كشف مصدر سعودي ل”ويكليكس السعودية” عن ارتفاع لافت في مستوى التنسيق الأمني والاستخباري بين النظام السعودي وإيران.
وقال المصدر إن وتيرة التعاون الأمني التي حدثت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بين الرياض وطهران تعد الأعلى على مدى السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أنه في العلاقات الدولية عند حصول خلاف سياسي بين دولتين، فإن القنوات الأمنية تبقى مفتوحة بينهما، والتنسيق الاستخباراتي والأمني يستمر قائما، لكن بحدود معينة تبعا للظروف الأمنية التي تمر بمحيط الدولتين.
وربط المصدر تحسن مستوى التنسيق الأمني بين الرياض وطهران في ظل السعي للتفاهم على العمليات التي تجري في المنطقة بشكل واسع ودقيق.
واعتبر أن ذلك يقدم دليلا على إمكانية التحول إلى المستوى السياسي لاحقا، على الرغم من عدم وجود تعليق أو اعتراف سعودي بحصول اللقاء الأخير مع إيران في العراق.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية رحبت بالحوار مع السعودية على قاعدة الجوار ومصلحة الشعبين، وأهمية الأمن في المنطقة.
وكشفت تسريبات عن لقاء سعودي إيراني تم في بغداد في 9 نيسان/ إبريل الجاري، وآخر مقرر له أن يعقد هذا الأسبوع.
ويعزو مراقبون لجوء النظام السعودي للتفاوض مع إيران في ظل الإشارات التي صدرت عن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وأحدثت حراكا سياسيا في المنطقة، دفعت المتنافسين والخصوم، وحتى الأعداء إلى التوسل بالقنوات الحوارية لتبريد المياه.
لكن ليس ذلك وحده هو السبب الذي فتح الحوار بين السعودية وإيران، بل هناك ظروف ذاتية للطرفين، فالرياض خسرت موقفا ودعما كبيرين كان يوفره لها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بينما بايدن أعطى إشارات سلبية كثيرة ضدها.
كما باتت الحرب في اليمن مستنقعا وحملا صعبا يستنزفها، وصواريخ إيران التي بيد الحوثيين أصبحت تهدد عمقها واقتصادها، وبالتالي عادت مضطرة لوضع موقفها الإقليمي في أطر وسياقات أخرى.
وكان قال مسؤولون عراقيون مطلعون لموقع Middle East Eye البريطاني إن لبنان واليمن هما على رأس أولويات المفاوضين الإيرانيين والسعوديين الذين يجرون محادثات في بغداد.
لكن على الرغم من المحادثات الجارية بين الخصمين الإقليميين على الأراضي العراقية، فإن أنشطة طهران والرياض في البلاد ليست جزءًا من المناقشات.
وبدلاً من ذلك، فإن وقف هجمات الحوثيين على منشآت النفط السعودية وإيجاد مخرج من المأزق السياسي في لبنان يتصدران جدول الأعمال.
وقال مسؤولون وسياسيون عراقيون مطلعون على تقدم المفاوضات إن العراق ليس جزءًا من المناقشات في هذه المرحلة وأن التركيز كان بدلاً من ذلك على القضايا الأخرى التي يراها الطرفان كأولويات.
وذكر مسؤول عراقي رفيع مطلع على سير المفاوضات أن “العراق هو الوسيط في هذه المفاوضات وبالتالي لن يكون جزءا من هذه المحادثات، خاصة وأن النفوذ السعودي في العراق محدود للغاية. لذا فالأولوية هي ملفات أخرى”.
وأوضح أن “اللقاءات ما زالت في مهدها، لكنها مستمرة، وكلاهما يحتاج إلى عدة جولات لكسر الجليد وبناء الثقة بينهما، خاصة وأن الخلاف امتد لفترة طويلة، لذا يحتاجان إلى وقت قبل ظهور أي نتائج”.
وأضاف “بالنسبة لنا رتّبنا الظروف المناسبة لهم ووفرنا لهم مكانا وكفلنا السرية لهم. ما تبقى لهم وليس بنا”.