تشهد المملكة حملة غير مسبوقة باعتقالها عدد من الفلسطينيين وكل من يدعمهم, او يثبت بتقديمه المساعدة إلى الشعب الفلسطيني.
وفي المقابل يرحب نظام آل سعود بالإسرائيليين على أرض المملكة بحفاوة وبماركة من ولي العهد محمد بن سلمان, حيث أصبح التطبيع بين المملكة وإسرائيل شبه علنياً بعد زيارة ناشط سعودي لدولة الاحتلال قبل أشهر دون أن تحاسبه السلطات على زيارته.
وتوصف سلطات آل سعود حركات المقاومة الفلسطينية بالإرهابيين وتضعهم ضمن قائمة الارهاب, وتعتقل كل من يبتع إحدى التنظيمات وتضيق الخناق عليهم.
وفي الآونة الأخيرة شهدت المملكة حملة اعتقالات واسعة لم تطال الفلسطينيين فحسب بل سعوديين أيضاً منهم الشيخ يوسف الحج ربيع الذي يبلغ من العمر 54 واسامة فيلاني, هشام فيلاني, سعيد ابوهوش, محمد بن محفوظ, رئيس بن محفوظ, والفلسطيني سليمان الحداد وأبنائه محمد ويحيي لإرسالهم لحوم الاضاحي وكفالة ايتام الشعب الفلسطيني .
كما وذكرت تقارير أن عوائل الفلسطينيين المعتقلين في سجون نظام آل سعود باعوا بعضا من ممتلكاتهم لتوفير الحياة لأبناء المعتقلين ومتابعة قضايا ذويهم.
ووصفت التقارير أن الفلسطينيون يعيشون في حالة مأسوية صعبة حيث وصفهم البعض انهم يعيشوا كرهائن داخل المملكة, وذكرت المصادر ان عدد الفلسطينيين المقيمين داخل المملكة تقدر بنص مليون شخص, شأنهم شأن المواطن السعودي وأن معظمهم من اصحاب الشهادات العلمية العالية,
ووصل الأمر في سلطات آل سعود إلى طرد العائلات الفلسطينية في الشارع ومنعهم من السفر ومنعهم من ممارسة اعمالهم.
وتمارس سلطات آل سعود أبشع العقوبات بحق المعتقلين وتحرمهم من أبسط الحقوق, ووصلت إلى الإخفاء القسري بحقهم.
ولم يذكر بأن أي عائلة من عوائل المعتقلين أن التقوا بأحد أبنائهم, ولم يتمكنوا من ارسال محامي للدفاع عنهم أو الاتصال بهم.
وبحسب منظمات حقوق الانسان, أنها لم تستطيع الوصول لأي معلومات عن المعتقلين حتى هذه اللحظة.
وسبق أن ذكر المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة “IRDG” أن المعتقلين طلبة وأكاديميون ورجال أعمال وحجاج سابقون، تم اعتقالهم دون لوائح اتهام محددة أو عرضهم على جهات الاختصاص (النيابة)، ولم يُسمح لهم بالاتصال مع ذويهم أو التواصل مع محاميهم، وتمت مصادرة أموالهم.
كما استهجن البعض ممارسات سلطات آل سعود, وذكر الاكاديمي السعودي سعيد الغامدي بتغريدة عبر تويتر ” المعتقلون الفلسطينيون في سجون المباحث #السعودية، تعرضوا منذ اعتقلوا لأنواع من التعذيب لاستخراج ما لديهم من معلومات”.
ومنهم من سُقي الماء مع ربط الأعضاء حتى أصيب بعضهم بفشل كلوي ومنهم د. الخضري عمره ٨٠ عاما.
وذكر الغامدي في تغريدته ان من يقوم بقوم بالتعذيب ليس رجال بن سلمان وحدهم بل رجال من المخابرات المصرية والمخابرات الاسرائيلية والامريكية .
كما وذكرت التقارير ان القيادي الفلسطيني أبو عبيدة الاغا معتقل في سجون آل سعود منذ العام 2017 ولم يكتفي الاعتقال إلي الرجال الفلسطينيين بل طال النساء الفلسطينيات حيث ذكرت المصادر اعتقال حكومة آل سعود ل20 امرأة في موسم الحج في العام الماضي بحجة انتمائهم لتنظيم الاخوان وحماس ومحاولات تخريب داخل المملكة .
لم يكتفي الامر بالاعتقال وحسب بل شددت سلطات آل سعود وضيقت الخناق على الفلسطينيين حيث اصدرت حكومة آل سعود في العام الماضي قرار بمنع دخول حَمَلَة “الوثائق” منهم إلى أراضيها مما تتقاطع مع المخططات الأمريكية والإسرائيلية الهادفة لتضييق الخناق على ملايين اللاجئين الفلسطينيين، والتمهيد لتصفية قضيتهم، ورفضت كذلك تجديد إقامات وقبول معاملات الموجودين منهم داخل المملكة .
تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع حديث الادارة الامريكية علي تطبيق صفقة القرن واسقاط حق اللجوء للفلسطينيين ومع هذا القرار يرغم الفلسطيني حامل الوثيقة بضرورة احضار جواز سفر معترف به اما من السلطة الفلسطينية او الدولة التي لجأ لها .
واطلقت سلطات آل سعود حملاتها علي الفلسطينيين ونشرت ثقافة التطبيع علي مواقع التواصل الاجتماعي واطلقت ابواق النظام للسب والشتم علي الفلسطينيين حيث وصفوهم بمن باع ارضهم , القدس ليست فلسطينية بل هي اسرائيلية, وأن التعايش مع اسرائيل علي دولة لها حق الجوار , ومنهم قبح المسجد الاقصى قبلة المسلمين الاولي.
ومنذ تولي بن سلمان ولاية العهد وإدارة شئون البلاد تزايد التطبيع بين المملكة واسرائيل, واعترف بها بشكل صريح وواضح, وهذه بعض تصريحات ابن سلمان “من حق كل شعب العيش بسلام ومن حق الفلسطينيين والاسرائيليين العيش في ارضهم” “هناك مصالح نتقاسمها مع اسرائيل”.