تضغط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بملف التعاون الأمني والاستخباري مع نظام آل سعود من أجل دفعه لمزيد من تسريع خطوات التطبيع مع إسرائيل على غرار دولة الإمارات مؤخرا.
ومن المقرر أن تعقد لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ جلسة استماع علنية لتقييم العلاقة و التعاون الأمني والاستخباراتي بين الولايات المتحدة والسعودية، وفق بيان اللجنة.
وأشار بيان اللجنة إلى أن هناك العديد من الأحداث البارزة في السنوات الأخيرة التي تحمل تداعيات محتملة على الشراكة الأمنية والاستخباراتية بين الرياض وواشنطن ودرجة التعاون الأمني بين الجانبين.
وخص بيان اللجنة بالذكر الهجوم الذي وقع في ديسمبر/كانون الأول 2019 داخل قاعدة عسكرية بحرية أميركية في مدينة بينساكولا بولاية فلوريدا حيث قتل مبعوث عسكري سعودي 3 أميركيين وأصاب 8 آخرين.
وكشفت تحقيقات الأجهزة الأميركية تعاون الضابط السعودي مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وأدى الهجوم إلى ترحيل 21 طالبا عسكريا سعوديا كانوا يدرسون في القاعدة.
وأشار البيان إلى الحملة العسكرية المستمرة التي تقودها السعودية والتي تستهدف المدنيين في اليمن، وإلى فشل السعودية في محاسبة جميع الأفراد المسؤولين عما وصفه بالقتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي، فضلا عن التقارير التي تشير إلى طموحات السعودية النووية.
وصوتت اللجنة مؤخرا على قانون تفويض الاستخبارات في السنة المالية 2021، الذي يهدف إلى معالجة العديد من القضايا التي تثير قلقا منذ فترة طويلة للكونغرس.
وسيقوم الشهود باطلاع اللجنة على طرق تعزيز الرقابة التي تقوم بها اللجنة تجاه العلاقات الأميركية السعودية، وسيطلعون أعضاءها على التشريعات المستقبلية بشأن المواضيع ذات الصلة من خلال تسليط الضوء على نقاط عدة منها:
فوائد التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية في مكافحة الإرهاب.
دور المملكة في نشر الأيديولوجيات المتطرفة التي كانت محورية في تصاعد التطرف العنيف في جميع أنحاء العالم.
كيف ساعدت أو أعاقت السياسات الإقليمية السعودية الأخيرة، خاصة حربها في اليمن، أهداف الأمن القومي الأميركي؟
تعاظم الأدلة العامة على أن أجهزة الأمن السعودية، تحت ولي العهد محمد بن سلمان، شارك في حملة عالمية لترهيب وإسكات منتقدي الحكومة السعودية، بما في ذلك مواطنون أميركيون.
ويتحدث أمام الجلسة -التي يرأسها النائب الديمقراطي آدم شيف- 3 شهود هم: الدكتورة أغنيس كالامار المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء التابعة للأمم المتحدة، وبروس ريدل وهو مسؤول استخباراتي سابق متخصص في الشأن السعودي ويعمل حاليا مديرا لمشروع الاستخبارات بمعهد بروكينغز، وعلي صوفان وهو خبير الإرهاب الدولي السابق بمكتب التحقيقات الفدرالي “إف بي آي” (FBI) ومؤسس مركز صوفان للأبحاث.
يأتي ذلك فيما أعلن ترامب أن دولة أخرى ستنضم إلى “اتفاق السلام” للتطبيع بين الإمارات وإسرائيل المقرر أن تقام في واشنطن مراسم التوقيع عليه في 15 سبتمبر/أيلول الجاري.
وفي كلمة له مساء الخميس قال ترامب “ستسمعون بانضمام دولة أخرى إلى الاتفاق خلال وقت قصير ويمكن الحصول على سلام بالشرق الأوسط”. كما أكد الرئيس الأميركي أنه بدأ حوارا مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بخصوص السلام قائلا “سترونهم ينضمون”.
وكان ترامب ومسؤولون آخرون في إدارته على رأسهم مستشاره وصهره جاريد كوشنر، قالوا إنهم يتوقعون أن تحذو السعودية ودول أخرى حذو الإمارات في الاعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها.
وكانت أبو ظبي وتل أبيب أعلنتا التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما في 13 أغسطس/آب الماضي.
وسبق أن ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن اتفاق تطبيع بدأ ينضج بين إسرائيل والبحرين، وأنه من المتوقع الإعلان عنه مباشرة بعد مراسم التوقيع على اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي المزمع عقده في البيت الأبيض.
ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن طابورا طويلا من الدول يصطف لتوقيع اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، وإن البحرين تعتبر في الوقت الراهن الرائدة بينها.
واعتبر كوشنر أن عدم إدانة الجامعة العربية لاتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل يشكل تحولا مهما في المنطقة، كما أشار إلى سماح كل من السعودية والبحرين لشركات الطيران الإسرائيلية باستخدام مجالهما الجوي عند توجهها شرقا صوب قارة آسيا.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود قد أكد خلال كلمة له أمام اجتماع جامعة الدول العربية الأربعاء الماضي وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وفي تغريدات نشرها حساب الخارجية السعودية على تويتر أكد الوزير دعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يمَـكّن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.