بدأت الهيئة العامة للجمارك التابعة لنظام آل سعود اليوم الأربعاء، برفع الرسوم الجمركية على نحو ثلاثة آلاف سلعة مباعة في الأسواق المحلية، وهو أمر سيرفع من قيمة الغلاء العام في المملكة التي تشهد أزمات اقتصادية متتابعة.
وبحسب الوثيقة الصادرة رسميا عن الهيئة العامة، تراوح الزيادة بين 0.5 بالمئة و15 بالمئة على سلة مختلفة من السلع بينها المركبات والمواد الغذائية والمنسوجات ومواد بناء.
وقال وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، إن قرار رفع الرسوم الجمركية تم اتخاذه قبل تفشي فيروس “كورونا”.
وأضاف الخريف في مقابلة مع قناة “العربية” السعودية، إن القرار سيعزز الصناعة المحلية. حسب اعتقاده.
ووفق الوثيقة، سيتم رفع الرسوم الجمركية على أنواع من المركبات من 5 بالمئة إلى 7 بالمئة؛ كما سيتم رفع الرسوم على عدد من منتجات الألبان من 5 بالمئة إلى 10 بالمئة و15 بالمئة.
وسترفع الهيئة رسوم عدد من اللحوم من 20 بالمئة إلى 25 بالمئة، وبعضها بين 0 بالمئة و7 بالمئة؛ وسيتم رفع الرسوم على بعض الخضروات (بصل، جزر، خيار، كوسة، باميا) من 0 بالمئة إلى 15 بالمئة.
وبالتزامن مع ذلك، بدأ برنامج “حساب المواطن” بخصم مبالغ مالية متفاوتة على المواطنين في المملكة الأمر الذى أشعل موجة غضب عارمة.
واشتكى سعوديون من خصم مبالغ من قيمة الدعم التي يتلقونها عبر “حساب المواطن” في المملكة، لشهر يونيو/حزيران الجاري، بينما فوجئ آخرون باستبعادهم كليا من هذا الدعم.
وقال “حساب المواطن” إن “الدعم المقدم من برنامج حساب المواطن يتغير بناءً على الارتفاع والانخفاض نتيجة المراجعة الدورية لأسعار الطاقة”.
يذكر أن سلطات آل سعود أعلنت، في مايو/أيار الماضي، أن مخصصات “حساب المواطن” مستثناة من إجراءات التقشف التي شرعت المملكة في تطبيقها في محاولة للحد من خسائر انهيار أسعار النفط وتداعيات فيروس “كورونا” على الاقتصاد.
وبالفعل، أظهرت المبالغ النقدية التي جرى صرفها، لأكثر من 12 مليون مواطن سعودي، أن برنامج الدعم الحكومي لم يتأثر بتلك الإجراءات، لكن الوضع تغير في يونيو/حزيران الجاري.
وتساءل Abdulaziz : “نبي توضيح منكم ليش تم الخصم علينا وتم استبعاد البعض؟
نبي توضيح منكم ليش تم الخصم علينا وتم استبعاد البعض؟
— Aziz ?? (@AbdulazezQ) June 9, 2020
واكتفت لينا فواز بالقول: “ما أقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل هذا أول شهر بدون حساب المواطن قطعتوه عني وعن العاطلين أمثالي بسبب شرطكم الظالم شرط الاستقلالية لكن دعوة المظلوم مستجابة ولو بعد حين”.
https://twitter.com/ln8272/status/1270462162172088324
وكتب حساب “الْـحس آلْـرٌآقـي”: “مخصوم مني ي رباه كل شهر تطير ٢٠٠ و٣٠٠
إلى أن وصلت لمبلغ ما يسدد فاتورة الكهرباء”
مخصوم مني ي رباه كل شهر تطير ٢٠٠ و٣٠٠
الى ان وصلت لمبلغ مايسدد فاتورة الكهرباء— آلْـحس آلْـرٌآقـي^N^@ 感官意义 (@15snafy5611) June 9, 2020
وقال أبو يزن الزهراني: “من ١١٥٠ريال الى ٦٦٠ ريال شي غريب جدا جدا جدا
من ١١٥٠ريال الى ٦٦٠ ريال شي غريب جدا جدا جدا
— ?أبو يزن ? (@Yazan200008) June 9, 2020
هل هذا يعقل؟؟ من 1001 الى 328
قلتو لنا حساب المواطن دعم لفواتير للكهرباء والماء والبنزين والضريبه المضافه بعد الأرتفاع وتغير أسعار الطاقه واذا طرى زيادة على أسعار الطاقه تكون الزيادة بسيطه وعند إنخفاظ أسعار الطاقة يتم خصم أكثر من نص الدعم؟؟ pic.twitter.com/1SyYM2BOow— Abo Fares (@AboC43) June 9, 2020
وللمرة الأولى، أقرت وزارة المالية في المملكة، مايو/ أيار المنصرم، إجراءات وصفتها بـ “المؤلمة” لإنقاذ الموازنة العامة من العجز الكبير. وشملت هذه الإجراءات زيادة ضريبة القيمة المضافة من 5% إلى 15% بدءا من الأول من يوليو/تموز، ووقف صرف بدل غلاء المعيشة اعتبارا من يونيو/حزيران الجاري.
وفاجأت الهيئة العامة للجمارك في المملكة، السعوديين، بنشرها قائمة بالسلع المقرر رفع الرسوم الجمركية عليها، اعتبارا من العاشر من الشهر الجاري.
وكان وزير المالية محمد الجدعان، قال إن الضرائب الجديدة المضافة لثلاثة أضعاف وتعليق بدل غلاء المعيشة لموظفي الدولة، هدفه تحصين وضع المملكة المالي الذي تضرر بشدة من انخفاض أسعار النفط فيما تهاوي الطلب على الخام بسبب فيروس كورونا المستجد.
وأضاف الجدعان أن “الإجراءات التي تم اتخاذها وإن كان فيها ألم إلا أنها ضرورية للمحافظة على الاستقرار المالي والاقتصادي من منظور شامل وعلى المديين المتوسط والطويل، حسب زعمه.
وعقب قرارات الجدعان، نشر نشطاء سعوديون في المملكة مقطع فيديو من مقابلة مع ولي العهد محمد بن سلمان أجريت عام 2016 إبان إطلاق “رؤية 2030” يقول فيها إنه بحلول عام 2020 ستكون المملكة قادرة على العيش بدون نفط.
ولم يقتصر رفع الأسعار على السلع داخل المملكة، بل رفعت شركة النفط السعودية “أرامكو” سعر غاز البترول المسال المتجهة إلى آسيا لشهر حزيران/يونيو ٢٠٢٠.
وقالت “أرامكو” إنها حددت سعر بيع البروبان في عقد حزيران/يونيو عند 350 دولارا للطن، ارتفاعا من 340 دولارا في مايو/ أيار المنصرم.
وحددت سعر البوتان لشهر حزيران/يونيو عند 330 دولارا للطن، انخفاضا من 340 دولارا في الشهر السابق.
واللافت في الأمر أن القرارات الحكومية “التقشفية” أحدثت صدمة حقيقية في الشارع السعودي عامة والشباب خاصة.
فالقرارات الجديدة، توحى بانتهاء عهد الرفاهية في الدولة النفطية، سيما أن هناك قرارا يسمح بتخفيض رواتب آلاف الموظفين في القطاع الخاص إلى 40% مع إمكانية إنهاء عقود الموظفين.
ومؤخرا، أعلنت وزارة الاسكان في المملكة، لجمهورها العسكريين والمواطنين، وقف مدفوعات اثنين من برامجها لدعم الرهن العقاري في الوقت الذي تتطلع فيه إلى خفض التكاليف.
وقالت وزارة الإسكان على موقعها الإلكتروني إنه سيتم تعليق برنامج القروض بدون فائدة للعسكريين الذي يغطي 20% من العقار، أو ما يصل إلى 140 ألف ريال سعودي (37 ألف دولار). كما تم إيقاف خطة أخرى تقدم للمواطنين مساعدة تصل إلى 95 ألف ريال أو 10% من الممتلكات.
ورأت مجلة “كابيتال” الفرنسية أن صدمة التقشف التي تعرض لها الشعب السعودي، “بخرت أحلام العديد من الشباب” في البلاد، متوقعة في الوقت ذاته، أن تؤجج تلك الصدمة الاستياء ضد ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.
وقالت “كابيتال” إن سكان المملكة وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها أمام إجراءات تقشفية صادمة ستؤدي إلى انخفاض الدخل وتراجع معدلات التوظيف، وتدهور الظروف المعيشية، خاصة بعد مضاعفة ضريبة القيمة المضافة ثلاث مرات، في دولة لم يكن مفهوم الضريبة فيها معروفا منذ وقت ليس ببعيد.
ويتوقع مراقبون أن يؤدي ارتفاع تكاليف المعيشة وانخفاض مستوى الدخل أن يهدد العقد الاجتماعي بين السلطة والشعب، ويعرقل مسيرة التطوير التي يتبناها ولي العهد ويضع المملكة في مفترق طرق صعب بعد ثلاثية أولى من السنة وصل فيها عجز الميزانية إلى تسعة مليارات دولار.