الرياضة.. وسيلة لآل سعود للإلهاء والتغطية على جرائمهم
يستغل نظام آل سعود الرياضة والترفيه وإلهاء المجتمع السعودي عن انتهاكاته الممنهجة بشأن حقوق الانسان داخل المملكة.
ويحاول نظام آل سعود حرف النظر عن الانتهاكات بالاهتمام النسبي بالرياضة وتقديم عروض الترفيه.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن نظام آل سعود يحاول تبيض الرياضة من خلال الاهتمام بها ويعتبر هذا بمثابة تكتيك لاستغلال قوتها الناعمة عن الانتهاكات المستمر في مجال حقوق الانسان.
وقالت الصحيفة إن معلومات نشرت الشهر الماضي عن نشاط اللوبي السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2018، كشفت جهود الرياض القوية في مجال استراتيجية التبييض الرياضي.
وأضافت الصحيفة أن تلك الجهود السعودية شملت إجراء مقابلات مع مفوضي كبرى فرق كرة القدم، واتحاد كرة السلة الوطنية “إن بي إي” وكبرى فرق البيسبول “إم إل بي”، بالإضافة إلى مسؤولين من الترفيه العالمي للمصارعة “دبليو دبليو إي”، ولجنة لوس أنجلوس الأولمبية.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوات من جانب الرياض تطرح عددا من الأسئلة المهمة حول الاهتمام المفاجئ بالرياضة، وإذا ما كان نوعا من القوة الناعمة؛ لحرف النظر عن انتهاكات المملكة لحقوق الإنسان، والحملة التي يقودها نظام آل سعود ضد الحوثيين في اليمن.
ونوهت إلى أن “الخطوات الأخيرة للرياض في مجال العلاقات العامة المتركزة على الرياضة، نبعت من الحاجة الماسة لإعادة تأهيل نفسها، وتبييض صورتها بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول العام الماضي”.
وأفادت بأنه في ضوء الجدل الأخير فإن المملكة ضاعفت من جهودها في مجال العلاقات العامة، التي ضمت بناء على الوثائق المنشورة لقاءات واتصالات مع المفوضيات الرياضية في الولايات المتحدة كلها.
وكشفت الصحيفة أن الهيئة العامة للرياضة في المملكة اعتمدت على خدمات “تشرتشل رايلي غروب”، وهي مؤسسة استشارات دولية “متخصصة في النمو” الذي يعزز “الوصول إلى هوليوود وسيلكون فالي والشرق الأوسط”.
وأشارت إلى أن الشركة الاستشارية، ومقرها لوس أنجلوس، تمثل الهيئة العامة للرياضة، وتعمل مع السفيرة السعودية في واشنطن، الأميرة “ريما بنت بندر”، التي شغلت منصب مدير الاتحاد السعودي لمؤسسات الرياضة.
وأفادت الصحيفة البريطانية بأن الوثائق تكشف أن الهيئة العامة للرياضة عقدت عددا من المناسبات الرياضية عام 2018، بما فيها مناسبة عامة مع “المجلس الأطلسي”، وهو مركز لسياسات الشرق الأوسط، ومناسبات أخرى نظمت لصالح حكومة آل سعود.
وذكرت أن الوثائق ركزت على مجموعة “تشرتشل رايلي” واللقاءات التي تمت، لكنها لا تأخذ في عين الاعتبار ما جرى بعد، أي ما نجح منها وما فشل.
ووفق الصحيفة فإن الوثائق تكشف عن الجهد الذي قامت به الرياض في الولايات المتحدة في مجال العلاقات العامة.
ولفتت إلى أنها أمثلة عن “تبييض الرياضة”، وهو مصطلح اقترحته منظمة “أمنستي إنترناشونال” عام 2018 لوصف الأنظمة الديكتاتورية التي تستخدم الرياضة لتحسين صورتها الدولية ولحرف النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان.
وختمت “الغارديان” بالإشارة إلى أن هذه الوثائق تكشف عن مدى الطموحات السعودية، التي تضم بناء ملاعب جديدة، والاستثمار في رياضات ليست شعبية في المملكة، مثل الهوكي والتزلج.
في مارس / أذار الماضي، وقعت 36 دولة بينها جميع دول الاتحاد الأوروبي الثماني والعشرين بيانا مشتركا في مجلس حقوق الإنسان، يوبخ الرياض لسجلها في انتهاكات حقوق الإنسان، في وقت تواجه فيه المملكة انتقادات حادة بسبب القمع والانتهاكات.