نشرت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية تحليلا معمقا عن شخصية ولي العهد محمد بن سلمان أوضحت فيه أنه يعاني من اضطرابات نفسية وتصرفاته غير سوية.
وقال التقرير نقلا عن مصدر مقرب من القصر الملكي إنه عندما كان بن سلمان صبياً أراد أن يلعب كرة القدم مع زملائه في الفصل، ولكنهم فضلوا اللعب مع ابناء عمومته الـ 15000 شخص، والذين كانوا في مرتبة أعلى منه في ترتيب الخلافة المفترض، عندها أصبح هذا الطفل المعزول كصدام صغير، في إشارة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وأوضح التقرير أن الحياة داخل المنزل كانت صعبة على بن سلمان، حيث كان يسخر منه أخوته غير الأشقاء، ويصفونه بـ “ابن البدوية”، كما تم إرسال إخوته الأكبر وأبناء عمومته إلى جامعات في أمريكا وبريطانيا، وبقي “ابن البدوية” في الرياض.
وكشف التقرير أنه عندما كان أفراد العائلة المالكة يبحرون على اليخوت الفاخرة معاً؛ كانوا يتعاملون مع بن سلمان كفتى مهمات، حيث يتم إرساله إلى الشاطئ لشراء السجائر والحاجيات.
ونقل التقرير عن ضابط مخابرات سعودي سابق قوله “في الواقع، الملك سلمان لم يعد ملكاً”، على الرغم من أنه رئيس الدولة اسمياً، لكنه نادراً ما يظهر علناً بعد الآن.
وقال التقرير أن ابن سلمان يُعتبر شغوفاً بلعبة الفيديو “Call of Duty” -للقتال الدموي-، وانعكس ذلك في انفعالاته وتصرفاته، حيث ينفجر على موظفي الديوان الملكي، كما لو أنه يقاتل خصوماً افتراضيين على شاشة اللعب.
ونقل التقرير عن مصدر له صلات بالقصر الذي يعيش فيه بن سلمان؛ إن ابن سلمان يضرب زوجته -الأميرة سارة بنت مشور- ضرباً مبرحاً في أكثر من مناسبة، لدرجة أنها تضطر إلى طلب العلاج الطبي.
ولفت التقرير إلى أن بعض المراقبين يخشون من أن يصبح بن سلمان أكثر عنفاً وخطورة، في حال بدأت احتياطيات النفط تتراجع، أو تتقلص ثروته.
ونقل التقرير عن زملاء طفولة بن سلمان قولهم انهم يخشون شيئاً أكثر قتامة من الانتقام الذي أدى إلى اغتيال خاشقجي، حيث يتم تذكيرهم بالديكتاتور صدام حسين، والذي كان مدمناً على احتكار القوة، لدرجة أنه أصبح متهوراً وخطيراً.
وقال مراسل المجلة إنه “في رحلتي الأخيرة إلى السعودية كان الناس من جميع شرائح المجتمع؛ خائفين من سماع صوتهم وهم يعبرون عن آرائهم، أو انتقاد نظام بن سلمان، وهو أمر لم أره من قبل في المملكة”.
ونقل المراسل عن محلل سعودي مخضرم رفض إبداء رأيه في إنتقاد السلطات حول هدد جدة، قائلاً: “لقد نجوت من أربعة ملوك، دعني أنجو من الخامس”.
وتابع مراسل الإيكونوميست قائلا:”قبل بضعة أشهر ذهبت إلى حفلة في فندق في جدة، وكان السعوديون والأجانب يرقصون على الرمال حتى الفجر، وكان هناك شخصان يقبلان بعضهما أمام أنظار الجميع، وبعض النساء بملابس فاضحة، وتم تقديم عصير الفاكهة ممزوجاً بالكحول”.
ونقل المراسل عن رجل أعمال أجنبي في الرياض قوله: “أخشى أن يُقبض عليّ لأنني لا أشرب الخمر، هنا كوكايين وكحول ومومسات، كما لم أر مثل ذلك في جنوب كاليفورنيا”.
وأضاف ” أخبرني مسؤول سعودي كبير سابق؛ أن هناك عاملات بالجنس في المملكة من أوروبا الشرقية، يمكنهن كسب 3000 دولار مقابل حضور حفلة، و 10 آلاف دولار مقابل الليلة”.
ووفقاً لمسؤول سعودي سابق صرّح للمجلة قائلا:”أصدقاء ابن سلمان يطلقون عليه “DJ-MBS”، حيث كان يلعب بأقراص موسيقى “الدي جي” مرتدياً قبعة رعاة البقر، التي تحمل حروف أسمه”.
وأكد التقرير أن بن سلمان يستمتع بكسر المحرمات الدينية، حيث تطرقت قناته الحكومية الجديدة إلى موضوع المثلية الجنسية، كما رفع الحظر عن تطبيق للمواعدة بين الرجال والنساء، وجر أحد أئمة مكة إلى ألعاب الورق.”
وأكدت المجلة على أن “تفكيك بن سلمان للأعراف الاجتماعية؛ ينعكس على قيم العديد من أقرانه من الشباب، في السعودية وخارجها”.
واعتبرت المجلة أنه “بالنسبة لابن سلمان فإن القوة تعطيه شعوراً بالعظمة، لكن هذا في البداية فقط، حيث يأتي بعد ذلك شعور الوحدة والشك، والخوف من أن يحاول الآخرون انتزاع السلطة منه”.
وأكدت المجلة على أن ” التمثيلية التي قام بها ابن سلمان عندما قبّل ابن عمه محمد بن نايف، بعد أن تنازل عن العرش اجبارياً؛ تشبه خدعة قديمة قام بها صدام حسين عندما انقلب على رفاقه في حزب البعث.”
وكشفت المجلة أنه قبل تنصيب الملك سلمان كان سعود القحطاني ينشر إشاعات عن إصابة سلمان بالخرف، حيث كان مخلصاً جداً للفصيل السابق لدرجة أنه قام بتسمية ابنه خالد، على اسم رئيسه في ذلك الوقت خالد التويجري.
وأوضحت أنه في يوم جنازة الملك عبد الله؛ قام ابن سلمان بصفع سعود القحطاني على وجهه، بعدها قام ابن سلمان بالتأكد من ولائه له، ثم عينه كموظف لديه، حتى أن القحطاني سمى ابنه الأصغر محمد.
وأشارت المجلة إلى أن سعود القحطاني نصّب نفسه كواحد من أتباع ابن سلمان المخلصين، واستخدم جيشاً من الروبوتات والمتابعين لتخويف النقاد على Twitter ووسائل التواصل الاجتماعي، ثم قام باختطاف الأمير سلطان في 2016، حيث انتحل شخصية كابتن الطائرة.
وقالت المجلة إن سعود القحطاني زحف مرة أخرى إلى الديوان الملكي، بعد أن اتهمه تقرير للأمم المتحدة في جريمة قتل خاشقجي، لكن المحكمة السعودية اتخذت قراراً بعدم اتهامه.