صعدت جماعة “أنصار الله” المعروفة باسم الحوثيين هجماتهم ضد المملكة بصاروخ باليستي متطور وسط تفاقم عجز أنظمة آل سعود الدفاعية.
وقالت جماعة الحوثي إنها قصفت موقعا عسكريا مهما في مدينة الدمام (شمال شرقي السعودية) بصاروخ باليستي متطور بعيد المدى.
وأعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى سريع استهداف موقع عسكري مهم في مدينة الدمام في العمق السعودي بصاروخ باليستي متطور بعيد المدى “في تجربة جديدة وعملية للقوة الصاروخية اليمنية”.
وأضاف في حسابه على فيسبوك أن الاستهداف “يأتي ردا على جرائم العدوان وحصاره وتماديه في عدوانه وسفكه للدم اليمني”.
وذكر المتحدث أن “القوات المسلحة تجدد دعوتها لكل الشركات الأجنبية والمواطنين بالابتعاد الكامل عن الأهداف العسكرية والحيوية؛ كونها أصبحت أهدافا مشروعة لنا، وقد يطالها الاستهداف في أية لحظة طالما استمر العدوان والحصار على الجمهورية اليمنية”.
وقال إنه سيتم الكشف في مؤتمر صحفي قريب عن تفاصيل العملية وتفاصيل عن الصاروخ الجديد.
وفي 22 يوليو/تموز الماضي، أعلنت جماعة الحوثي تنفيذها هجومين ضد أهداف سعودية، أسفرا عن مقتل عدد من الجنود السعوديين، حيث استهدف مسلحو الجماعة عربة من طراز “بي.أم.بي” بصاروخ موجه في منطقة مربع الصوح بنجران، كما استهدفوا ناقلات عسكرية محملة بالجنود السعوديين شرق جبل جحفان في جازان (جنوبي البلاد).
وكثفت جماعة الحوثي مؤخرا هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ متوسطة المدى على أهداف سعودية، لا سيما مطاري جازان وأبها، في حين تعلن الجماعة بين الفينة والأخرى مقتل جنود سعوديين في مواجهات قرب الحدود اليمنية.
ويسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014، قبل أن تتوسع هيمنتهم لتشمل عدة محافظات. ومنذ مارس/آذار 2015 يدعم تحالف تقوده السعودية القوات الحكومية اليمنية في مواجهة الجماعة، في حرب خلفت أزمة إنسانية حادة هي الأسوأ في العالم، حسب الأمم المتحدة.
ولم يقف تصعيد الحوثيين عند حدود المطارات، فقد أكدوا وصول طائراتهم المسيرة في يونيو/حزيران الماضي إلى قاعدة الملك خالد الجوية في خميس مشيط جنوبي غربي السعودية. وقبلها في 14 مايو/أيار الماضي، استهدفت سبع طائرات مسيرة محطتي ضخ للنفط السعودي في شركة أرامكو.
ومن الصواريخ البالستية إلى الهجمات بالطائرات المسيّرة، أثبت الحوثيون نجاحهم في تطوير قدراتهم القتالية بعد سنوات من حرب آل سعود على اليمن، حتى باتت أسلحتهم تشكل خطرا جديا على المملكة أحد أكبر مشتري السلاح في العالم.
فقد شنّ المتمرّدون 20 هجوما على الأقل في حزيران/يونيو الماضي وحده ضد منشآت حيوية في المملكة. وتصدّت الدفاعات السعودية لغالبية الضربات، لكنّها لم تتمكن من التعامل مع أخرى، وبينها هجوم بطائرة مسيّرة طال مطار أبها في جنوب المملكة، متسبّبا بمقتل شخص وإصابة 21 آخرين بجروح.
ويقول الباحث في “كينغز كولدج” في لندن أندرياس كريغ المتخصّص في شؤون الشرق الأوسط “شهدنا تزايدا ضخما في قدرات الحوثيين (…) خصوصا في ما يتعلق بالصواريخ البالستية وتكنولوجيا الطائرات المسيّرة”.
ورأى أنّ “القدرات الحالية أكثر تقدما من أي مرحلة كانت قد وصلت إليها القوات المسلّحة اليمنية (الحكومية) قبل اندلاع الحرب”.