عمد نظام آل سعود إلى إعلان إقرار رسمي بسعيه إلى التطبيع مع إسرائيل على غرار خطوات حلفائه في دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين واستجابة لضغوط أمريكية.
جاء ذلك في تصريح لوزير الخارجية في نظام آل سعود فيصل بن فرحان الذي أعلن أن التطبيع مع إسرائيل “من المتصور حصوله في النهاية” في تأكيد على وجود خطوات للتمهيد لذلك.
وقال بن فرحان خلال مقابلة مع معهد واشنطن إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل أمر من المتصور حصوله في النهاية لكن يجب جلب الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات كأولوية في المرحلة الراهنة.
وأضاف “أعتقد أن التركيز الآن يجب أن يخصص لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات. في النهاية، فإن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى سلام واستقرار دائمين هو اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين. إذا لم ننجح في تحقيق ذلك، فسيبقى الجرح مفتوحاً في المنطقة”.
وتابع “نحن ملتزمون بالسلام وهو ضرورة إستراتيجية للمنطقة، والتطبيع مع إسرائيل في نهاية المطاف جزء من ذلك وهذا ما اقترحته خطة السلام العربية وما جاء في اقتراح المملكة عام 1981، لذلك نحن دائما نتصور أن التطبيع سيحصل، لكن علينا أيضا أن نحصل على دولة فلسطينية وعلى خطة سلام فلسطينية إسرائيلية”.
وفي سياق متصل، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية “كان” أن بن فرحان، أبلغ مسؤولين أوروبيين في جلسة مغلقة أن بلاده لن تحاول المس بالمحاولات الهادفة إلى تطبيع علاقات الدول العربية بإسرائيل في إقرار أخر على عدم رفض التطبيع.
وحسب القناة، فإن بن فرحان أكد أن بلاده “لن تنضم في هذه الأثناء” إلى مسار التطبيع لكنها لا ترفضه نهائيا، مشدداً على أن الرياض تربط موقفها بحدوث تطور على حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
يأتي ذلك فيما أظهر استطلاع للرأي الإسرائيلي أن معظم الإسرائيليين يفضلون “تعميق” العلاقات مع السعودية أكثر من أي دولة عربية أخرى وذلك في إقرار لخطوات التمهيد.
وحسب نتائج الاستطلاع الذي أجراه “معهد دراسة علاقات إسرائيل الإقليمية والخارجية” (ميتيفيم) فإنّ 24% من الإسرائيليين يفضلون تطوير التعاون مع السعودية، فيما يفضل 12% العلاقة مع مصر، و11% مع الإمارات، و4% مع الأردن.
لكن 28%، حسب الاستطلاع، الذي نشرت نتائجه صحيفة “جيروزاليم بوست” في عددها الصادر، اليوم لا يفضلون تطوير العلاقة مع أي دولة عربية.
وكان لافتاً أن 54% من فلسطينيي الداخل، الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، لا يفضلون العلاقة مع أية دولة عربية، مقابل 23% من اليهود.
وفي السياق، كانت الإمارات الدولة العربية التي يفضل أغلب الإسرائيليين زيارتها (23%)، تليها لبنان (7%)، فيما قال 42% إنهم لا يرغبون في زيارة أي دولة عربية.
ويرى 44% من الإسرائيليين أن الجانب الاقتصادي في العلاقة مع الإمارات هو الذي يجب تطويره، يليه الجانب الأمني (24%)، فيما فضّل 16% تطوير التعاون السياسي.
وحسب 40% من الإسرائيليين، فإن “اتفاق السلام” مع الإمارات لن يؤثر بفرص تحقيق تسوية للصراع مع الفلسطينيين، مقابل 34% قالوا إنه يزيد هذه الفرص، و12% رأوا أن الاتفاق سيسهم فقط في تقليص فرص الحل.
ورأى 46% من الإسرائيليين أن أوروبا غير صديقة لإسرائيل، مقابل 29% يرون أنها تتبنى مواقف تعكس صداقتها لتل أبيب.