كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد” النقاب عن عزم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تغيير مادتين في النظام الأساسي (الدستور) للمملكة.
وقال “مجتهد” في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر” إن بن سلمان يعتزم إلغاء “مرجعية الكتاب والسنة، وطلب من سعود القحطاني أن يدبر له صيغة فيها تحايل على هذا البند”.
وأضاف: “الثانية في تحويل السلطة إلى أبنائه وأحفاده، وهو يبحث عن وسيلة لإقناع أخيه خالد بدعمه في هذا التغيير بدلا من رفضه”.
وفي السياق ذاته، قال مجتهد، إن “سعود القحطاني تمكن من إعداد خطة لإبعاد أثر الدين عن المدارس والجامعات وأقرها بن سلمان”.
ووعد “مجتهد” بنشر ما يملكه من معلومات لاحقا إن شاء الله.
ابن سلمان ينوي تغيير مادتين في النظام الأساسي
الأولى في إلغاء مرجعية الكتاب والسنة، وقد طلب من سعود القحطاني أن يدبر له صيغة فيها تحايل على هذا البند
الثانية في تحويل السلطة إلى أبنائه وأحفاده، وهو يبحث عن وسيلة لإقناع أخيه خالد بدعمه في هذا التغيير بدلا من رفضه
— مجتهد (@mujtahidd) March 23, 2021
خبر آخر
انتهى سعود القحطاني من إعداد خطة لإبعاد اثر الدين عن المدارس والجامعات وأقرها ابن سلمان، ننشر ما تسرب لنا منها لاحقا إن شاء الله
— مجتهد (@mujtahidd) March 23, 2021
وتفاعل مغردون مع حديث “مجتهد”، عن نية بن سلمان إجراء تغييرات في النظام الأساسي، وقالوا:
https://twitter.com/Eshr151/status/1374293056967614464
من أمن العقوبه أساء الادب وهذا بدايه الرجوع الى عبادة الاصنام في جزيرة العرب
— Fekrh-Qalam فكرة-قلم (@fekrh_qt) March 23, 2021
على أساس كتاب السنه والجماعه موجود او ماشيين عليه
ماشيين على أوامر الصهاينه وشوية حمقى— moawya masri (@xhJievU7DyGzpll) March 23, 2021
وأفسد آل سعود المؤسسة الدينية في المملكة وأفرغوها من مضمونها لتصبح مهتمة فقط بالتماهي مع السلطة والتحالف معها لاقتسام النفوذ والثروة.
ولا شك أن مهمة المؤسسة الدينية في الدول الإسلامية عظيمة وأساسية في الاستقرار الاجتماعي، ومن ثمّ الاستقرار السياسي والاقتصادي، وقيمة هذه المؤسسة تزداد في أرض الحرمين ومهد الإسلام.
لكن آل سعود كان لهم موقف مغاير عندما حولوا المؤسسة الدينية إلى ومن يمثلوها إلى الاهتمام بالتماهي مع السلطة والتحالف معها لاقتسام النفوذ والثروة.
وبالتالي جعلوها أداة طيعة بيد السلطة، بل ومحل تندُّر وسخرية، ليكون مصيرها في النهاية الهامش وحوافّ الفعل بعد انتفاء الجدوى السياسية.
يعيش رموز المؤسسة الدينية في المملكة مرحلة الغروب والوهن؛ فمنذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، بدأ آل سعود في التخلص من هؤلاء الرموز والتضحية بها
وتقديمها قربانا لاستمرار العلاقة مع الولايات المتحدة، التي وجهت أصابع الاتهام إلى الأيديولوجيا الوهابية بوصفها المحرك الرئيس للعداء للغرب.
فقد تعرّض الرئيس العام لشؤون الحرمين لوابل من الأسئلة المحرجة تتعلق بمواقفه الشخصية وبسياسات السعودية، خاصة فيما يتعلق بحربها على اليمن وحصارها لقطر.
والمفارقة -التي استفزت صاحب الأسئلة وهو ناشط حقوقي جزائري- هي أن السديس جاء إلى سويسرا ليحاضر في الناس عن “الأمن وسبُل تحقيقه والمحافظة عليه”.
هذا الناشط لم يتوان -وبنبرة استنكار- في أن يسأل السديس عن كيف يمكن أن تقود السعودية وأميركا العالم نحو السلام؟
وهو ما قال به السديس على هامش مؤتمر نظمته رابطة العالم الإسلامي في نيويورك (سبتمبر/أيلول 2017).
وواصل الرجل مخاطبة السديس “إمام الحرم” مستنكرا الأدوار التي تقوم بها السعودية، بما في ذلك دعم الانقلاب في كل من مصر وتركيا.
وقال له إنه لا يحق له أن يقدم المواعظ بينما هو -أي السديس- يُفتي بقتل المسلمين في اليمن.
لقد لخص لنا ابن خلدون في مقدمته الشهيرة أسباب تخالف “آيات الله” مع السلطان في كل زمان ومكان، حيث قال: “العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية، أو أثر عظيم من الدين على الجملة؛
والسبب في ذلك أنهم -لخُلُق التوحش الذي فيهم- أصعبُ الأمم انقياداً بعضهم لبعض، للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرياسة، فقلّما تجتمع أهواؤهم.
فإذا كان الدين بالنبوة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم، وذهب خُلُق الكِبْر والمنافسة منهم فسهُل انقيادُهم واجتماعُهم”.
لعل الأمثلة على السلطة التي حازتها المؤسسة الدينية السعودية كثيرة، ومن ذلك مثلا أن الملك عبد العزيز (مؤسس الدولة السعودية الحالية) سعى لموافقة شرعية من أولئك الآيات عندما أراد ادخال تقنية اللاسلكي
وحين أفتوا بتحريم استخدام المذياع والتلغراف قام الملك عبد العزيز بمنع استخدامه ربما لفترة من الزمن.
في حرب الخليج عام 1990؛ قامت لجنة من المؤسسة الدينية السعودية -يترأسها المفتي عبد العزيز بن باز رحمه الله-
بإصدار فتوى تجيز السماح بنشر القوات الأميركية على الأراضي السعودية، أثناء تلك الحرب؛ وذلك لإرغام القوات العراقية على الخروج من الكويت.
كانت تلك الفتوى بمثابة الغطاء الشرعي الضروري لتمرير قرار التحالف مع القوات الأميركية، الذي كان يمكن النظر إليه بوصفه تفريطاً في صلب مقومات العقيدة الإسلامية.
واليوم، يعيش رموز المؤسسة الدينية السعودية مرحلة الغروب والوهن؛ فمنذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001،
بدأت مؤسسة الحكم السعودية في التخلص من مؤسسة “الآيات”، والتضحية بها وتقديمها قربانا لاستمرار العلاقة مع الولايات المتحدة
التي وجهت أصابع الاتهام إلى الأيديولوجيا الوهابية ومؤسسة “الآيات” السعوديين، بوصفها المحرك الرئيس للعداء للغرب.
ولي العهد محمد بن سلمان أشار -قبل عدة شهور- إلى أن بلاده عانت -خلال العقود الماضية- من سيطرة ما وصفها بـ”المذاهب الصارمة التي حكمت المجتمع”
مؤكدا عزمه على محاربة هذه الأفكار والقضاء عليها فوراً.
إن ما يؤخذ على رموز المؤسسة الدينية السعودية هو اندماجهم بل واستسلامهم لتوجهات آل سعود
والتي يمكن النظر إليها وفهمها في سياق ما صرح به السفير الإماراتي بواشنطن يوسف العتيبة، الذي قال إن “ما تريده الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين هو حكومات علمانية”، أي بدون سلطة ونفوذ “آيات الله”.