كشف مصدر في الديوان الملكي أن علامات اكتئاب نفسي ظهرت في الأيام الأخيرة على ولي العهد محمد بن سلمان الذي يعاني اشتداد عزلته داخليا وخارجيا.
وذكر المصدر ل”ويكليكس السعودية” أن بن سلمان يتصرف بعصبية شديدة ويتسم حديثه بالاضطراب عند المشاركة في العدد القليل من الاجتماعات التي يحضرها.
وأفاد المصدر أن بن سلمان يشعر بانزعاج شديد لواقع المقاطعة الدولية التي تتزايد له على خلفية تكرار فضائحه وملاحقته قضائيا ما جعله انطوائي أكثر من أي وقت مضى.
ومنذ عام 2017 عقب الانقلاب الناعم الذى نفذه الأمير الطائش، على ولى العهد السابق الأمير محمد بن نايف، تعيش السعودية حالة من العزلة الدولية نتيجة السياسات الطائشة التي خطها نجل الملك سلمان مع عدة دول عربية وأوربية وغيرهما.
كما تشهد المملكة انتقادات دولية وحقوقية تصاعدت منذ تولى بن سلمان، الحكم، وتنفيذه لسلسة جرائم واعتقالات وملفات فساد مالية وأخلاقية داخل المملكة وخارجها.
وإزاء انتشار فيروس كورونا داخل المملكة، مارس/ آذار المنصرم، هرب ولى العهد إلى مكانه السري قرب البحر الأحمر؛ خشية الإصابة بعدوى الفيروس التي أصابت عدد من أفراد العائلة المالكة وأودت بحياة البعض منهم.
ومنذ ظهور كورونا، لا يزال الأمير المعروف باسم (MBS) في الدول الأوربية، متخفيا عن الأنظار حتى اللحظة ويراقب انهيار السياسة الخارجية للمملكة التي طالما حظيت بعلاقات دولية طيبة.
وحقوقيا يواجه بن سلمان انتقادات دولية وحقوقية أممية إزاء سلسلة الجرائم المتعلقة بالمملكة وولى عهدها، وعلى سبيل المثال: لا يزال القمع والاعتقالات داخل المملكة بحق المفكرين والدعاة والأكاديميين من كلا الجنيسين، وكذلك اعتقال أفراد العائلة المالكة ورجال الأعمال والتجار السعوديين بغية السيطرة على أموالهم.
كما تلاحق جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل السفارة السعودية في إسطنبول، ولى العهد، الذي يواجه محاكمة مرتقبة في أمريكيا بعد دعوى قضائية رفعها ضابط الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري، متهما إياه بمحاولة اغتياله واعتقال أطفاله.
وداخل المملكة، هناك حالة احتقان شعبي إزاء تصاعد قيمة الضريبة المضافة على جميع السلع والخدمات بنسبة 15 %، وإلغاء بدل المعيشية للموظفين، ووقف المساعدات الاجتماعية للفقراء، وكذلك منح قروض السكن والعقارات.
وبين الحين والآخر، تكشف الصحافة الأجنبية ملفات فساد الأمير الطائش وإنفاقه ملايين الدولارات على عارضات الأزياء والعلاقات الجنسية وكان آخرها ما كشفه صحفي أمريكي أن احتفالا نظمه ولي العهد محمد بن سلمان عام 2015 بمناسبة تولي منصب ولي ولي العهد في حينه.
وكلف الاحتفال آنذاك 50 مليون دولار أمريكي وشاركت فيه 150 عارضة أزياء.
وقال الصحفي الأمريكي برادلي هوب في كتاب “النفط والدم” أن بن سلمان واصدقاءه أقاموا حفلا لمدة شهر في عام ٢٠١٥ على متن يخته في المالديف بمناسبة صعوده في الحكم.
وأوضح برادلي أن الحفل شارك فيه ١٥٠ عارضة أزياء من روسيا والبرازيل وبلدان أخرى بكلفة وصلت إلى ٥٠ مليون دولار.
واقتصاديا، أكدت وكالة بلومبيرغ العالمية أن انكماش الاقتصاد السعودي حاليا هو الأعلى منذ 30 عاما، ومن أبرز أسبابه: إهدار بن سلمان ملايين الدولارين في صفقات فاشلة خارج المملكة، وحرب الأسعار التي أشعلها هذا العام، وفيروس كورنا، وحرب اليمن المستمرة للعام السادس.
ورأي مراقبون ومسؤولون حكوميون أن جميع العوامل السابقة وغيرها دفعت ولى العهد المجرم والفاسد، لكي يعيش “في عزلة دبلوماسية” – غير مسبوقة في تاريخ المملكة – التي تواجه حاليا معركة ضروسة على كرسي الملك وسط أنباء عن خطورة الحالة الصحية للملك سلمان.
وأجمعوا أن ولى العهد يعيش حالة اكتئاب نفسية سيئة إزاء شهوته للسلطة والمال وهي ملفات أخفق فيها “عاشق الدماء”.
وهاجمت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية ولي العهد محمد بن سلمان، مؤكدة أن شهوة السلطة وحب المال وراء تعجله ليصبح ملكا.
وأبرزت الصحيفة في مقال تحت عنوان “في داخل صعود محمد بن سلمان”، أن صعود ولي العهد إلى السلطة ترافق مع حبه للفخفخة والثروة وحب المال وشهوة للسلطة.