كشفت مصادر سعودية النقاب عن تقدم في المباحثات الثنائية بين المملكة وإيران، وأن هناك إمكانية لتبادل السفراء بين البلدين قريبا.
وقالت المصادر لـ”سعودي ليكس” إن المباحثات التي تستضيفها العراق، تشهد تقدما في عدة ملفات رغم أن الأجواء الإعلامية قد تبدو غير ذلك.
وأكدت المصادر أن الوفد السعودي المفاوض يحاول التصالح مع إيران والتقرب منها والحصول على ضمانات بالحفاظ على أمنها وعدم التعاون مع الإمارات ضدها.
وأشارت إلى أن المملكة تطرح ضمن المباحثات مبادرات إيجابية للتسوية في اليمن، وتعويض عائلات حجاج تدافع منى عام 2015م وزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين الشيعة للأراضي المقدسة.
وذكرت أن هناك مؤشرات على بدء تبادل السفراء بين البلدين لكن هذا الأمر يحتاج لبعض الوقت.
ويضاف إلى ذلك ما كشفه سفير إيران في العراق “أيرج مسجدي”، أن بلاده والسعودية ناقشتا مسألة إعادة فتح السفارة السعودية في طهران، ومكاتب التمثيل الدبلوماسية الأخرى بين البلدين.
وقال “مسجدي” : “نأمل أن يتم التوصل إلى فتح مكاتب التمثيل الدبلوماسي بين السعودية وإيران بقرار مشترك”.
وتابع: “لكن بما أن هناك وجهة نظر وإرادة للبلدين للتعاون وحل المشكلات بين الجانبين.. فإنني آمل أن تتحقق نتائج إيجابية في المستقبل”.
ويجمع مراقبون على أن الخوف من سياسة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعد كلمة سر تفاوض النظام السعودي مع إيران.
ويرى المراقبون أن وصول إدارة بايدن للبيت الأبيض دفع الرياض والقوى الإقليمية في المنطقة للتواصل فيما بينها.
ويعتقد أن النظام السعودي يفكر بأن يعالج مشاكله مع إيران بنفسه ولا يعتمد على دور أمريكي يساهم في استقرار المنطقة في ظل انسحابات بايدن من المنطقة.
وفي ظل تصالح مع قطر، وتبادل رسائل ودية مع تركيا، والآن غزل متبادل مع إيران يظهر النظام السعودي، في مرحلة جديدة من العلاقة مع جيرانه والقوى الإقليمية، عنوانها تقليل التوتر والبحث عن المصالح المشتركة.
الأمر يتعلق هذه المرة بقوتين إسلاميتين وقفتا على طرف النقيض وتبادلا عبارات العداء ودارت بينهما حروب بالوكالة في أكثر من بلد، ما يجعل إمكانية الصلح بينهما حدثًا لا يمر مرور الكرام.
وكان تصريحًا لافتًا من محمد بن سلمان عندما قال في مقابلة صحفية “إيران دولة جارة، وكل ما نطمح له أن تكون لدينا علاقة طيبة ومميزة معها”.
ثم أضاف: “نريد أن تكون إيران مزدهرة، لدينا مصالح معها ولديهم مصالح معنا”
رغم أنه استدرك القول بوجود “تصرفات سلبية لإيران في البرنامج النووي والصواريخ الباليستية ودعم ميليشيات خارجة عن القانون”، في إشارته للحوثيين، لكنه مع ذلك استطرد بأنه يتم العمل لإيجاد حلول للإشكاليات وتجاوزها.
تصريحات بن سلمان أكدت ما نقلته صحيفة الفاينانشال تايمز عندما ذكرت أن “مسؤولين سعوديين وإيرانيين كبار أجروا محادثات مباشرة في محاولة لإصلاح العلاقات”، وأن الجولة الأولى من المحادثات جرت في بغداد يوم التاسع من أبريل/نيسان الماضي.