هجوم الفيصل على إسرائيل.. دليل التوتر داخل الديوان الملكي

اعتبرت أوساط غربية أن تصريحات الأمير البارز في العائلة السعودية المالكة تركي الفيصل الهجومية على إسرائيل دليل أخر على التوتر داخل الديوان الملكي والخلافات بشأن سياسة المملكة.

وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن تصريحات الفيصل أثناء مؤتمر في العاصمة البحرينية، المنامة، جاءت مضادة للتوقعات التي برزت في الأسابيع الماضية حول قرار سعودي بالتطبيع مع إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن التصريحات الشاجبة التي صدرت عن الفيصل مدير المخابرات السعودية السابق، وسفير المملكة في لندن وواشنطن سابقا، جاءت بعد الإحراج الذي تعرضت له المملكة من التسريبات حول لقاء ولي العهد محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة “نيوم” بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

وأشارت إلى أن التصريحات الحادة من الفيصل تؤشر إلى التوتر داخل المملكة حول مسار التطبيع مع إسرائيل.

وجاءت تصريحات الفيصل الحادة أثناء مشاركته في ندوة نقاشية مع وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، وقال فيها إن “إسرائيل هي آخر القوى الإستعمارية الغربية في الشرق الأوسط”.

وتابعت الصحيفة أن موقف الفيصل جاء بعد أسبوعين من الإحراج الذي تعرضت له المملكة بعد نشر أخبار حول لقاء بن سلمان- نتنياهو- بومبيو ما أحدث المزيد من التوتر في المملكة.

ونفت السعودية الأخبار، فيما وصف المسؤولون الإسرائيليون اللقاء بالمدهش، خاصة أنهم يتعاملون مع التطبيع مع السعودية باعتباره الجائزة الكبرى.

وعبّر وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي عن أسفه من تصريحات المسؤول السعودي السابق. وقال: “لا أعتقد أنها تعكس الروح والتغيرات الحاصلة في الشرق الأوسط”.

وكان أشكنازي يتحدث عبر الفيديو، وهو أول مسؤول إسرائيلي يتحدث في حوار المنامة، المؤتمر السنوي عن الأمن. وجاءت مشاركته بعد تطبيع البحرين علاقاتها مع إسرائيل عقب إعلان الإمارات العربية المتحدة عن إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية.

وثارت تكهنات من قرار سعودي مماثل، خاصة أن الإمارات والبحرين من حلفاء السعودية المقربين بالخليج. ولكن السعودية أطلقت إشارات متضاربة حول رغبتها بالتطبيع أو الالتزام بالموقف العربي الداعي لربط العلاقات الدبلوماسية بقيام الدولة الفلسطينية.

ويعارض الملك سلمان أي تحرك باتجاه التطبيع، أما ابنه محمد الحاكم الفعلي للملكة، فلا يمانع بذلك.

وبعد انتقاده لمعاملة إسرائيل للفلسطينيين، واحتلالها الأراضي العربية، قال الأمير تركي: “سمعنا في أكثر من مناسبة من الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان أن دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وحل عادل للاجئين الفلسطينيين هو الحل السلمي الوحيد بالنسبة لنا”.

وكانت المملكة هي التي تقدمت عام 2002 بالمبادرة العربية التي ربطت العلاقات الشاملة مع الدول العربية بالانسحاب الكامل إلى حدود 1967. ولا تزال المبادرة هي الموقف الرسمي للجامعة العربية، لكن المحللين يرون أن قرار البحرين والإمارات أضعفها حيث منحت إسرائيل تطبيعا بدون أن تقدم أي تنازلات للفلسطينيين.

وبعد أسابيع من توقيع الاتفاقيات مع دول الخليج، أقرت الحكومة الإسرائيلية بناء 5 آلاف وحدة استيطانية في المستوطنات الإسرائيلية التي ينظر إليها المجتمع الدولي بغير الشرعية.

وعندما سئل، قال الأمير تركي إن “تعليقاته لا تعكس خلافات رأي داخل المملكة”. وقال الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي للمؤتمر، إن الرياض “منفتحة على تطبيع كامل مع إسرائيل” و”لكن من أجل حدوث هذا، وليكون دائما فنحن بحاجة لأن يحصل الفلسطينيون على دولتهم وتسوية الوضع”.

ويرى إميل حكيم، الخبير في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، والذي ينظم المؤتمر أن سياسة السعودية الخارجية “أقل مرونة” من سياسة جيرانها الخليجيين.

وأضاف حكيم أن “الثمن السياسي والسمعة لتغيير السياسة عالٍ” للمملكة.

وتابع “السعودية لا تزال موزعة بين مصادر تأثيرها- قيادتها للعالمين العربي والإسلامي وبين طموحاتها في عدة أمور وأوضحها الموضوع الإسرائيلي- الفلسطيني”. وقال: “الانقسام هو استراتيجي وأيديولوجي وسياسي وجيلي أيضا”.