يحاول نظام آل سعود الاستثمار في كازينوهات في مدينة العقبة الأردنية لكي تخدم زوار منتجع “نيوم” القريب منها على البحر الأحمر.
وشهد مجلس النواب الأردني جدلاُ متصاعداً عقب تلك المحاولات، وطالب عضو مجلس النواب الأردني، النائب أندريه العزوني بـ”الاستغناء بالمال عن الحرام”، عقب استفسار رئيس سلطة إقليم العقبة “نايف البخيت” عن إقامة كازينو لإكمال النصاب السياحي في المدينة.
وشدد العزوني على أن الأردن “لن يتحول إلى طاولات قمار لهم”، في إشارة إلى السياح الإسرائيليين، بالرغم من أن فكرة الكازينو تستهدف رواد الكازينوهات السعوديين والخليجيين والأردنيين وليس الإسرائيليين حصريا.
وأكد النائب الأردني رفضه التام لإقامة الكازينو على أرض بلاده، قائلا: “أزيد للمنادين بسداد المديونية من أرباحه: اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك”.
ويبدو أن الاتجاه في المملكة، بحسب المصادر المطلعة، يسعى لتوطين أموال مواطني المملكة التي تهدر في كازينوهات أوروبا وأمريكا من خلال الاستثمار في بدائل تقام بمدينة العقبة، الأمر الذي يحل كذلك مشكلة صعوبة إقامة مثل هذه الكازينوهات في مدينة الأحلام بـ”نيوم”.
وتمثل مدينة “نيوم” السياحية أحد ركائز رؤية ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يواجه صعوبة في إقامة محطات كازينو في بلاده على سواحل البحر الأحمر، وضمن حدود مدينة نيوم الاستثمارية.
ويرى خبراء أمريكيون وفرنسيون يعملون الآن في استشارات مشاريع نيوم السعودية أن إقامة منشآت سياحية عملاقة بغرف فندقية ضخمة، تزيد عن 25 ألف غرفة رفيعة الطراز، بدون منتجعات صحية وكازينوهات أمر صعب التصديق، مما يعني بأن خيار الكازينو الأردني قد يشكل حلا معقولا بحكم الجوار على سواحل البحر الأحمر بين نيوم والعقبة.
ويبدو أن النقاشات خلف الكواليس تشهد اختبار ما إذا كانت السلطات الأردنية تسمح بترخيص كازينوهات في مدينة العقبة وفي أقرب نقطة من عقارات مدينة نيوم السعودية وباستثمار سعودي غير مباشر.
ومن المرجح أن هذه المقترحات هي التي تقف خلف استفسار رئيس سلطة إقليم العقبة الأردني عن المصاعب التي تحول دون إقامة كازينو سياحي في مدينته، وهو استفسار أثار ضجة واسعة في عمان.
وسبق وأن سلطت مصادر صحفية الضوء على رؤية محمد بن سلمان 2030 المزعومة، وكشفت عن وثائق مسربة فضحت ما يدعيه حول مشروعات وهمية ينوي تنفيذها منها مشروع مدينة “نيوم”
وتناول مخطط ابن سلمان لمدينة نيوم الجديدة، وكشفت الوثائق حول المدنية عن الطموحات الضخمة, التي يعد بعضها غير واقعي, إضافة إلى تكلفة المدينة العالية التي تقارب عن 500 مليار دولار.
سيكلف المشروع حوالي 500 مليار دولار، ويعمل على المخططات ثلاث شركات استشارية معروفة مثل: ماكينزي وشركاه، بوسطن للاستشارات، وأوليفر وايمان – تم توظيفهم للمساعدة في التخطيط وتطبيق رؤية ولي العهد بن سلمان للمدينة بمساحة ولاية ماساتشوستس الأمريكية أي ما يعادل 26500 كيلومتر مربع.
وسيتطلب بناء نيوم أموالاً لا تملكها المملكة، فقد عانت البلاد مؤخراً من عجز في الميزانية، والتزمت بمراهنات عديدة مثل استثمار بقيمة 45 مليار دولار في صندوق مجموعة سوفت بانك.