لم يجرؤ محمد بن سلمان على المشاركة مؤخرا في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت في نيويورك رغم أهمية المحفل على الساحة الدولية والمشاركة الواسعة من زعماء العالم فيه.
السبب الرئيسي لتغيب بن سلمان طبيعية شخصيته المنبوذة دوليا بسبب جرائمه داخليا وخارجيا هو ما أكده مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وجاء في المقال للكاتبين شين هاريس وجون هدسون، أن جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي قبل نحو عام “جعلت من بن سلمان شخصاً منبوذاً في المجتمع الدولي، وإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول جاهدا في إعادة تأهيله وإعادته للساحة الدولية”.
وقال المقال إن ظهور بن سلمان، في شهر يونيو 2019، في قمة العشرين التي احتضنتها مدينة أوساكا باليابان، وهو يقف وسط المنصة بين الرئيسين الأمريكي والياباني خلال التقاط صورة تذكارية للمشاركين في القمة، ضمن لقاءات أخرى وصفقات مع زعماء خلال الحدث “يعد مؤشراً واضحاً على الترحيب به مجدداً، ولو على مضض في المجتمع الدولي”.
وأشارت إلى أن بن سلمان، الذي خلصت تحقيقات الأمم المتحدة ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) إلى مسؤوليته عن جريمة القتل الوحشية للصحفي خاشقجي، “لم يكن ليحظى بذلك الترحيب من قبل زعماء العالم لولا جهود ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو التي مهدت الطريق لذلك”.
الرئيس الأمريكي، الذي وصف في تصريحات سابقة منطقة الشرق الأوسط “بالمكان الشرير”، ووصف جريمة قتل جمال خاشقجي بالحادث المؤسف، ولم ير فيها ما يستحق التخلي عن سوق مربحة، وفقاً للصحيفة، “لم يحاول تلطيف الطريقة البشعة التي قتل بها خاشقجي، ولكنه يقيِّم علاقته بالمملكة وفقاً للمنفعة المادية”.
وتضيف الصحيفة: “في مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” في شهر يوليو، قال ترامب لست أحمقَ حتى أقول إننا لا نريد أن نتعامل معهم (السعوديين) تجارياً، وبالمناسبة؛ هل تعرف ماذا سيفعلون إذا لم نتعامل معهم تجارياً؟ سيتعاملون مع الروس أو الصينيين”.
وأشار الكاتبان إلى أن الوعود التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي بالتحقيق في مقتل خاشقجي ومحاسبة جميع الأطراف التي تثبت مسؤوليتها عن الجريمة لم تتحقق بعد.
وأشار ولي العهد “بن سلمان” إنه لا توجد تقارير خرجت عن الإدارة الأمريكية تشير إلى أنه أمر بقتل “خاشقجي”، مؤكدا أن العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة “أكبر بكثير من حادثة خاشقجي”.