احتفى حساب “إسرائيل تتكلم العربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية بإحياء نظام آل سعود ذكرى الهولوكوست في سابقة تعد الأولى من نوعها.
وسلطت الحادثة الأضواء مجددا على تطور نظام آل سعود في تعزيز وتيرة التطبيع مع إسرائيل منذ وصول ولي العهد محمد بن سلمان إلى السلطة.
وكتب حساب “إسرائيل تتكلم العربية” على الفيسبوك “صور بألف كلمة.. الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي، الشيخ السعودي محمد العيسى، ورجال دين مسلمون من أنحاء العالم في زيارة تاريخية لمعسكر الإبادة اوشفيتس. نشهد تغيرا في موقف العالم الإسلامي من المحرقة بعد سكوت وإنكار”.
وكان قام وفد يضم عدداً من مشايخ مسلمين، يترأسه وزير العدل السعودي السابق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الجديد محمد بن عبد الكريم العيسى، أمس الخميس، بزيارة غير مسبوقة إلى معسكر الإبادة النازي السابق أوشفيتز بيركينو في بولندا.
وعبر زعيم تحالف “أزرق أبيض”، بيني غانتس، الذي ينافس على تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، عن الموقف ذاته.
وكتب غانتس تغريدة قال فيها: “مشاركة الوفد الإسلامي والسعودي في إحياء ذكرى المحرقة في بولندا خطوة مهمة وتاريخية”.
وأوضح غانتس أن هذه المشاركة للوفد السعودي والمشايخ الآخرين “تعكس التحولات والمتغيرات المهمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتعبّر عن الفرص الجوهرية والمهمة التي تتوفر أمام إسرائيل”.
وتزامنت هذه الزيارة مع انعقاد “المنتدى الدولي لإحياء ذكرى المحرقة”، الذي أقيم في متحف “ياد فاشيم” لتخليد “الهولوكوست” في القدس المحتلة، وأتى تحت عنوان “تذكر المحرقة ونكافح معاداة السامية”، والذي رفض حضوره الرئيس البولندي.
وشارك في منتدى فعاليات إحياء الذكرى الـ75 للمحرقة الذي أقيم في القدس المحتلة 40 من زعماء العالم، بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومايك بينس نائب الرئيس الأمريكي، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وقبل أيام أجرى حاخام يهودي حاصل على الجنسية الأمريكية منذ أيام زيارة مثيرة للجدل إلى المملكة عمل خلالها على تعزيز أسس التطبيع بين نظام آل سعود وإسرائيل.
وغرد الحاخام “مارك شناير” بصورة له من الرياض وكتب في حسابه على تويتر: (قضيت عطلة يوم سبت رائعة ومميزة في السعودية).
وانتقد مغردون زيارة الحاخام اليهودي وخطورة جعل ولي العهد محمد بن سلمان بلاد الحرمين مرتعاً للإسرائيليين والتمهيد بشكل خفي لتعزيز علاقات التطبيع مع إسرائيل.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية في نظام آل سعود عادل الجبير اجتمع يوم الأربعاء الماضي بالحاخام اليهودي مارك شناير الذي يقدم نفسه على أنه رئيس مؤسسة “التفاهم العرقي”.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية “واس” وجرى خلال اللقاء “استعراض جهود تحقيق التعايش بين أصحاب الديانات والثقافات المتعددة”.
وأكد الجبير، “دعم المملكة لكافة الجهود المبذولة لتحقيق مقاصد الأمن والسلم والتعايش المشترك”، بحسب الوكالة الرسمية.
ومؤسسة “التفاهم العرقي” (FFEU)، تأسست عام 1989 ومقرها نيويورك، وتركز على تحسين العلاقات بين المسلمين واليهود.
وبحسب موقع “تايمز أوف إسرائيل”، يرتبط “شناير”، المتزوج من إسرائيلية منذ سنوات عديدة، بعلاقات واسعة مع نظام آل سعود وحلفائه في الإمارات والبحرين.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018، تم تعيين الحاخام “شناير”، مستشارا خاصا لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وجرى تكليفه وقتها بمساعدة مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في المنامة، والمساعدة في الحفاظ على الجالية اليهودية في البلاد وتنميتها، وفق المصدر ذاته.
وسبق أنه صرح شناير أنه وطد علاقاته مع المملكة والإمارات والبحرين منذ 12 عاماً.
وأضاف في تصريحات لبرنامج “اتصل بالعالم” الذي يذاع على شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز قدمه إلى ملك البحرين وإلى الإمارات.
وزعم أن تغييراً شاملاً يحدث في منطقة الخليج فيما يتعلق بعلاقاتهم بإسرائيل، وخاصة السعودية والبحرين والإمارات، مشيراً إلى أن تلك الدول تتنافس من أجل التطبيع مع إسرائيل، وأن العملية قد بدأت مع تلك الدول من اجل الوصول لتعاون مشترك وهو ما يحدث الآن بالفعل. وشدد على أن العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية أصبحت دافئة الآن ولا شك في ذلك.
وقال إن هناك العديد من الأسباب وراء هذا التقارب منها ما يتعلق بالأهداف المشتركة، وثانيا التعاون الاقتصادي والتحولات الجارية الآن في الخليج، ولذلك فقادة تلك الدول (السعودية والإمارات والبحرين) ترى بأن إسرائيل شريك اقتصادي مهم. وثالثا فإن بعض قادة دول الخليج يريدون تقوية علاقاتهم مع الولايات المتحدة الامريكية وخاصة مع إدارة ترامب، ولذلك فهم يرون بأن اسرائيل هي البوابة لحدوث ذلك التقارب، ليس فقط للإدارة الامريكية، ولكن ايضا لكل المؤسسات الامريكية.
وأوضح أن دور بعض دول الخليج مهم في القضية الفلسطينية وعملية السلام، وخاصة من الجانب الاقتصادي والتمويلي، وخلق حالة من الرخاء للفلسطينيين، ونعني بذلك تحديدا الإمارات، وكذلك السعودية التي طرحت مبادرة السلام عام 2002. ولذلك هناك قناعة من قادة تلك الدول أنهم بحاجة لأن يكونوا قريبين من عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.