يصعد نظام آل سعود خطواته المثيرة للجدل الساعية إلى إغراق المملكة بالترفيه المشبوهة من أجل إلهاء المواطنين عن القضايا العامة ومواصلة مؤامراته التخريبية داخليا وخارجيا.
ومن ذلك إعلان تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه التابعة لنظام آل سعود أنه سيتم إطلاق أول معهد للموسيقى مع بداية العام المقبل.
وقال الشيخ إنه يعمل على إنشاء المعهد بالتعاون مع “رموز فنية في عالم العزف على الآلات الشرقية” وأنه يجرى حاليا وضع الصورة النهائية للمعهد مع عدد من الموسيقيين المصريين، ويستهدف التفاعل مع أكبر قدر من المواهب بالمملكة.
وأشار إلى أن هيئة الترفيه تدرس حاليا عدة نماذج في هذا الإطار، مضيفا أن هناك 4 جهات تعمل على دراسة الموضوع للوصول إلى الصيغة المناسبة، دون أن يوضح ما هي هذه الجهات.
واعتبر أن إنشاء معهد موسيقى بالمملكة “أمر هام”، فهناك مواهب مدفونة داخل البلاد ومواهب كبيرة لم تتمرن أو تدرس، على حد قوله.
وأضاف أن السوق السعودي بحاجة لهذه المواهب، مردفا ومن هنا جاءت فكرة إنشاء المعهد.
وكان آل الشيخ أعلن مؤخرا تدشين مسابقات فنية أو رياضية على فترات متباعدة خلال الفترة المقبلة لجمهوره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به.
وعلى مدار الأشهر الأخيرة عمل نظام آل سعود على إغراق المملكة بخطوات مشبوهة للترفيه منذ تأسيس هيئة خاصة بذلك في 2016، تقابل بانتقادات حادة بسبب دورها في تغيير الطابع الديني والتقليدي للمملكة.
وسمح نظام آل سعود في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، السماح بفتح دور عرض سينمائي بعد حظر امتد لأكثر من 3 عقود، ومن المرتقب بدء افتتاح قاعات للسينما في مارس/آذار المقبل.
وارتفع عدد المطاعم والمقاهي المرخص لها بالمملكة لتقديم نشاط “العروض الحية” إلى 132 مطعما، في كلٍّ من الرياض وجدة والخبر والدمام، وذلك بعد مرور 3 أشهر على فتح الترخيص لإقامة العروض الحيّة في المطاعم والمقاهي.
ويدفع ولي عهد محمد بن سلمان بانقلاب على موروث المملكة الديني والاخلاقي عبر الانفتاح على الترفيه واستضافة فرق أجنبية بمبالغ مالية فلكية لتقديم صورة تغطي على انتهاكات النظام داخليا وخارجيا.
فضلا عن ذلك فإن آل سعود يحاولون تحقيق جملة أهداف بممارساتها المشبوهة أهمها إلهاء المواطنين السعوديين عن نظامهم القمعي وجرائمه وجمع المال من عائدات مالية كبيرة لحفلات وفعاليات بينها إباحي في أرض الحرمين.
ومؤخرا شن الداعية السعودي “عمر المقبل” هجوما على هيئة الترفيه وأنشطتها في المملكة, محذراً من عواقب سلخ المجتمع من هويته.
وقال “المقبل”: “لسنا ضد الترفيه، بل معه إذا كان ضمن الضوابط الشرعية قولا وفعلا، وليس مجرد جملة تنطق ولا تكتب لتمرر تحتها أمور يدرك العامي الغيور أنها لا توافق الشرع”.
وأضاف: “لسنا ضد الترفيه ولكننا ضد سلخ المجتمع من هويته باسم الترفيه، وضد ذبح الحياء واغتيال المروءة، وجلب شذاذ الأفاق وفساقهم باسم الترفيه، لتتفتح أجيالنا الناشئة على تلك النماذج الساقطة التي لا يشرف كل مواطن أن تطأ أقدامهم أرض بلاد الحرمين الشريفين، فضلا عن أنهم يصدروا أنهم نجوم أو قدوات”.
وتابع “المقبل” محذرا: “كم هو الأثر السيء الذي سيحدثه حضورهم وحضور مهرجانات يشترك فيها أناس عرفوا في مواطن أخر من شذاذ الأفاق والبلاد الغربية بشرب الخمر ولبس الصليب ومعاقرة الفواحش وجذب الفنانين الاجانب”.
واعتبر المقبل أن ذلك “تسفيه وتغريب لا ترفيه وسلخ للمجتمع من هويته وجلب لسخط الرب وسبب لعقوبته”.
وأقرت المملكة في 2016 تنظيما جديدا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقلل من صلاحياتها، ويمنعها من توقيف الأشخاص، ويشترط أن يكون أعضاؤها من ذوي المؤهلات العلمية، إضافة لحسن السيرة والسلوك”.
وبعد يومين من تصريحه اعتقلت سلطات آل سعود الداعية المقبل بشكل تعسفي وهو ما يظهر حدة القمع الذي يحكم به النظام وفرض كل ما يريده من سياسات.