صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبريان بأنه من المتوقع أن تكون السعودية هي الدولة العربية التالية التي ستوقع اتفاق تطبيع علاقات مع إسرائيل بعد دولة الإمارات.
وقال أوبريان لقناة “ان بي سي” الإخبارية الأمريكية، إنه “من المتوقع أن تكون السعودية هي التالية في توقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل ونحن نعتقد أن هناك الكثير من الدول العربية، خصوصا دول الخليج، التي تريد أن تطبع العلاقات مع إسرائيل”.
وأشار إلى تبعية ولي العهد محمد بن سلمان للرئيس الأمريكي دونالد الذي “توسط” في المفاوضات بشأن التواصل ما بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي عهد الإمارات محمد بن زايد.
كما توقعت وسائل إعلامية، أن تكون البحرين ضمن قائمة الدول التي ستوقع قريبا اتفاق مع إسرائيل، مشيرةً إلى أن رئيس الموساد، يجري اتصالات مع رئيس الوزراء البحريني.
وفي وقت سابق من الأسبوع، قال جاريد كوشنر إنه يأمل أن تكون الصفقة الإسرائيلية- الإماراتية بمثابة “كسر جليد” يقود إسرائيل إلى تطبيع العلاقات مع الدول الأخرى، على الرغم من أنه لم يحدد أي الدول تخطط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في المستقبل القريب.
والتزم نظام آل سعود الصمت التام إزاء اتفاق إسرائيل والإمارات على التطبيع برعاية أمريكية وسط تكهنات واسعة بأن تسير المملكة على نفس الدرب قريبا.
ولم تصدر السعودية أي موقف رسمي تجاه الاتفاق الذي قوبل برفض فلسطيني شديد، فيما يبدو أنه علامة رضا غير معلنة في هذه المرحلة لاسيما في ظل تقارب نظام آل سعود مع إسرائيلي مؤخرا.
في المقابل أطلق إعلاميون مقربون من سلطات آل سعود مواقف مرحبة بالاتفاق الإماراتي الإسرائيلي منهم الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد الذي كتب على حسابه في تويتر أن اتفاق أبوظبي وإسرائيل “خطوة عظيمة تخدم الشعب الفلسطيني اولاً والامارات والعرب ثانياً”.
وفي السياق أعلن مايك إيفانز مستشار ترامب، ومؤسس متحف “أصدقاء صهيون” في القدس المحتلة بأنه “لا أشك أبداً أن محمد بن سلمان سيخطو نفس خطوة ابن زايد قريباً، إنها مسألة وقت، فعندما التقيته تكلم بدعم إسرائيل أكثر من اليهود أنفسهم”.
وكان أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحفيين إلى أنه من المتوقع حدوث مزيد من الاختراقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدول العربية في المنطقة، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.
وستتجه الأنظار إلى السعودية ذات الثقل الإقليمي الكبير، علما أنّ موقفها الرسمي يقوم على أن تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني شرط مسبق لتطبيع العلاقات.
لكن يبدو أن هناك مؤشرات على تقارب محتمل بغض النظر عن ذلك، في تحول يقوده بن سلمان الذي فتح مؤخرا مجال المملكة الجوي لأول مرة لطائرة ركّاب متّجهة إلى إسرائيل.
وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت المملكة عن عرض فيلم عن الهولوكوست في مهرجان سينمائي قبل أن يتم إلغاؤه بسبب فيروس كورونا المستجد.
واستضاف الملك سلمان بن عبد العزيز لأول مرة في الرياض حاخامًا مقيما في القدس. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورة للحاخام ديفيد روزن مع الملك سلمان ووصفتها بـ”لحظة ثورية”.
وقال مارك شناير الحاخام الأميركي الذي تربطه علاقات بالمملكة والخليج “يدرك السعوديون الدور المهم الذي تلعبه إسرائيل في المنطقة”.
وتابع “قبل عامين فقط، أخبرني (الأمير) خالد بن سلمان (نائب وزير الدفاع) أن المملكة تعرف أن إسرائيل جزء لا يتجزأ من تحقيق خطتها الاقتصادية لعام 2030” التي أعلن عنها ولي العهد في 2016.
ويثير الاتفاق الجديد بين الإمارات وإسرائيل أسئلة حول مصير مبادرة السلام العربية التي ولدت سنة 2002 برعاية الرياض وتنص على قيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 مقابل تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.