال سعودي في الليلة.
وأشاروا إلى أن السياحة الداخلية السعودية تطورت كثيراً، “لكن لا يزال نقص الخدمات يجعل من أسعارها غالية عدا عن سوء البنية التحتية لتلك المناطق أو الطرق المؤدية إليها”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” انتقدت الوضع السيئ للسياحة السعودية، والإهمال الكبير الذي طال عدداً من الأماكن السياحية بالبلاد.
وقالت إن الظروف الاستثنائية الخاصة بكورونا دفعت الآلاف من السعوديين للجوء إلى السياحة الداخلية على شاطئ البحر الأحمر ليكتشفوا واقعاً مُراً، رغم المشاريع السياحية التي أطلقتها المملكة بمليارات الدولارات.
وبحسب الصحيفة فإن توجه السعودية لإطلاق السياحة الداخلية كشف عن نواقص البنية التحتية السياحية للمملكة؛ فالفنادق والمطاعم غير كافية، ولا تمتثل للمعايير الدولية،
كما تفتقر البلاد أيضاً إلى وسائل النقل العام، ولا توجد إلا بضع محطات توقُّف على الطرق السريعة بين المدن. ولا ننسى الأسعار الباهظة التي شكلت تحدياً آخر.
وتابعت: “كان يصعب الوصول إلى الشواطئ غير المرتادة، والمسارات الجبلية الخضراء، أو يجدها المرتادون مليئةً بالنفايات لدرجة أن بعض السياح الغربيين قرروا جمع القمامة بعد الخروج من المياه”.