عول نظام آل سعود على فتح باب الاستثمار الأجنبي في أسهم شركة أرامكو الوطنية للنفط في عام 2020 لإنعاش خزينته بمبالغ مالية قياسية والحد من أزمة اقتصاد المملكة الذي واجه أزمة غير مسبوقة.
غير أن تعرّض صناعة النفط في المملكة إلى هجمات متتالية كما حصل في الأسابيع والاشهر الماضية يمكن أن يجعل المستثمرين الأجانب يصرفون أنظارهم عن هذه الأسهم.
ويشكل ذلك انحدارا لشركة أرامكو من قمة الطموح والنجاح الاقتصادي المأمول إلى مواجهة خطر الانهيار الشامل كما لم يحدث سابقا.
وفي إشارة سلبية أخرى، أعلنت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية عن خفض تصنيف عملاق النفط السعودية “أرامكو” درجة واحدة إلى “A”، بعد أيام من خفض تصنيفها للمملكة، وأبقت على نظرتها المستقبلية مستقرة.
يأتي خفض التصنيف بعد هجمات الشهر الماضي على منشأتي إنتاج تابعتين لشركة النفط الوطنية العملاقة “أرامكو”, مما أدى إلى توقف قصير لأكثر من نصف إنتاج الشركة من النفط.
وأضافت فيتش -في بيان أن خفض التصنيف أخذ في الاعتبار التوترات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة، واستمرار عجز الموازنة في البلاد.
وقدرت فيتش أن الهجوم على منشآت أرامكو سيكون له تأثير محدود جدا على الأداء التشغيلي والمالي لشركة أرامكو السعودية في 2019، وتعتقد الوكالة أن الشركة أثبتت أنها قادرة على التعامل بكفاءة مع الحالات الطارئة.
وفي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، خفضت فيتش تصنيف المملكة من (A+) إلى (A) مع نظرة مستقبلية مستقرة.
وشككت وزارة المالية السعودية حينها في إعلان فيتش خفض التصنيف الائتماني للمملكة، مشيرة إلى أن ما تضمنه تقرير الوكالة آنذاك لا يعكس دلالات استجابة المملكة السريعة في التعامل مع هجمات أرامكو.
وأعربت الوزارة عن تحفظها إزاء قرار الوكالة، واعتبرته “مستعجلا”.
وكانت وكالة “فيتش” قد خفضت، في 30 سبتمبر/أيلول الماضي، التصنيف الائتماني للسعودية من درجة من “A+” إلى “A” مع نظرة مستقبلية مستقرة، على خلفية الهجمات المذكورة.
وأجلت سلطات آل سعود أكثر من مرة الطرح الأولي لـ”أرامكو”، وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الشهر الماضي، أن السلطات تدرس مضاعفة الحصة المعروضة للبيع في طرح اكتتاب “أرامكو” بعد تضرّر بنيتها التحتية النفطية، جرّاء الهجوم على المنشأتين.
وكانت قد طالبت الرياض وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني، بإعادة النظر في خفضها للتصنيف الائتماني للمملكة بعد الهجوم على منشأتين نفطيتين سعوديتين.
وذكرت الرياض، أنها أبدت ضبطا للنفس ونظرة متأنية في تعاملها مع هجوم 14 سبتمبر/أيلول الذي قلص في البداية الإنتاج السعودي للنصف، مضيفة أنه تمت استعادة إمدادات النفط السعودية بالكامل.
وتعتقد “فيتش” أن هناك خطرا لحدوث المزيد من الهجمات على المملكة، ما قد يؤدي إلى أضرار اقتصادية.
وأدت هجمات أخيرة بطائرات بدون طيار وصواريخ، على البنية التحتية للنفط في المملكة، إلى تعليق مؤقت لأكثر من نصف إنتاج النفط في المملكة.