أحداث متسارعة وغامضة تدور داخل الديوان الملكي الذي أعلن رسميا دخول الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، المستشفى، بشكل عاجل لإجراء فحوصات طبية.
وسلطت الأحداث الليلية داخل المملكة، الضوء على مخططات ولى العهد محمد بن سلمان، للوصول إلى كرسي الملك، بأسرع وقت ممكن، وذلك قبيل رحيل داعمه الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات القادمة.
وتشير استطلاعات الرأي العام إلى خسارة ترامب في الانتخابات المزمع عقدها في الثالث من نوفمبر/ تشرين ثان القادم أمام منافسه جو بايدن.
هذه الأحداث السرية، دفعت مصدرا سعوديا تحدث لـ”ويكليكس السعودية” لوصف الأمر بـ”المسرحية”.
وقال المصدر – الذى فضل عدم الكشف عن هويته – إن بن سلمان يحاول السباق مع الزمن لكسب تأييد الإدارة الأمريكية لمخططاته القمعية داخل المملكة، سيما في ظل حالة الصمت التي تبديها الإدارة تجاه جرائمه في اليمن وجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.
وأشار إلى أن بن سلمان أنفق مليارات الدولارات على الصفقات العسكرية من الولايات المتحدة من أجل كسب ود ترامب وصمت الإدارة الأمريكية لصالح هذه اللحظة “تنصيب الملك”.
ورجح المصدر المطلع أن تشهد المملكة أحداثا متسارعا خلال موسم الحج الذى يبدأ غدا ومع أيام عيد الأضحى المبارك؛ لتشتيت انتباه المسلمين حول جرائم بن سلمان في المملكة.
ووافق المصدر، المحامي الدولي وخبير القانون الدكتور محمود رفعت، قائلا إن دخول أو بالأحرى إدخال الملك سلمان الى المستشفى يبدو أنه للإسراع بتنصيب محمد بن سلمان ملكا على السعودية قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر القادم.
دخول أو بالأحرى إدخال #الملك_سلمان الى المستشفى يبدو أنه للاسراع بتنصيب #محمد_بن_سلمان ملكا على #السعودية قبل الانتخابات الأمريكية نوفمبر القادم التي لو أتت بجون بايدن سيكون من شبه المستحيل وصول ابن سلمان للعرش.. وصول ابن سلمان للعرش سيكون كارثيا على السعودية وبداية نهايتها
— Mahmoud Refaat (@DrMahmoudRefaat) July 20, 2020
ورأى رفعت في تغريدة أخرى أن انتخابات أمريكا المقبلة لو أتت بـ “جون بايدن” سيكون من شبه المستحيل وصول بن سلمان للعرش، وشدد في نفس الوقت على أن وصول الابن للعرش سيكون كارثيا على المملكة وبداية نهايتها.
ووافقه الرأي الباحث والكاتب الموريتاني المعروف محمد المختار الشنقيطي، وكتب معلقا: “هل بدأ ترحيل #الملك_سلمان عن قصر اليمامة، قبل رحيل #ترمب عن البيت الأبيض؟!”.
هل بدأ ترحيل #الملك_سلمان عن قصر اليمامة، قبل رحيل #ترمب عن البيت الأبيض؟! pic.twitter.com/7v3lzuNXw6
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) July 20, 2020
وكان الديوان الملكي السعودي، أعلن فجر الاثنين، نقل الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض لإجراء بعض الفحوصات جراء وجود التهاب في المرارة.
وقال حساب “العهد الجديد” الشهير إن عملية نقله تمت بأجواء مرتبكة، مضيفا: “يبدو أن هناك شيء مخفي وأن الأمر أكبر من فحوصات تتعلق بالتهاب المرارة”.
وبعد الإعلان الرسمي عن نقل الملك إلى مستشفى، تصدرت هاشتاقات عن الملك سلمان قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في المملكة، مثل هاشتاغ “خادم الحرمين الشريفين”.
وسبق أن وصفت مجلة إيكونوميست البریطانية ولي العهد بأنه دكتاتوري يفتقد لشرعية شعبه، ناصحة إياه بالتحوّل إلى ملك عربي جديد يعامل شعبه كمواطنين لا رعايا قبل أن تعصف به الثورات لأن حكم الاستبداد هشّ وضعيف.
واعتبرت المجلة أن خطوات الإصلاح التي يزعم بن سلمان تبنيها تتسم بالنزعة الديكتاتورية في الداخل والقرارات المتهورة في الخارج، والغرب ينظر له كفتى طائش ومتهور.
وتابعت المجلة إن الغربيين على تنوع طوائفهم وألوانهم لا يحبون النظام السعودي، فهم يشعرون بالخوف من قوانين الشريعة ومعاملة المرأة والنسخة الوهابية التي غذّت الجماعات الجهادية ومنها تنظيم الدولة.
ويفضل رجال الأعمال الغربيين العمل في دبي على الرياض، وينظر العرب بسخرية للسعوديين على أنهم أثرياء، كسالى ومتعجرفون. ومع كل هذا فالعالم يهمّه مصير المملكة لأنها أكبر مصدر للنفط وفيها مكة والمدينة مركزا القداسة لدى المسلمين وهي مهمة لمنطقة الخليج الفارسي والعالم الإسلامي.
وأكدت المجلة أن فشل إصلاحات بن سلمان جلب الاضطرابات إلى منطقة الخليج .
ونوهت إلى أن الدول الأوروبية تنظر إلى بن سلمان كمتهور وطائش فحربه في اليمن جلبت المرض والجوع لليمنيين والصواريخ الباليستية للمدن السعودية والإحراج للدول الغربية التي توفر له الدعم العسكري والمساعدات الأخرى.
وقادت المملكة مع حليفتها الرئيسية الإمارات الجهود لعزل دولة قطر جواً وبراَ وبحراً، وقامت الدولتان بهذه الطريقة بتمزيق لحمة مجلس التعاون الخليجي، الذي يعدّ نادي الملكيات النفطية الخليجية،
وفي داخل المملكة طور بن سلمان ذائقة للقمع، فقد زادت حالات الإعدام وتم اعتقال عدد كبير من المعارضين ومن بينهم نساء طالبن برفع الحظر عن قيادة السيارات
وختمت المجلة أنه يتوجب على بن سلمان بدلاً من بناء مدينة الحلم “نيوم” أن يقوم بجعل السعودية مثل دبي تقريباً – مفتوحة على العالم وصديقة لرجال الأعمال وتدار بفعالية وليبرالية من الناحية الاجتماعية ومتسامحة دينياً – فقراره سجن مئات من رجال الأعمال والأمراء بطريقة تعسفية في سجن ذهبي 2017 مخيفاً للمستثمرين.