تهدد الخطط الخبيثة التي يسعى ولي العهد محمد بن سلمان إلى تنفيذها المدينة المنورة في إطار استراتيجيته لتغريب المملكة وجرف قيم شعبها وهويته، والتي بدأت من الرياض وامتدت لمدن أخرى.
ويؤكد مراقبون أن وصول الأمر لاستهداف مدينة رسول الله ﷺ وإفسادها رغم مكانتها لدى المسلمين، فهذا ما لم يتجرّأ عليه حاكم قبله.
وأهم المخططات التي تستهدف المدينة المنورة. ضرب قدسيتها الدينية ومسجدها النبوي الشريف، إذ منذ قرون وللمدينة قدسية خاصة، لا مكان للعبث أو الفساد فيها وخصوصًا عند مسجدها النبوي.
لكن نظام محمد بن سلمان بدأ بكسر هذه القدسية عبر استبدال عبارة “للمسلمين فقط” بعبارة “حد الحرم” في اللوحات الإرشادية في المدينة المنورة.
ومن نتائج ذلك فقد المسجد النبوي جزءً من حرمته وهيبته، فانتشر مقطع فيديو لفتاتين متبرّجتين بلا حجاب وبملابس ضيقة وفاضحة وهن يحاولن دخول المسجد تزامنًا مع انطلاق صوت الأذان قبل أن يعترضهما أحد رجال الأمن، فمن سمح لهن بالوصول للمسجد النبوي بهذه الملابس؟!.
ووصل الاستخفاف بقدسيّة المسجد النبوي للسماح بعرض الملابس النسائية الفاضحة على بعد مئات الأمتار من حرمه الشريف.
وشهد يناير الماضي الحدث الأخطر، بعد استضافة الحكومة بنفسها لوفد هندوسي متطرّف والتجول به قرب المسجد النبوي في تحدٍ واضحٍ لرمزية المكان ومشاعر المسلمين.
وكأن الرسالة أن المدينة لم تعد للمسلمين فحسب، بل يمكن للأديان الشركية الأخرى زيارتها وتدنيس مسجدها.
بموازاة ذلك يجرى على قدم وساق فسح المجال للتغلغل الإسرائيلي في المدينة المنورة.
إذ شهدت سنوات حكم ولي العهد خروقات إسرائيلية خطيرة استهدفت المدينة المنورة وآثارها ومسجدها النبوي الشريف بشكل مباشر.
وكانت بداية ذلك ما قام به إسرائيلي يُدعى بن تسيون في 2017 والذي صوّر نفسه من حرم المسجد النبوي في ملابس بكتابات عبرية.
وتطورت الأمور بعد ذلك بسماح الحكومة بدخول وفود إسرائيلية علانية للمدينة المنورة بين إعلاميين ورجال أعمال وسياح.
من ذلك ظهور إسرائيلي يتفاخر بتصوير فيديو قرب المسجد النبوي ويقول إنه إلى قبل سنة فقط كانوا ممنوعين من دخول الرياض واليوم يتجولون في المدينة المنورة.
وفي فبراير 2023 بث الإعلام العبري عبر قناته الـ 13 تقريرًا للمرة الأولى من قلب المدينة المنورة تم تصويره بكاميرة إسرائيلية وبلسان مراسل إسرائيلي على بعد أمتار قليلة من قبر النبي محمد ﷺ.
وقد نشرت صحيفة The Times of Israel العبرية في يوليو 2022 تقريرا مطولا يرصد فيه الزيارات المتكررة للإسرائيليين للمملكة من رجال أعمال وإعلاميين وغيرهم، ويتحدّث عن زيارة 50 منهم للمدينة المنورة.
في هذه الأثناء تتعمد استراتيجية محمد بن سلمان إشاعة اللهو والمنكرات في المدينة المنورة.
فقد بدأت أصابع هيئة الترفيه عبثها بالمدينة المنورة عبر إطلاق مشروع “هوى” العام الماضي والذي ضم لأول مرة سينما خارجية في خطوة أولى لنشر الفساد.
كما يتم محاربة علماء المدينة المنورة ومعاهدها الدينية، ومن ذلك إغلاق المعهد العلمي الأشهر فيها واعتقال عدد من علمائها وقرائها.
ومن هؤلاء الشيخ أحمد العماري عميد كلية القرآن الكريم بجامعة المدينة المنورة والذي قضى تحت التعذيب في 2019، وكذلك اعتقال القارئ والمنشد ربيع حافظ في 2017.
بالتوازي مع ذلك سمح نظام محمد بن سلمان ببيع عقارات المدينة المنورة للأجانب بعد إجراء تعديلات على قانون التملك للسماح للأجانب بالتملّك في مكة والمدينة بعد أن كانتا مستثنيتين من ذلك منذ تأسيس المملكة.
وهذا ما سيفتح الباب على مصراعيه للإسرائيليين للتملك في المدينتين المقدّستين ولو بجنسيات أخرى وطرق ملتوية.
وأسوة بغيرها من المدن وبحجة التطوير والبنيان، بدأت حملات هدم وتهجير لعدد من أحياء المدينة المنورة ومعالمها وتراثها الإسلامي العريق الذي ينبض بالذكريات العديدة.
فيما غابت التعويضات الحقيقية عن كثير من سكانها الذين شمل الهدم منازلهم.
ويجمع مراقبون على أن محاولة ولي العهد استهداف المدينة المنورة بدينها وأهلها وتراثها وهويتها يحمل دلالات خطيرة. ومع تكرار زيارات الحاخامات للمملكة، تتصاعد المخاوف من أن يتم تداول اسم “يثرب” من جديد.