استعرض موقع (ميدل إيست آي) البريطاني عدة مؤشرات تؤكد اقتراب إعلان التطبيع السعودي الإسرائيلي بدافع رئيسي من ولي العهد محمد بن سلمان.
ونشر الموقع تقريرًا يسلِّط فيه الضوء على التنسيق الدولي والإقليمي الرامي إلى التطبيع السعودي أو لإبرام اتفاقية تطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية.
وأشار الموقع إلى ما كشف عنه وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أن تطبيع العلاقات مع الرياض قد يستغرق بعض الوقت، لكنها هي الخطوة القادمة بعد اتفاقيات أبراهام التي أُبرِمت في عام 2020 مع الإمارات ودول عربية أخرى.
واستهل الموقع تقريره بما قاله لابيد إن: “إسرائيل تُنسِّق مع الولايات المتحدة ودول الخليج بشأن عملية تطبيع العلاقات مع السعودية”.
وأضاف “نعتقد أنه من الممكن أن تكون هناك عملية تطبيع للعلاقات مع الرياض، وهذا الأمر يصب في مصلحتنا”.
وأوضح لابيد “لقد قلنا بالفعل إن هذه هي الخطوة القادمة بعد اتفاقيات أبراهام التي أُبرمت في عام 2020 مع الدول العربية، لكننا نتحدث عن عملية طويلة ودقيقة”.
ويُنوه التقرير إلى أنه لا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والسعودية، لكن محمد بن سلمان، كان قد التقى سرًّا برئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، بنيامين نتنياهو، في السعودية في عام 2020، بحسب ما أوردته عدد من التقارير الإعلامية الإسرائيلية في ذلك الوقت.
وفي الوقت نفسه، صرَّح مسؤولون سعوديون مرارًا وتكرارًا بأن السعودية ما زالت ملتزمة بمبادرة السلام العربية، التي تشترط أن تطبيع العلاقات ممكن في مقابل أن تعترف إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة داخل حدود عام 1967.
وقد حذَّر لابيد من أن عملية تطبيع العلاقات مع السعودية ستستغرق وقتًا طويلًا، مع إمكانية إحراز تقدم بخطوات صغيرة، مشيرًا إلى أن كلا البلدين لديهما مصالح أمنية كبيرة على المحك.
وفي إشارة إلى الإطار الزمني السريع الذي أُعلن خلاله عن الاتفاقيات السابقة، يُوضِّح لابيد قائلًا: “لن يحدث هذا بالطريقة نفسها التي حدثت في المرة الماضية. ولن نستيقظ ذات صباح فجأة على سماع أنباء مفاجئة بشأن تطبيع العلاقات مع السعودية”.
وأضاف لابيد: “قد يكون ذلك بعد ثلاثة وزراء خارجية آخرين من بعدي، وسيقف شخص ما على المنصة ويحتفل بذلك، وهو أمر جيد تمامًا. وتلك هي الطريقة التي تُدار بها أي دولة”.
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2020، تمكَّنت إسرائيل من توقيع اتفاقيات تطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان وذلك بوساطة أمريكية، فيما أصبح يُعرف باتفاقات أبراهام.
وقد حطمت هذه الاتفاقيات الإجماع القديم في العالم العربي على أن التطبيع مع إسرائيل لن يأتي إلا مقابل تنازلات كبيرة لصالح الفلسطينيين.
وفي نيسان/أبريل 2021، صرَّح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، خلال مقابلة مع شبكة (سي إن إن) الأمريكية أن اتفاقية التطبيع مع إسرائيل ستكون مفيدة جدا وستُحقق فوائد جمَّة للشرق الأوسط، لكنه أكَّد أن الاتفاقية لا يمكن أن تُبرم دون التطرق إلى قضية الفلسطينيين.
ويلفت التقرير إلى أن تصريحات لابيد تأتي بعد ما نشرته تقارير إعلامية في الأسبوع الماضي أن عددًا من المسؤولين الأمريكيين زاروا السعودية لإجراء محادثات تضمن بعضها تعزيز العلاقات السعودية الأمريكية وإمكانية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأفاد موقع (أكسيوس) الإخباري، بأن تلك الزيارة جاءت في إطار الجهود المبذولة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن نقل جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر من مصر إلى السعودية.
وأضاف التقرير أن المحادثات جارية لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، والتي يمكن أن تشهد ترتيبات أمنية متفق عليها بين إسرائيل والسعودية، وتكوين روابط وثيقة بين البلدين لأول مرة على الإطلاق.
وتهدف المحادثات، التي يقودها بريت ماكجورك، منسق شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، إلى إضفاء الطابع الرسمي على اتفاقية نقل جزيرتي تيران وصنافير، اللتين تتمتعان بموقع استراتيجي في الممر المائي الذي يؤدي إلى ميناء العقبة في الأردن وميناء إيلات في إسرائيل، من مصر إلى السعودية.
ووفق التقرير أفادت عدة مصادر أخرى أنه من بين الخطوات المقترحة السماح لإسرائيل باستخدام المجال الجوي السعودي لجميع الرحلات، وليس فقط الرحلات المتجهة إلى دول الخليج، والرحلات المباشرة بين إسرائيل والسعودية للمسلمين الذين يذهبون إلى مكة والمدينة لأداء فريضة الحج.