قال مركز الخليج لحقوق الإنسان إن نشطاء الرأي على الانترنت معرضون لخطر الاختراق في السعودية بما في ذلك إمكانية تعرضه لخطر السجن والموت.
وأشار المركز في بيان له، إلى أن أريج السدحان، شقيقة عبد الرحمن السدحان، عامل الصليب الأحمر الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً في المملكة العربية السعودية لامتلاكه حساب تويتر ساخر مجهول، قدمت شهادتها بمحاكمة موظف سابق لدى تويتر أدين في محكمة أمريكية بالتجسس لصالح السلطات السعودية.
في 09 أغسطس/آب 2022، أُدين أحمد أبو عمو، وهو مواطن لبناني أمريكي مزدوج الجنسية، كان مديراً في تويتر، بستة من أصل 11 تهمة، بما في ذلك، “العمل كعميل للمملكة العربية السعودية”.
و “محاولة إخفاء مدفوعات من مسؤول” مرتبط بالعائلة المالكة السعودية. قد يواجه 10 سنوات أو أكثر في السجن بسبب تمرير معلومات للسعوديين حول 6000 حساب على تويتر.
بعد الإدانة، قالت أريج السدحان، “لم يسعني إلا أن أفكر كيف أن شقيقي بعيد عنا، يتألم وحده، ومئات العائلات الأخرى التي تعاني مثلنا تماماً …” مُنع السدحان من الاتصال مع عائلته لشهور في كل مرة.
كانت شهادة أريج السدحان حاسمة في المحاكمة، التي ربطت أبو عمو مباشرة بأحد المساعدين الرئيسيين لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أشرف على اعتقال وسجن المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء على الإنترنت.
وكذلك القتل الذي تم في سنة 2018 للصحفي جمال خاشقجي الذي كان يعمل في الواشنطن بوست. لقد قالت إن موظف تويتر السابق مسؤول عن العديد من الانتهاكات التي ارتكبتها الحكومة السعودية، بما في ذلك اعتقال وتعذيب واختفاء شقيقها، لكن لم يُسمح لها بتقديم تفاصيل تعذيب شقيقها في المحكمة.
كشفت قضية المحكمة أن أبو عمو تلقى رشاوي تتضمن أموال ومواد فاخرة مقابل معلومات شخصية لآلاف مستخدمي تويتر مثل السدحان، الذي انتقد العائلة المالكة السعودية على تويتر.
في المحكمة، عُرضت على أريج السدحان قائمة تم جمعها في عام 2015 من قبل مساعد ولي العهد، بدر العساكر، من 10 حسابات على تويتر أراد من أبو عمو أن يتتبعها. كان أحدهم شقيقها عبد الرحمن وآخر يعود إلى عمر عبد العزيز صديق خاشقجي.
حكم على السدحان بالسجن لمدة 20 عاما خلال جلسة عقدت في 05 أبريل/نيسان 2021 من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض.
وقال المركز إن المحكمة الجزائية المتخصصة هي محكمة الإرهاب التي أنشأتها المملكة العربية السعودية في عام 2008 لمحاكمة أعضاء الجماعات الإرهابية، لكنها استخدمت منذ ذلك الحين لسجن المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين.
في 12 مارس/آذار 2018، تم إلقاء القبض على السدحان في مكاتب جمعية الهلال الأحمر السعودي في الرياض، حيث كان يعمل كعامل إغاثة.
وأعرب مركز الخليج لحقوق الإنسان عن القلق إزاء الأساليب المختلفة التي تستخدمها السلطات السعودية لاعتقال ومضايقة نشطاء الإنترنت أو إسكات الحوار عبر الإنترنت.
بما في ذلك استخدام الذباب الإلكتروني، بالإضافة إلى المراقبة.
وقد أنشأت المديرية العامة للمباحث، بأوامر مباشرة من محمد بن سلمان، لجان استخبارات إلكترونية مؤلفة من أعداد كبيرة من الذباب الإلكتروني تستخدم حسابات تويتر للتحريض على مهاجمة الأصوات المستقلة الداعية إلى الإصلاح، والمطالبة باعتقال مستخدمي تويتر المعروفين من الذين تمت مراقبتهم.
ودعا مركز الخليج لحقوق الإنسان شركات وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتحديد تويتر وفيسبوك، إلى تعزيز الحماية بشكلٍ أكبر لنشطاء الإنترنت الذين يروجون لحقوق الإنسان في المناطق المضطربة مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأكد أنه يجب عليهم وضع صمامات أمان للتأكد من أن حسابات النشطاء آمنة وأن معلوماتهم الشخصية لا يمكن لأي شخص الوصول إليها.
وحث السلطات السعودية على الإفراج عن نشطاء الإنترنت، بمن فيهم عبد الرحمن السدحان، المسجون في انتهاكٍ مباشر لحقه في حرية التعبير.