فرض ولي العهد محمد بن سلمان مؤخرا التطبيع الرياضي مع إسرائيل في انقلاب على إرث المملكة وتمهيد لتطبيع شامل في المستقبل.
وأبرزت وسائل إعلام دولية أن الموافقة السعودية على مباراة لاعبة الجودو تهاني القحطاني أمام راز هيرشكو من إسرائيل في أولمبياد طوكيو يُعد تحولاً في الممارسات السعودية المقاطعة للمباريات ضد خصوم إسرائيليين.
ويعد تقديم الرياض دعمها بإجراء مباراة الجودو مع إسرائيل، مؤشرا للتطبيع الرياضي الذي يمكن أن يشكل سابقة للسياسات السعودية المستقبلية، علماً أن معظم السعوديين ما زالوا يعارضون تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وودّعت القحطاني منافسات +78 كلغ من دور الـ32 أمام الإسرائيلية راز هيرشكو الجمعة، ضمن الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، في خطوة أثارت جدلاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي معبد نيبون بودوكان في طوكيو، خسرت القحطاني بنقطة “إيبون” أمام هيرشكو في مباراة اعتبرتها اللاعبة السعودية “عادية”.
وقالت القحطاني عقب المواجهة: “كانت مباراة عادية. لقد خسرت، ولكن شعوري عادي وهذه بالنهاية رياضة”.
ولدى سؤالها عن الجدل المثار حيال هذا اللقاء، أضافت القحطاني صاحبة الشعر الأصفر التي كانت ترتدي زيّ جودو أخضر عليه شعار النخلة الذي يرمز إلى السعودية “لست مهتمة. لقد أطفأت هاتفي خلال اليومين الماضيين”.
وأشارت ضاحكة إلى أنها “صافحت اللاعبة ثلاث مرات”، ملمحة إلى أنها تنتظر ما سيكون عليه رد الفعل الآن على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها تنظر الآن “إلى المستقبل هناك مسابقات أخرى، وربما أكون في باريس 2024”.
تأتي هذه المواجهة عكس موجة الانسحابات التي أعلنها عدد من الرياضيين العرب والمسلمين مع لاعبين إسرائيليين.
واحتفى حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية بإجراء اللقاء بين القحطاني واللاعبة الإسرائيلية ووصفته بالتاريخي.
لحظات تاريخية #أولمبياد_طوكيو نهنئ السعودية?? تهاني القحطاني على الروح الرياضية في منافسات الجودو أمام الإسرائيلية راز هيرشكو اليوم. صحيح انها خسرت وفازت منافستها الإسرائيلية بنتيجة(11-0) لكنها كسبت احترام وتقدير العالم بعد شتى الضغوط. تهانينا ??
pic.twitter.com/LXIYcyPjgB— إسرائيل بالعربية (@IsraelArabic) July 30, 2021
واستقطبت مواجهة القحطاني مع هيرشكو اهتمام السعوديين الذين ينقسمون بين مؤيد ومعارض للمشاركة، لكن على الصعيد الرسمي، بدا التشجيع للقحطاني واضحا، من دون أي ذكر لإسرائيل.
ورأى البعض في تعليقات على مواقع التواصل أن المباراة تندرج في سياق حدث رياضي دولي ولا ينبغي خلطها بالقضايا السياسية، فيما اعتبر آخرون أنها تندرج ضمن العداء العربي مع إسرائيل وكان يتعيّن على القحطاني الانسحاب.
وفي إطار مواجهة لاعبين إسرائيليين، كان لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين انسحب من مواجهة السوداني محمّد عبد الرسول “نصرة للقضية الفلسطينية” لتفادي احتمالية اللعب مع الإسرائيلي توهار بوتبول في وزن 73 كلغ، فسُحب اعتماده مع مدربه عمار بن خليف.
كما غاب عبد الرسول الذي أبرمت بلاده أخيراً اتفاق تطبيع مع اسرائيل عن مواجهة بوتبول، فيما أعلنت اللجنة الأولمبية السودانية الخميس أنه تغيب “لتمزّق في الأربطة القطنية أسفل الظهر”.
ولطالما انسحب لاعبون عرب أو مسلمون من بطولات دولية رفضاً لمواجهة لاعبين إسرائيليين ودعماً لقضية الشعب الفلسطيني.