رأت كاتبة بريطانية، اعتقال الأجهزة الأمنية الخاضعة لولى العهد محمد بن سلمان، أبناء مسؤول المخابرات السعودي السابق سعد الجبري، وشقيقه، تمثل آخر التحركات اليائسة لولي العهد لترهيب المناوئين.
وقالت إيفون ريدلي في مقال نشره موقع “ميدل إيست مونيتور” قبل أيام، إن “جنون العظمة” يزداد لدى الأمير الشاب بعدما أظهر المستوى غير المسبوق الذي قد يبلغه من أجل إحكام قبضته الحديدية على المملكة، وإرغام سعد الجبري على العودة إلى الرياض من منفاه في كندا حيث يقيم منذ العام 2017.
وكانت صحيفة أميركية كشفت النقاب، قبل أيام، عن اعتقال الأجهزة الأمنية لـ سارة وعمر ابني سعد الجبري مستشار ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف، بالإضافة لاعتقال شقيقه المسن.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن خالد الجبري نجل المستشار السابق، أن ولى العهد يضغط على الأب للعودة من كندا التي فرّ إليها.
وقالت الصحيفة إن أربعة عقود من عمل الجبري في الداخلية السعودية “جعلته منغمسا في العديد من القضايا الحساسة داخليا وخارجيا، ويعرف مكان دفن الأسرار في المملكة”.
وقالت الكاتبة إيفون ريدلي إنه ما لم يقف العالم في وجه ديوان ولي العهد السعودي المصاب بجنون العظمة، فإن الخوف سيخنق حرية التعبير حتى في الديمقراطيات الغربية.
ورأت الكاتبة البريطانية أن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي كان ينبغي أن يدق ناقوس الخطر بشأن هذه الحريات، لكن تقاعس إدارة دونالد ترامب عن الرد على تلك الجريمة قد جرأ محمد بن سلمان على ما يبدو.
ورغم أن “الجبري” لم يكن منتقدا علنيا لولى العهد محمد بن سلمان، لكن مشكلته “أنه كان حليفا قويا لمنافسه الأكبر الأمير محمد بن نايف”.
وشغل سعد الجبري منصب وزير دولة، وكان أحد كبار الضباط في الداخلية السعودية، وهو خبير في الذكاء الاصطناعي ولاعب أدوار رئيسة في معركة المملكة ضد تنظيم القاعدة وتنسيقها الأمني مع الولايات المتحدة.
لكن مهمته في الداخلية انتهت كضحية للصراع بين أميرين قويين حول من سيحكم المملكة، فقد فوجئ أواخر عام 2015 بإعلان التلفزيون السعودي خبر إقالته من وظيفته.
وبحسب “واشنطن بوست”، جاء طرده بعد لقائه مدير المخابرات الأميركية السابق جون برينان في سبتمبر/أيلول 2015 في واشنطن، من دون معرفة محمد بن سلمان.
لذا وبعد عودته صدر مرسوم ملكي بعزله، وقد استطاع بعد ذلك بطريقة ما السفر إلى الولايات المتحدة، وكان فيها عندما أعلنت إقالة محمد بن نايف من ولاية العهد.
إلا أنه لم يشعر بالأمان في أميركا تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، خوفا من تسليمه إلى محمد بن سلمان، لذا ترك الولايات المتحدة عام 2017 إلى كندا، وهذا ما جعل بعضا من الخبراء يشيرون إلى أن “شبح الجبري” ربما كان في خلفية الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين السعودية وكندا في أغسطس/آب 2018.
وفي أوائل آذار/مارس 2020، اعتقلت السلطات الأمنية ثلاثة أمراء كبار منهم الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، إلى جانب ولي العهد السابق ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وبعد ذلك وُضِع تحت الإقامة الجبرية الطويلة.
وإلى جانب هؤلاء، تعتقل السلطات الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، نجل الملك الراحل عبد الله، والرئيس السابق لـ “هيئة الهلال الأحمر” السعودي، إضافة إلى الأميرة بسمة بنت سعود آل سعود المعتقلة في سجن (الحائر).