زار وفد سعودي برئاسة رئيس جهاز المخابرات الفريق خالد الحميدان العاصمة السورية دمشق، يوم الإثنين، والتقى رئيس النظام السوري بشار الأسد ونائب الرئيس للشؤون الأمنية اللواء علي المملوك.
وجرى الاتفاق على أن يعود الوفد في زيارة مطولة بعد عيد الفطر المبارك.
وقالت مصادر إن هناك اتفاقا جرى التوصل إليه بإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، كخطوة أولى لاستعادة العلاقات في المجالات كافّة بين البلدين.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد السعودي أبلغ مُضيفيه السوريين بأن بلاده ترحّب بعودة سورية إلى الجامعة العربية، وحضور مؤتمر القمة العربية المقبل في الجزائر في حال انعقاده.
ويأتي هذا الانفراج في العلاقات السورية السعودية، بعد لقاء سرّي سعودي إيراني في العاصمة العراقية بغداد قبل أسبوعين.
وتأكيد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال مقابلة مساء الثلاثاء وفي انقلاب على مواقف سابقة ظل يرددها لسنوات، أن إيران جارة للسعودية، وتأمل أن تقيم بلاده علاقات طيبة معها.
كان الخلاف السعودي السوري يتمحور حول علاقة سوريا القوية والاستراتيجية مع إيران.
ولكن الآن وبعد اللقاء السعودي الإيراني في بغداد، وتأكيد احتمالات تمخض محادثات فيينا عن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، ورفع العقوبات الأمريكية عن ايران، تغيّرت الحسابات السعودية كليا.
وباتت قيادتها تهرول نحو تحسين علاقاتها مع المحور الإيراني السوري وتطبيع العلاقات بين طهران والرياض.
ممّا يُسهّل الوصول إلى مخرج سعودي من مستنقع الأزمة اليمنية بأسرع وقت ممكن.
المصادر السورية التي تحدثت إلى “رأي اليوم” لم تكشف المزيد من التفاصيل عمّا دار في المباحثات.
لكنها لمّحت إلى أنها كانت مثمرة، وكسرت الجليد الذي كان يُسيطر على العلاقات بين البلدين.
يذكر أن السلطات السعودية جمّدت علاقاتها كليا مع المعارضة السورية والهيئة العليا للمفاوضات التي كانت تتّخذ من الرياض مقرا لها، وأغلقت مقرّها الرسمي.
وما زال من غير المعروف ما إذا كان الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير الخارجية السعودي، هو الذي سيرأس الوفد السعودي الذي سيزور العاصمة السورية.
ويشرف على اتفاق إعادة فتح السفارة السعودية بعد عيد الفطر أم أنه سيترك المهمة للفريق الحميدان.
وهناك معلومات ترجّح أن يتولّى الأمير بن فرحان رئاسة الوفد.
ويعتقد كثيرون أن تصريحات ولي العهد السعودي بشأن إيران وحتى الحوثيين في اليمن تظهر تغييرات كبيرة في السياسات العدائية للمملكة العربية السعودية على مر السنين.
سيد ترامب!
طالما ظل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في منصبه، اعتقد بن سلمان أنه يستطيع فرض مطالبه على إيران.
لكن مع خروج ترامب من البيت الأبيض ووصول جو بايدن بنهجه المختلف في قضايا مثل خطة العمل الشاملة المشتركة واليمن، من الطبيعي أن يتغير الوضع، كما يقول حسين العسكري ، أستاذ إدارة الأعمال الدولية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن.
إذ بات -بحسب العسكري- لا يمكن للرياض الاعتماد على السياسات الأحادية الجانب للرئيس الأمريكي السابق.
ويقول: “عندما كان ترامب رئيساً، شعر محمد بن سلمان أن لديه الدعم الأمريكي الكامل ليفعل ما يشاء، تماماً كما تفعل إسرائيل”.
وأشار إلى أن مغامرته الخطيرة في اليمن والتي تعد بمثابة جرائم ضد الإنسانية، وقتله الوحشي للصحفي جمال خاشقجي وقمعه للمعارضة الداخلية، على سبيل المثال لا الحصر، جزء من تجاوزاته خلال رئاسة ترامب.