قتل متعمد يتعرض له إعلامي في سجون آل سعود
كشفت مصادر حقوقية عن تدهور حالة الإعلامي السعودي المعتقل فهد السنيدي بسبب الإهمال الطبي داخل محبسه.
وقالت المصادر إن “الإعلامي فهد السنيدي تعرض منذ فترة لانتكاسة صحية بسبب الإهمال الطبي داخل السجن”.
وتواصل سلطات آل سعود اعتقال “السنيدي” تعسفيًا والتضييق عليه، مطالبًا “السلطات بالإفراج الفوري عنه من دون قيد أو شرط مسبق”.
وكانت السلطات أحالت الإعلامي المشهور “السنيدي”، في سبتمبر الماضي، للمحكمة الجزائية المختصة بالرياض (محكمة الإرهاب)، بتهم متعلقة بالإرهاب.
واعتُقل “السنيدي” مع مجموعة من الدعاة في عام 2017، ضمن حملة من حملات الاعتقال التي بدأت منذ تولي “ابن سلمان” ولاية العهد.
و”السنيدي” مقدم برامج في قناة “المجد” السعودية، من مواليد محافظة شقراء عاصمة إقليم الوشم، حاز على المركز الأول على المذيعين في الوطن العربي بحسب الجائزة العالمية لخدمة العمل الإسلامي في مجال الإعلام لعام 2005 التابعة لـ رابطة الفن الإسلامي العالمية وجمعية الإصلاح بمملكة البحرين.
وقد أوقفت سلطات آل سعود عام 2013، برنامج “140” الذي كان يقدمه السنيدي في شهر رمضان، على قناة “المجد”، بعد استضافته الأكاديمي المعتقل أيضا محمد الحضيف.
ونشر نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، ذكرى مرور 10 أشهر على دوام اعتقال سلطات آل سعود للإعلاميين السعوديين فهد السنيدي ومساعد الكثيري
اللذين اعتقلا منذ شهور دون توجيه أي تهم لهما ولغيرهما من عشرات المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي والدعاة والأكاديميين.
وقال: “في مثل هذا اليوم قبل 10 أشهر اعتقلت السلطات الإعلامي الشاب فهد السنيدي الذي فضح تدخل السلطات في توجيه الرأي العام، وكان دائما يدعو إلى الإعلام الهادف البناء”.
وقد وجَّهت نيابة آل سعود تهماً متعلقة بـ”الإرهاب” إلى الإعلامي فهد السنيدي، بعد بدأ جلسات محاكمته.
وقالت وسائل إعلام إن المحكمة الجزائية المختصة شرعت في محاكمة مذيع شهير، بعد مرور عام على اعتقاله.
ونشر اعلاميون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات قالوا فيها: “تأكد لنا أن المحكمة الجزائية المتخصصة (محكمة الإرهاب) عقدت اليوم جلسة سرية للإعلامي الدكتور فهد السنيدي، والنيابة العامة وجهت ضده عدة تهم فضفاضة، على رأسها ما سمته (التحريض وإثارة الرأي العام)، مطالبة بعقوبات (مشددة)!”.
ووفقا لحسابات ناشطين، فإن المحكمة وجهت للمذيع فهد السنيدي، مقدم البرامج في قناة “المجد”، تهما من بينها تأييد جماعة الإخوان المسلمين، ومطالبته بالإفراج عن موقوفين أمنيين.
ومن التهم المثيرة الموجهة ضد السنيدي، حضوره مؤتمرا في ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي، دون أخذ إذن من السلطات.
وأبدى مغردون تعاطفا شديدا مع السنيدي، قائلين إن سبب غضب السلطات عليه استضافته رموزا إسلامية في قناة “المجد”، من أبرزهم سفر الحوالي، وسلمان العودة.
وعُرف فهد السنيدي بوسطيته، وبعده عن توجهات التيار المسيطر على الإعلام في المملكة.
ومنذ تولّي ولي العهد محمد بن سلمان السلطة في المملكة شنّت سلطات آل سعود موجة من الاعتقالات طالت مئات المسؤولين والأمراء والدعاة والمعارضين السياسيين، وحتى الناشطين الليبراليين.
واستخدم بن سلمان مختلف أساليب الترهيب والترويع ضد من يعارضه، وأحدث الكثير من التغييرات التي لم يسبقه إليها أحد في بلاده، ما قوّض حقوق الإنسان وحرية التعبير بالمملكة.
اعتبر الكثير من النشطاء ان سلسلة المحاكمات التي تنعقد حاليا هي محاكمات صورية توجه خلالها تهم ملفقة للمعتقلين لتحييدهم والتخلص منهم، فقد تم توجيه 37 تهمة للشيخ سلمان العودة وأكثر من 30 تهمة للدكتور عوض القرني والدكتور علي العمري منها تشكيل منظمة شبابية لتحقيق أهداف تنظيم سري إرهابي داخل المملكة”، ” والتعاطف مع جماعة الإخوان”، عدم الدعاء بما فيه الكفاية لولي الأمر، واستقبال رسائل في هاتفه تحرّض على ولي الأمر وهي تهم فضفاضة.
موجة المحاكمات التي بدأتها سلطات آل سعود مؤخرا جاءت عقب ضغوط دولية واتهامات بممارسة الإخفاء القسري وتوظيف الامن والقضاء لتصفية المعارضين، وهي محاولة لإيهام المجتمع الدولي بوجود نظام قضائي عادل ومتماسك في المملكة، وهو ما فندته منظمات مثل هيومن رايس ووتش أكثر من مرة، وطالبت الرياض بالقيام بإصلاحات قضائية عميقة تستجيب لحقوق الإنسان الكونية ولأسس العدل والاستقلالية.
في الاثناء، مع وجود المعتقلين المعارضين في سجون آل سعود، وتواتر اخبار عن تعرض بعضهم للتعذيب والضغط والابتزاز، تواصل السلطات التضييق على اسر المعتقلين في المملكة، ما دعا العديد منها للهرب نحو دول أوروبية، وتقديم اللجوء السياسي، فيما حوصر البعض الآخر بسبب منع السفر الذي طبقه النظام عليهم.