لا تتوقف مؤامرات نظام آل سعود عند حد تصفية القضية الفلسطينية عبر التطبيع مع إسرائيل ودعم صفقة القرن الأمريكية بل إنها تمتد للتآمر مع الإدارة الأمريكية لسلب الأردن وصاية المسجد الأقصى والمقدسات في القدس المحتلة.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية مرارا بنية إدارة الرئيس الأمرييك دونالد ترامب منح رعاية مصالح المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة لنظام آل سعود بدل المملكة الأردنية الهاشمية، الأمر الذي أثار قلقا في الأوساط السياسية في عمان لم يفلح في تبديده تأكيد جيسون غرينبولت مبعوث ترامب للشرق الأوسط، خلال حديثه عن تقديم حلول خلاقة في القدس المحتلة، وفقا للمقال.
وأوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن أي مساع للرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعديل الوصاية الأردنية لمنحها إلى آل سعوج على المقدسات الإسلامية بالقدس المحتلة هي بمثابة لعب بالنار وستكون له تداعيات كارثية على المنطقة.
وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب فيكتور كاتان إلى أن هناك اعتقادا تغذيه خطة الرئيس الأميركي للسلام في الشرق الأوسط بأن ترامب وصهره جاريد كوشنر، المستشار بالبيت الأبيض، يسعيان إلى منح الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة لنظام آل سعود.
وقالت الصحيفة إن الوضع القائم في القدس المحتلة منذ عشرات السنين الذي بموجبه تتولى الأردن الوصاية على المقدسات الإسلامية في المدينة يخدم مصالح مختلف الأطراف، وإن أي تغيير لهذا الوضع قد يفتح بابا من الصراع تصعب السيطرة عليه.
ورجحت الصحيفة الإسرائيلية أن تثير المساعي الأمريكية القلق في بعض الأوساط السياسية الغربية أيضا، “نظرا لسجل نظام آل سعود في دعم الإرهاب العابر للقارات”.
واعتبرت أن أي اتفاق ثنائي بين كوشنر وولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول منح السعودية حق الوصاية على المسجد الأقصى سيكون انتهاكا لبنود اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل والتفاهمات التي توصل إليها الطرفان مع الجانب الفلسطيني.
وتنبأ الصحيفة بأن يقابل ذلك الاتفاق بالرفض من قبل مختلف الأطراف الفلسطينية، خاصة بعد قمة البحرين التي شاركت فيها المملكة بحماس منقطع النظير وقاطعها الفلسطينيون، مرجحا أن تضع الأطراف الفلسطينية خلافاتها مع عمان جانبا وتسعى لدعمها في هذه القضية.
ورغم عدم صدور أي تأكيد رسمي للأخبار المتداولة بشأن مساعي ترامب لتغيير الوصاية على المسجد الأقصى، يقول الكاتب، فإن استبعادها غير وارد في ظل العلاقة الوطيدة بين كوشنر وبن سلمان والغموض الذي يلف بنود خطة السلام الأميركية الجديدة التي طال انتظار إعلان تفاصيلها.
وأشار المقال إلى أن أطماع آل سعود في الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة قديمة وترتبط بوضع المملكة كخادمة للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومسؤوليتها عن إدارة شؤون الحج.
وأكدت الصحيفة أن أي مساع لإدخال طرف جديد في الوصاية على المدينة المقدسة قد يفتح الباب على مصراعيه لأطراف أخرى قد ترى أحقيتها بذلك استنادا إلى معطيات التاريخ مثل تركيا ومصر.
وخلصت إلى أن إدارة ترامب التي اعتبرت أن الواقع أثبت أن توقعاتها بشأن ردة فعل الشارع العربي والإسلامي على نقل سفارتها إلى القدس مبالغ فيها، قد تفاجأ بحجم التداعيات الكبيرة التي قد يسفر عنها أي تغيير للوضع الراهن للمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.