وجهت أوساط سياسية وإعلامية في الجزائر انتقادات لنظام آل سعود على خلفية سوء استقبال رئيس البلاد عبد المجيد تبون الذي اختار الرياض لتكون أول زيارة خارجية له.
وأثار مستوى الاستقبال الذي حظي به تبون في مطار الملك خالد بالرياض جدلاً في الجزائر وتحفظات بشأن تدني مستوى الاستقبال من قبل أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر في زيارة دولة إلى المملكة.
وبرغم إعلان الرئاسة الجزائرية أن الزيارة هي “زيارة دولة” وتلبية لدعوة من الملك سلمان والثقل السياسي لبلد بحجم الجزائر، فإن القيادة السياسية في الرياض اكتفت بإيفاد أمير منطقة الرياض ووزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود إلى المطار لاستقبال تبون، مقارنة باستقبال رؤساء دول أخرى.
وتلافت وكالة الأنباء الرسمية ذكر مستقبِل الرئيس تبون في التغطية التي خصصتها لذلك، وعلق نسيم عبد الوهاب، وهو مقدم برنامج تلفزيوني في قناة محلية في الجزائر، محتجاً على هذا المستوى من الاستقبال.
وكتب عبد الوهاب في حسابه على “فيسبوك”: “لماذا لم يُستقبل الرئيس تبون في مطار الرياض من طرف الملك سلمان؟ واكتفت السعودية بإيفاد أمير منطقة الرياض ووزير الداخلية إلى المطار لاستقباله؟! زيارة تبون للسعودية هي زيارة دولة وليست زيارة عادية، وهي الزيارة الأعلى مستوى بين أنواع الزيارات التي تتم بين قادة الدول ورؤساء الحكومات، ولها مراسمها الخاصة وبرامجها المميزة، إذ تعد أهم أشكال الاتصالات الدولية في مجال البروتوكول الدبلوماسي”.
بدوره، قال القيادي في حزب “جيل جديد” إسماعيل سعداني، إن هذا المستوى من الاستقبال “لم يكن ليليق برئيس دولة في حجم الجزائر، لقد كان استقبالا غير مناسب تماما”، مضيفا “أعتقد أنها رسالة سياسية تعبر أيضا عن استمرار الموقف السعودي من الجزائر، وعن تضايق من أي دور للجزائر إقليميا، ورسالة يفهم منها أن الرياض تريد فرض رؤيتها للمواقف والمشهد العربي”.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس منبر الوطنيين نور الدين خدير أن “مستوى الاستقبال يعكس موقع دولة وأهميتها بالنسبة لدولة أخرى ومدى تقييمها لتأثير وثقل هذه الدولة وهو تعبير أيضاً عن موقف، وإذا جاز لنا القول إن السلطات السعودية تملك تصنيفات ومستويات للدول، ومن خلال الاستقبال نستطيع أن ندرك في أي مستوى توجد الجزائر في نظر الرياض”.
كما تساءل الناشط الشبابي سمير فارس عبر حسابه في “تويتر”، قائلاً “في أول زيارة له خارج الوطن، وصل رئيس الجزائر إلى مطار الرياض، ولم يكن في استقباله أحد من قادة الصف الأول السعودي، واقتصر الاستقبال على حاكم الرياض ووزير الداخلية، ما الذي منع محمد بن سلمان، وهو الشاب الثلاثيني، من استقبال رئيس إحدى أكبر الدول العربية والأفريقية؟”.
وكتب الإعلامي توفيق بداني معلقاً على طريقة استقبال تبون في حسابه على “فيسبوك”: “يصل تبون إلى الرياض فلم يجد بن سلمان في استقباله، ووجد أمير منطقة الرياض في استقباله، فهل سيردها تبون ويكلف رئيس بلدية الدار البيضاء (منطقة مطار الجزائر الدولي) أو على الأكثر والي العاصمة باستقبال بن سلمان”، في حال زار الجزائر لاحقا.
وفي ما يفهم منه أنه رد على هذا الجدل، نشرت وكالة الأنباء الرسمية في الجزائر برقية اختارت لها عنوان “الرئيس تبون يحظى باستقبال رسمي”، أكدت فيها أن “الرئيس تبون حظي باستقبال رسمي من طرف خادم الحرمين الشريفين وأجريت له مراسم استقبال رسمية بالديوان الملكي، حيث تم الاستماع للنشيدين الوطنيين للبلدين وتبادل التحية مع كبار المسؤولين، كما أقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء على شرف رئيس الجمهورية”.
وكانت ذكرت مصادر جزائرية أن تبون يستهدف من زيارته إلى المملكة تحقيق تقدم على صعيد ثلاثة ملفات خارجية تهم الجزائر؛ هي القمة العربية المقبلة المزمع أن تستضيفها الجزائر في مارس/ آذار المقبل، والملف الليبي، وتطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية مع الرياض.