تعمدت سلطات آل سعود خلال الأشهر الماضية سلسلة تضيقات ممنهجة بحق العمال الباكستانيين الوافدين إلى العمل في المملكة السعودية.
ودفعت هذه التضيقات بتوتر العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وباكستان، بحسب مصادر مطلعة لـ”ويكليكس السعودية”.
وأشارت المصادر إلى توتر العلاقات – من قبل – بين المملكة وباكستان على خلفية ملفات سياسية واقليمية غير أن التضيق على العمال الوافدين أزعج إسلام أباد كثيرا.
وأكدت المصادر السعودية أن إسلام أباد اتخذت خطوات جادة للتعبير عن غضبها، وسحبت عددا من دبلوماسيها من الرياض.
وعزا وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قریشي، خطوة سحب الدبلوماسيين نظرا لكثرة شكاوى العمالة الوافدة هناك.
وقال قريشي إن الحكومة الباكستانية ملتزمة بتوفير كل التسهيلات الممكنة للباكستانيين المغتربين، وفق ما نقل موقع “أري نيوز” الباكستاني.
وأشار الموقع إلى أن الوزير طلب من سفراء بلاده تسهيل عمل المغتربين الباكستانيين.
وتستضيف السعودية قرابة مليوني باكستاني يعملون داخل أراضيها، تقدر تحويلاتهم من العملات الأجنبية بنحو 4.5 مليار دولار سنويا.
والعام الماضي ضغطت السعودية على باكستان لإرجاع قرض ميسر سبق أن قدمته الرياض
في وقت يعد من غير المعتاد على السعودية أن تلح في استرداد قروضها، خصوصا للدول التي تربطها بها صداقات تاريخية.
وكان القرض جزءا من حزمة إنقاذ بقيمة 6.2 مليار دولار، أعلنت عنها الرياض في أكتوبر 2018.
وتضمن هذا القرض، وتسهيلات ائتمانية للحصول على إمدادات نفطية.
وأشارت تقارير إعلامية خلال الأشهر الماضية إلى توتر في العلاقة بين الحليفتين التاريخيتين.
وعزا مراقبون توتر العلاقة بين البلدين منذ أبريل 2015 حينما صوت البرلمان الباكستاني لصالح قرار يقضي بعدم المشاركة في التدخل العسكري في اليمن .
وكذلك موقف الحياد الباكستاني من المفاوضات النووية مع إيران، ورفض إسلام أباد مؤخرا التطبيع مع إسرائيل؛ استجابة لضغوطات سعودية.
وأججت قضية كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان التوتر بين البلدين بعد أن طلبت إسلام آباد دعم الرياض بشأن انتهاكات هندية لحقوق الإنسان في إقليم كشمير المتنازع عليه.
ونوفمبر الماضي، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان: إن بلاده تعرضت لضغوطات من دول صديقة للاعتراف بإسرائيل، مؤكدا أنها لن تعترف بالأخيرة أبدا حتى التوصل إلى “تسوية عادلة” مع الفلسطينيين.
ورفض خان، خلال مقابلة مع إذاعة باكستانية، تسمية الدول التي كانت تضغط عليه للاعتراف بإسرائيل.
وحين سؤاله عن إذا كانت هذه الدول مسلمة أم لا أجاب خان: “دعك من هذا [السؤال]، فهناك بعض الأشياء لا يمكننا قولها”.
وأضاف: لدينا علاقات جيدة معهم (هذه البلدان)، في إشارة مستترة إلى السعودية والإمارات والبحرين، التي أقامت في الأشهر الأخيرة علاقات دبلوماسية واقتصادية مع “تل أبيب”.
وتابع خان: ليس لدي أي أفكار أخرى بشأن الاعتراف بـإسرائيل، ما لم تكن هناك تسوية عادلة ترضي الفلسطينيين.
واستشهد خان بالأب المؤسس لبلاده، محمد علي جناح، الذي رفض مرارًا وتكرارًا الاعتراف بإسرائيل، مؤكدا أن بلاده ستواصل السير على خطى جناح تجاه فلسطين.
وأكد أن الضغط ناتج عن تأثير نفوذ إسرائيل العميق في الولايات المتحدة، مشيرا أن هذا التأثير كان “غير عادي” خلال فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولم تتوقف باكستان عن مبادراتها لاحتواء الأزمة الدبلوماسية مع المملكة السعودية، كدول سنية تحتاج لدعمها ماليا وسياسيا في المنطقة.