خلص معهد أبحاث أمريكي أن الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي السابق، بديل فعال لولي العهد الحالي الأمير محمد بن سلمان.
ودعا معهد “بروكينجز” للأبحاث إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الضغط على الرياض لإطلاق سراحه.
وجاءت الدعوة في أعقاب إفراج الرياض عن الناشطة لجين الهذلول وآخرين.
كما جاءت بعد أيام من كشف مصادر رفيعة المستوى لـ”ويكليكس السعودية” بأن هناك ضغوطات أمريكية جديدة على بن سلمان من أجل الإفراج عن جميع المعتقلين من الأمراء والسياسيين.
وقال المعهد إن بن نايف لم يحتجز لجريمة ارتكبها وإنما لأنه يمثل مشكلة لولي العهد محمد بن سلمان.
ووصف بن سلمان بأنه “متهور وخطير”، مشيرا إلى إعلان البيت الأبيض، الجمعة، أنه لا توجد خطط لإجراء مكالمة بين بايدن وولي العهد السعودي.
ويرى تقرير “بروكنيجز”، أن تبني إدارة بايدن قضية “بن نايف” قد يكون “خطوة غير عادية”.
لكن يجب وفق التقرير، “أن تكون مهمة عاجلة بالنظر لمساهماته الكبيرة في الأمن الأمريكي، ولأن حياته في خطر كبير”.
وفي نهاية العام الماضي، قالت لجنة تحقيق برلمانية بريطانية إن احتجاز بن نايف يمثل “انتهاكا للقانون الدولي” وجزء من حملة أطلقها بن سلمان لترسيخ سلطته.
وحذر محامو ولي العهد السعودي السابق من أن موكلهم ضحية لهجوم مستمر ومنسق من داخل السعودية على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يهدد سلامته الشخصية.
وبن نايف هو نجل الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية الأطول خدمة في السعودية، وتلقى تعليمه في الولايات المتحدة.
كما تلقى تدريبات مع مكتب التحقيقات الفيدرالي والشرطة البريطانية “سكوتلاند يارد”.
وتولي بن نايف تدريجيا منصب والده وزيرا للداخلية، ويتمتع بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة، ويعتبر الأكثر كفاءة، خاصة في مكافحة الإرهاب.
وحسب التقرير، الذي نوه إلى إنقاذ ولي العهد السعودي السابق لحياة عشرات، إن لم يكن مئات، من الأمريكيين وهزيمته لتنظيم “القاعدة”.
خدمات بن نايف
وأشار “بروكينجز” في هذا الصدد إلى إحباط وزارة الداخلية السعودية مؤامرة من تنظيم “القاعدة” لمهاجمة قنصلية الولايات المتحدة في جدة عام 1998.
حين كان نائب الرئيس الأمريكي “آل جور” هناك يستعد للقاء ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز.
ولذا كان “بن نايف” مقربا من الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما ونائبه “جو بايدن”.
ووصفه المدير السابق لوكالة المخابرات الأمريكية “جورج تينيت” بأنه “أهم شركائه” في قتال “القاعدة”، و”الأذكى والأكثر إنجازا بين جيله”.
انقلاب ناعم
وفي أبريل/نيسان 2016 قام ملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز بترقية “بن نايف” ليكون وليا للعهد.
لكنه أقاله فجأة من المنصب في يونيو/حزيران 2017، واستبدل به نجله الأمير محمد بن سلمان.
وقبل عام، تم القبض على بن نايف بتهمة الخيانة، ومنذ ذلك الحين وهو محتجز بمعزل عن العالم الخارجي وقد تكون حياته في خطر، حسبما أكدت منظمات حقوقية.
وسبق أن كشف كتاب “الدم والنفط” وقائع الأحداث التي دارت داخل الديوان الملكي ليلة 20 يونيو 2017م.
والتي تنازل يومها ولي العهد الأمير محمد بن نايف بـ”طريقة مذلة” لخلفه الأمير محمد بن سلمان الذي سبق وركع وقبل قدميه.
ووصف كتاب “الدم والنفط” الطريقة المذلة التي تنازل بها محمد بن نايف عن حقه في ولاية العهد.
وقال: تم استدعائه إلى قصر الملك وعزل مرافقيه وأخذ أسلحتهم وأخذه إلى غرفة على اعتبار أنه سيلتقي بالملك سلمان فيها.
واستدرك: لكن الحقيقة أن المسار كان مختلفا في تلك الليلة المصيرية.
وأضاف: بينما كان بن نايف ينتظر لقاء الملك، فقام بن سلمان بالاتصال بهيئة البيعة المكونة من 34 أميرا وطلب منها رأيها بأن يكون بن سلمان هو ولي العهد بأمر من الملك فوافق 31 منهم.
الأمير أحمد بن عبد العزيز
لكن الأمير أحمد بن عبد العزيز كان أحد الرافضين وتم إبلاغ بن نايف وطلب منه توقيع رسالة استقالة ورفض في البداية أي تنازل عن منصبه.
وتابع الكتاب في روايته: ظلت حاشية الملك سلمان ونجله بما فيهم تركي الشيخ تدخل عليه وتهدده أحيانا بكشف أسراره كالمخدرات وغيرها.
وأحيانا تلمح له بالخطر على حياته، وعرض تسجيلات لأمراء يعلنون تأييدهم لابن سلمان.
وأكد أنه بعد سلسلة ضغوطات وابتزازات قبل بن نايف أن يتنازل بإعلان شفوي ثم خرج الساعة السابعة صباحا في ذلك المشهد
ليقول: لابن سلمان الذي قبل ركبتيه سابقا: “الآن أنا سأستريح وأنت الله يعينك”.
ومع بزوغ الفجر، استفاقت المملكة على تعين ولي عهدٍ جديد يبلغ من العمر 31 عاماً؛ وهو ما لم تتعود عليه المملكة.
ومنذ مارس/ آذار 2020 يعتقل بن سلمان، الأمير بن نايف والأمير أحمد بن عبد العزيز في ظروف اعتقالية غامضة.