نتيجة الخلافات داخل الديوان .. كشف نص وثيقة تشجع التطبيع مع إسرائيل
أفضت الخلافات داخل الديوان الملكي السعودي، إلى الكشف عن وثيقة سعودية استخباراتية سرية.
وتعود الوثيقة السرية المسربة إلى عام 2018م، لكن التوقيت الذي كشفت فيه يثير مثارا للشك حول مدى عمق الخلافات داخل الديوان الملكي.
وحملت الوثيقة عنوان «إسرائيل والخليج… وحدود الاستفادة الخليجية من إسرائيل».
وقدمها رئيس الاستخبارات السعودية الفريق أول خالد الحميدان إلى الديوان الملكي السعودي تحت بند “سري للغاية” بتاريخ 31/10/2018.
وتسود خلافات عميقة الديوان الملكي بين فريقي الملك سلمان (الذي يرفض التطبيع مع إسرائيل، وفريق نجله (الداعم للتطبيع مع إسرائيل).
ورجحت مصادر سعودية لـ”ويكليكس السعودية” أن يكون فريق الملك سلمان – هو من دفع إلى خروج الوثيقة للعلن – لإحراج ولي العهد.
وقالت المصادر: الخلافات تتعمق أكثر وأكثر داخل الديوان، والملك سلمان يصر على خيار المصالحة الخليجية بدلا من الذهاب للتطبيع مع إسرائيل.
وجاء في الوثيقة
شهدت علاقات دول الخليج بإسرائيل ثلاثة أحداث مهمة في الأسبوع الماضي (أكتوبر 2018).
أولها: قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة لسلطنة عمان، وزار وفد رياضي إسرائيلي قطر للمشاركة في بطولة العالم للجمباز،
ورافقت وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية وفد بلادها في بطولة غراند سلام للجودو المقامة في أبو ظبي.
وفي كل من عمان وقطر والإمارات، تم رفع العلم وعزف النشيد الوطني لإسرائيل.
ونشر موقع «بي بي سي» موضوعاً استنسخ عنوانه من صحيفة «الأخبار» اللبنانية، هو «تضيق سماء الخليج بالضيوف الإسرائيليين لكثرتهم».
وترددت شائعات عن الإعداد لزيارة نتنياهو للمنامة، بالترافق مع افتتاح سفارة لإسرائيل في البحرين.
وكانت البحرين قد استضافت في 24 يونيو 2018 وفداً إسرائيلياً ضمن اجتماعات لجنة التراث العالمي التي نظمتها «اليونيسكو.
واستضافت العاصمة البحرينية في مايو 2017 وفداً إسرائيلياً للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وكان وفد إسرائيلي قد قام بزيارة البحرين ليحتفل بعيد يسمى عيد حانوتا في ديسمبر 2016.
في المقابل، قام وفد بحريني من 24 شخصا من جمعية «هذه هي البحرين»، بزيارة إسرائيل في ديسمبر 2017.
تطورات العلاقات
وتطرقت الوثيقة إلى العلاقات الخليجية – الإسرائيلية، وأبرزها قيام إسرائيل عام 2009 بدعم أبو ظبي في ملف استضافة الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أمام منافستها ألمانيا.
وأسفر ذلك عن افتتاح مكتب تمثيل دبلوماسي إسرائيلي لدى الوكالة في أبو ظبي في نوفمبر 2015.
في العام 1994 زار رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين سلطنة عمان حيث استقبله السلطان قابوس في مسقط، وناقش الطرفان قضايا، مثل كيفية تحسين إمدادات المياه.
وبعد عدة أيام من اغتيال رابين عام 1995 استضاف رئيس الوزراء المؤقت شيمون بيرز وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في مدينة القدس.
إلا أن العلاقات جمّدت رسمياً مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أكتوبر 2000.
التقارب الراهن
وبحسب الوثيقة، يمكن تقديم عدد من التفسيرات للتقارب الخليجي الإسرائيلي الحالي، منها:
أولا: أن العلاقات مع إسرائيل لم تنقطع فعلياً، ولكن الجديد هو الحرص على إخراجها إلى العلن.
والجديد أيضاً في التتابع الزمني للزيارات الثلاث لعمان وقطر والإمارات، ما أعطى انطباعاً بأن هناك سباقاً خليجياً نحو إسرائيل.
وثانيا: حالة السيولة في النظام الإقليمي؛ ففي الوقت الراهن لم تعد معالم النظام الإقليمي العربي أو الشرق أوسطي محددة على نحو ما كانت في السابق.
هناك اختلاف بشأن وضعية إيران وتركيا، وبشأن أدوار القوى العربية الكبرى كالسعودية ومصر، ومن ثم تتراجع أسس القرار العربي بشأن القضية الفلسطينية.
استفادة المملكة
يصعب على المملكة لمكانتها الدينية والسياسية العالمية تبني النهج نفسه إزاء إسرائيل علناً، مثل عمان أو الإمارات او البحرين، على الأقل في الوقت الراهن.
لكن من الملاحظ أن السعودية خطت خطوات مهمة في الدفع نحو مزاج ديني متسامح ومزاج عربي تعايشي في المنطقة العربية.
فتوجهات سمو ولي العهد (محمد بن سلمان) في السنتين الأخيرتين، في ما يتعلق بالإصلاح الداخلي ومشروع نيوم وأحاديثه عن مستقبل الشرق الأوسط الواعد.
وقالت الوثيقة إن خطوات بن سلمان عزّزت مزاجاً عربياً لن يتفاجأ بأي خطوات للتعاون.
زيارات سرية
وقام وفد سعودي يضم عدداً من رجال الأعمال والإعلام السعوديين بزيارة لإسرائيل في يوليو 2016 التقى خلالها أعضاءً من الكنيست.
وفي مارس 2018 التقى بن سلمان بعدد من قيادات المنظمات اليهودية بمدينة نيويورك، أثناء زيارته للولايات المتحدة.
وطبقاً لبيان السفارة السعودية، فإن «اللقاء شدّد على الرابطة المشاركة بين جميع البشر، بما يؤكد أهمية التسامح والتعايش والعمل معاً”.
وفي 27 فبراير 2018، أجرت صحيفة «سبق» الإلكترونية السعودية حواراً مع رئيس مؤتمر الحاخامات الأوروبيين، الحاخام بنخاس قولد شيميدت.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو قد قال في مارس 2018 إن السعودية منحت شركة طيران الهند (إير إنديا) الإذن للطيران فوق أراضيها.
والإذن يقضى بسلوك مسارات جديدة من تل أبيب وإليها.
وكان نتنياهو قال في كلمة ألقاها على أرض مطار تل أبيب، خلال زيارة الرئيس الأميركي ترامب لإسرائيل قادماً من المملكة في مايو 2017:
«السيد الرئيس، لقد قمت برحلة من الرياض إلى تل أبيب، آمل أن يتمكن رئيس وزراء إسرائيل في يوم من الأيام من أن يقوم برحلة من تل أبيب إلى الرياض».
وفي حدود ذلك، يمكن للمملكة في الوقت الراهن أن تستفيد من إسرائيل بعدد من الأشكال:
مشروعات اقليمية
وتطرقت الوثيقة للانخراط في مشروعات التعاون الإقليمي على المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية.
* الاستفادة من إمكانيات اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة.
* التخفيف من الضغوط على المملكة وتحسين صورتها أوقات الأزمات وعند الحاجة.