أجمعت أوساط إعلامية وحقوقية دولية على التنديد بصفقة استحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي على نادي نيوكاسل الإنجليزي بوصف ذلك غسيل رياضي مفضوح.
ونشرت صحيفة الـ Times البريطانية كاريكاتيرا ساخراً حول استحواذ السعودية على نادي نيوكاسل، حيث حولت خطوط ألوان قميص النادي الى قضبان سجن، في إشارة إلى الانتهاكات في حقوق الإنسان التي تمارسها السلطات في المملكة.
من جهته قال موقع Open Democracy إن ولي العهد محمد بن سلمان “احتاج لتنظيف سمعته في ضوء التداعيات المستمرة بانتهاكات حقوق الإنسان” عبر صفقة الاستحواذ على نيوكاسل.
لكن الموقع أكد أنه يجب أن تدرك بريطانيا التهديد الذي يمثله الغسيل الرياضي السعودي في نيوكاسل، قائلا: “نحن نغسل سمعة البلطجية والطغاة ونقوض مؤسساتنا الديمقراطية”.
من جهتها اعتبرت صحيفة Independent البريطانية أن استحواذ السعودية على نادي نيوكاسل “أمر سياسي بكل وضوح، وأمر يتعلق بالغسيل الرياضي وليس كرة القدم”.
وقالت الصحيفة إن الصفقة ” تبييض صارخ لسجل المملكة بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وانتهاكاتها في اليمن، لذا فهي محاولة لصرف الانتباه عن هذا السجل الحقوقي السيئ”.
فيما قال موقع Asian Image إن أي شخص يريد أن يرى كيف تقوم دولة عربية غنية بالنفط بإفساد وتبذير ثروتها، عليه أن ينظر إلى استحواذ السعودية على نادي نيوكاسل لكرة القدم.
وذكر الموقع “سوف يبددون الأموال دون تفكير، وسيتم إنفاقها على المباني الفخمة والمشاريع الفاشلة فقط لتلميع صورتهم”.
أما مجلة Foreign Policy فأكدت أنه لا يمكن للمال أن يشتري لك الحب، لكنه يمكن أن يغير الموضوع، وما تهدف إليه السعودية هو فقط تغيير الرواية السيئة عنها بشرائها نادي نيوكاسل، حتى لو لم يكن ذلك منطقيًا من الناحية التجارية.
وفي السياق قالت صحيفة NewYork Times الأمريكية إن بن سلمان لم يشترِ نيوكاسل لأنه يحب كرة القدم “لقد اشتراه لإعادة تأهيل صورته، وجعل الناس يفكرون في كرة القدم قبل أن يفكروا في انتهاكاته لحقوق الإنسان والأطفال الجائعين في اليمن”.
وأضافت الصحيفة “أصبح بن سلمان مهووس بصورته الشخصية، ولديه جيوش الكترونية مخصصة لاعتقال أي شخص يجرؤ على انتقاده عبر الإنترنت، لأنها لا تتسامح مع المعارضة، وهذا هو السبب في مقتل جمال خاشقجي وتقطيع أوصاله”.
كما نشرت صحيفة الـ Financial Times، افتتاحيتها حول صفقة استحواذ السعودية على نادي نيوكاسل يونايتد، قالت فيها إن “الصفقة صادمة ولكنها ليست مفاجئة”، لأن سجل السعودية في حقوق الإنسان أسوأ من معظم الدول التي اشترت أندية كرة القدم الأخرى.
بدورها أبرزت منظمة الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP) حدة استياء جماعات حقوق الإنسان والجهات الفاعلة في المجتمع المدني الدولي من محاولة السعودية لطمس صورتها الدولية السلبية عبر صفقة نيوكاسل.
كما أكدت منظمة العفو الدولية أنها صفقة نيوكاسل تمثل محاولة واضحة من السلطات السعودية لغسل سجلها المروع في مجال حقوق الإنسان ببريق كرة القدم من الدرجة الأولى.
يذكر أنه يقود عملية الاستحواذ على نادي نيوكاسل التي بلغت قيمتها 300 مليون جنيه إسترليني (408 ملايين دولار أمريكي) صندوق الاستثمارات العامة الذي يترأسه بن سلمان.